توقيت القاهرة المحلي 03:44:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نديم

  مصر اليوم -

نديم

بقلم - سحر الجعارة

التجارب الحياتية أحياناً تحفز الدراما لتناولها، وفى أحيان أخرى تسعى الدراما لطرح حلول لمشكلات مجتمعية لا نعلم عنها شيئاً.. أتحدث عن مسلسل (حالة خاصة) الذى عُرض مؤخراً على منصة wach it وتابعه الجمهور بشغف كما ارتبط نفسياً وعاطفياً ببطل العمل «نديم- النجم الشاب طه دسوقى».

وقبل الحديث عن العمل نبدأ من متلازمة أسبرجر، وهى اضطراب فى النمو العصبى تتميز بصعوبات كبيرة فى التفاعل الاجتماعى والتواصل غير اللفظى، بالإضافة إلى أنماط مقيدة ومتكررة من السلوك والاهتمامات، متلازمة أسبرجر تم دمجها مع حالات أخرى ذات صلة فى ما يُعرف الآن باسم اضطراب طيف التوحد ولم تعد تُعتبر تشخيصاً مستقلاً.وتسمى متلازمة أسبرجر متلازمة مشاهير، فنجم كرة القدم الأكثر مهارة وتفوقاً، اللاعب الأرجنتينى ليونيل ميسى قال عنه مهاجم المنتخب البرازيلى السابق روماريو، إنه عانى فى طفولته «متلازمة أسبرجر»، أحد أطياف التوحد، حين استغربت أسرته ميله للعزلة ومعاناته فى تكوين صداقات، واليوم ميسى واحد من أساطير كرة القدم فى العالم يحقق إنجازات لا تتوقف بسبب موهبته غير الاعتيادية فى الكرة.

و«أسبرجر» هى المتلازمة نفسها التى أشار موقع «رانكر» إلى أنها أصابت كذلك رائد التكنولوجيا والأعمال الخيرية ومؤسس مايكروسوفت بيل جيتس، فقد واجه اضطرابات وعدم اتزان ومشكلات فى التواصل، ولكنه نجح فى تجاوز كل ذلك، وبات من أهم رواد الأعمال فى العالم، وغيّرت مشاريعه مصائر كثيرين، فيما صُنف مراراً كأغنى رجل فى العالم وفقاً لقوائم متعددة.

المتلازمة ذاتها كذلك رافقت الممثلة الأمريكية الحاصلة على جائزة «إم تى فى» داريل هانا، وقد تحدثت الفنانة بانفتاح عن مرضها وكيفية تعاملها مع حالتها منذ سنوات.

قيمة مسلسل «حالة خاصة» الأساسية أنه ينشر وعياً عاماً بخصوصية المصابين بالتوحد ومشكلات التنمر بهم أو محاولة استغلالهم، والكشف عن أن الدعم النفسى لهم كفيل بأن يقدم للعالم عبقرية فى أحد المجالات.

هذه العبقرية المختفية خلف حاجز عدم القدرة على التعبير عن النفس أو التواصل مع الآخرين، فنحن أمام محامٍ شاب يتدرب على المرافعة ألف مرة حتى يفوز بالبراءة.. وقد يحسب البعض أنها مهمة سهلة أمام إنسان «خالٍ من الشوائب» يقدم براءته وسريرته النقية فى كل موقف، ويداوى نقاط ضعفه بذكاء وقبول (الأصوات المرتفعة) مثلاً.

المؤلف «مهاب طارق» تعمّد أن يضع الصراع المادى طرفاً فى معادلة نجاح «نديم»: عمه الذى ينكره، وإرثه الضائع رغم استغنائه بقيمة الفوز فى مسابقة «من يربح المليون؟».. فقط ليضطر نديم للخروج من قوقعة العمل بواحد من أكبر مكاتب المحاماة، لينجح فى تأسيس مكتب مستقل بمساعدة المحامية الكبيرة التى يعمل معها «غادة عادل» وهى أم لطفل مصاب بنفس المرض.. وهكذا يحقق وصية أمه الأولى بأن يكون محامياً ناجحاً.

«نديم» رغم توحده لا تضطرب مشاعره ولا تتبدل، إنه لا يفهم كثيراً ألغاز المشاعر، لكنه يصر على تحقيق وصية أمه «أن يُحِب ويُحَب».. والغريب أن «رام الله» هى التى تضطرب طويلاً بين اختيارات متناقضة: أنه واضح ومباشر وصادق وأكثر إنسانية من الجميع حتى فى قلب المنافسة الحامية بين المحامين الشباب الذين يسعون للنجاح بكل السبل.

الخلفية الموسيقية لفرقة «المصريين» مع ألحان الموسيقار هانى شنودة تمثل الملجأ والملاذ لنديم من كل الصراعات التى تدور حوله، وكأنه يهرب من الضجيج والخداع إلى كلمات تضمه وتمنحه صحبة لا يخشاها.. خاصة بعد رحيل «عم جميل» وهى شخصية مرسومة بعناية قدّمها باقتدار الفنان «نبيل على ماهر».

«حالة خاصة» تجربة استثنائية فى الدراما المصرية، لأنه قدّم «النموذج» دون أن يجرحه أو يقلل من شأنه، بل على العكس قدّم إنسانيته وعبقريته، ويُحسب للمخرج عبدالعزيز النجار تلك الضفيرة المحكمة التى تربط الأحداث، والإيقاع المتدفق بالحيوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نديم نديم



GMT 08:58 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت أبيها

GMT 08:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب والتعامل مع حربَي غزة ولبنان

GMT 08:56 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد الذي يمكن استكشافه!

GMT 08:55 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

يدور مع زجاجة ترمب حيث دارت!

GMT 08:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف فاز ترمب... ولماذا ستكون رئاسته الثانية مختلفة؟

GMT 08:52 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب صانع النجوم

GMT 08:50 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الكُتّاب والاستخدام غير الدقيق للكلمات

GMT 08:46 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الدور العائلي في فوز «ترامب»

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon