توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشاغب

  مصر اليوم -

المشاغب

بقلم - سحر الجعارة

عرفت الإعلامى الكبير «وائل الإبراشى» منذ ما يزيد على عشرين عاماً، وربما كنت واحدة ممن يعرفون جيداً قيمته المهنية والإنسانية، كان محارباً ضد الفساد وطيور الظلام فى مجلة «روزاليوسف»، وظل فارساً يناضل بقلمه وبرامجه ضد «حزب الفساد».. كان واحداً من أصحاب الأقلام الذهبية والمواهب النادرة التى تربت فى بلاط «روزاليوسف» وتتلمذت على يدى الأستاذ الكبير «عادل حمودة».

دخلنا معاً من بوابة إعداد البرامج ثم تقديمها فى توقيت متقارب، لكنه كان يدرك هدفه من البداية: أن يصبح نجماً فى سماء الإعلام ومؤثراً فى عالم السياسة: (أخذت أهمية المعلومة من عادل حمودة والجاذبية من الدكتورة هالة سرحان).

لم يخجل أو يتردد فى الجلوس على مقعد د. هالة ليقدم برنامج «الحقيقة» بدلاً منها «لقد سلمته بنفسها كرسى المذيع»، ولم ير إلا أنه يستكمل تجربة جريدة «صوت الأمة» حين تسلم رئاسة تحريرها خلفاً لأستاذه «عادل حمودة».. الآن وبعد مضى سنوات طويلة أدركت أن التناوب على المواقع هو ما يقدم للصحافة والإعلام أجيالاً جديدة تحمل حكمة الأساتذة ودماء الشباب الساخنة وإصرارهم على النجاح.

كان مشاغباً بدرجة كاتب، مثيراً للجدل، مشعلاً للحرائق، لا يأبه بمساحة الحرية المتاحة فى عهد «مبارك»، ومعظم مشاغباته قادته للنيابة.. عندما قدم البهائيين فى برنامج «الحقيقة» كانت النتيجة حرق منازلهم فى سوهاج وبلاغاً من الدكتورة «بسمة موسى» يتهمه بالتحريض على القتل!.. ووصل عدد القضايا المرفوعة ضده آخر عهد «مبارك» إلى 66 قضية نشر آخرها قضية التحريض على عدم تنفيذ قانون الضرائب العقارية ونال فيها البراءة بعد أيام من ثورة يناير!.

كما كان أحد أبطال القضية المعروفة بقضية «حبس رؤساء التحرير الأربعة»، والتى أثارت غضبة الصحفيين وشهدت حالات إضراب واحتجاب للصحف ربما لأول مرة.. وخرج من محنة التعرض للسجن مسجلاً اسمه فى قائمة «الأبطال»، لكنه كان بطلاً من نوع خاص يمكن أن تصفه بالمحارب دائماً والانتحارى أحياناً (وربما هذا كان سر نجوميته).

سجل باسمه أكثر من سبق صحفى، مثل قضية لوسى أرتين، غرق عبّارة السلام، مقتل المجند سليمان خاطر، مذبحة بنى مزار، معاناة مرضى الإيدز فى مصر، أسباب اغتيال السادات، سلسلة الهاربين فى لندن، تحقيقات اللاجئين فى الجولان، تفجير كنيسة القديسين، مبادلة الجاسوس جبرائيل بـ25 سجيناً مصرياً.

وهكذا أصبح يتنفس بالأضواء ويعيش ليبدع ويؤرق الناس فى كراسيهم الوثيرة وهم فى حالة استرخاء أمام الشاشة الصغيرة، يدعوهم للتفكير ويحرضهم على الغضب بنبرته الهادئة وملامحه المبتسمة دائماً وهو يشعل نيران الجدل.

قالت لى زوجته «سحر الإبراشى»، فى مكالمة هاتفية، إنه كان يستعد للعودة إلى الشاشة فى كل لحظة من لحظات مرضه الطويل، وإنه كان يعيش من أجل تلك اللحظة الهاربة التى حرمه منها «الموت».. حتى رحيله كان مثيراً للجدل والمتاعب والشكاوى من الشاشة إلى نقابة الأطباء!!.

وأكدت لى «سحر» أن كبار رجال الدولة حرصوا على توفير العناية الفائقة له.. لكنه كان الوداع.

عندما توفى الكاتب الراحل «مجدى مهنا»، رفيق رحلة «وائل»، بكى «وائل» على الهواء، ووضع صورة «مجدى» فى مقدمة ديكور برنامجه حوالى أربعين يوماً حتى لا تموت ذكراه.. وفى ذكرى رحيل «وائل» تتجدد الأحزان وربما كان الإرث الهائل من المشاغبات ومكتبة البرامج المرئية هو العزاء لأسرته ومحبيه ورفاقه وزملائه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشاغب المشاغب



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon