توقيت القاهرة المحلي 18:47:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشاغب

  مصر اليوم -

المشاغب

بقلم - سحر الجعارة

عرفت الإعلامى الكبير «وائل الإبراشى» منذ ما يزيد على عشرين عاماً، وربما كنت واحدة ممن يعرفون جيداً قيمته المهنية والإنسانية، كان محارباً ضد الفساد وطيور الظلام فى مجلة «روزاليوسف»، وظل فارساً يناضل بقلمه وبرامجه ضد «حزب الفساد».. كان واحداً من أصحاب الأقلام الذهبية والمواهب النادرة التى تربت فى بلاط «روزاليوسف» وتتلمذت على يدى الأستاذ الكبير «عادل حمودة».

دخلنا معاً من بوابة إعداد البرامج ثم تقديمها فى توقيت متقارب، لكنه كان يدرك هدفه من البداية: أن يصبح نجماً فى سماء الإعلام ومؤثراً فى عالم السياسة: (أخذت أهمية المعلومة من عادل حمودة والجاذبية من الدكتورة هالة سرحان).

لم يخجل أو يتردد فى الجلوس على مقعد د. هالة ليقدم برنامج «الحقيقة» بدلاً منها «لقد سلمته بنفسها كرسى المذيع»، ولم ير إلا أنه يستكمل تجربة جريدة «صوت الأمة» حين تسلم رئاسة تحريرها خلفاً لأستاذه «عادل حمودة».. الآن وبعد مضى سنوات طويلة أدركت أن التناوب على المواقع هو ما يقدم للصحافة والإعلام أجيالاً جديدة تحمل حكمة الأساتذة ودماء الشباب الساخنة وإصرارهم على النجاح.

كان مشاغباً بدرجة كاتب، مثيراً للجدل، مشعلاً للحرائق، لا يأبه بمساحة الحرية المتاحة فى عهد «مبارك»، ومعظم مشاغباته قادته للنيابة.. عندما قدم البهائيين فى برنامج «الحقيقة» كانت النتيجة حرق منازلهم فى سوهاج وبلاغاً من الدكتورة «بسمة موسى» يتهمه بالتحريض على القتل!.. ووصل عدد القضايا المرفوعة ضده آخر عهد «مبارك» إلى 66 قضية نشر آخرها قضية التحريض على عدم تنفيذ قانون الضرائب العقارية ونال فيها البراءة بعد أيام من ثورة يناير!.

كما كان أحد أبطال القضية المعروفة بقضية «حبس رؤساء التحرير الأربعة»، والتى أثارت غضبة الصحفيين وشهدت حالات إضراب واحتجاب للصحف ربما لأول مرة.. وخرج من محنة التعرض للسجن مسجلاً اسمه فى قائمة «الأبطال»، لكنه كان بطلاً من نوع خاص يمكن أن تصفه بالمحارب دائماً والانتحارى أحياناً (وربما هذا كان سر نجوميته).

سجل باسمه أكثر من سبق صحفى، مثل قضية لوسى أرتين، غرق عبّارة السلام، مقتل المجند سليمان خاطر، مذبحة بنى مزار، معاناة مرضى الإيدز فى مصر، أسباب اغتيال السادات، سلسلة الهاربين فى لندن، تحقيقات اللاجئين فى الجولان، تفجير كنيسة القديسين، مبادلة الجاسوس جبرائيل بـ25 سجيناً مصرياً.

وهكذا أصبح يتنفس بالأضواء ويعيش ليبدع ويؤرق الناس فى كراسيهم الوثيرة وهم فى حالة استرخاء أمام الشاشة الصغيرة، يدعوهم للتفكير ويحرضهم على الغضب بنبرته الهادئة وملامحه المبتسمة دائماً وهو يشعل نيران الجدل.

قالت لى زوجته «سحر الإبراشى»، فى مكالمة هاتفية، إنه كان يستعد للعودة إلى الشاشة فى كل لحظة من لحظات مرضه الطويل، وإنه كان يعيش من أجل تلك اللحظة الهاربة التى حرمه منها «الموت».. حتى رحيله كان مثيراً للجدل والمتاعب والشكاوى من الشاشة إلى نقابة الأطباء!!.

وأكدت لى «سحر» أن كبار رجال الدولة حرصوا على توفير العناية الفائقة له.. لكنه كان الوداع.

عندما توفى الكاتب الراحل «مجدى مهنا»، رفيق رحلة «وائل»، بكى «وائل» على الهواء، ووضع صورة «مجدى» فى مقدمة ديكور برنامجه حوالى أربعين يوماً حتى لا تموت ذكراه.. وفى ذكرى رحيل «وائل» تتجدد الأحزان وربما كان الإرث الهائل من المشاغبات ومكتبة البرامج المرئية هو العزاء لأسرته ومحبيه ورفاقه وزملائه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشاغب المشاغب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة
  مصر اليوم - مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في لبنان وغزة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon