توقيت القاهرة المحلي 06:46:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الموت على الهواء مباشرة»

  مصر اليوم -

«الموت على الهواء مباشرة»

بقلم - سحر الجعارة

(تموت الأطفال على الهواء مباشرة جَوّعى يبكون ويرحلون صمتُهم وخوفُهم ونظراتُهم تكسرُ قلوبَنا وتقتلُنا صرخاتهم لا يسمعها القانونُ الدوليُ الإنساني ولكنها ستبقي للتاريخ وآهات الأمهات تملأ الأجواء وتخترق الآذان وتحرق الوجدان، وصرخاتٌ الأمهات لا يسمعها القانونُ الدولي الانساني ولكن أيضًا ستبقي للتاريخ).

عند هذه العبارات من الدكتورة "مايا مرسي"، رئيسة المجلس القومى للمرأة ، رئيسة الدورة الثامنة لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي للمرأة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي للمرأة في الإسلام بعنوان "المكانة والتمكين"، الذي تنظمه منظمة التعاون الإسلامي بجدة، عند هذه العبارات "أعلاه" لم يتبق لدى لحظة تركيز واحدة ولم أقاوم دموع العجز التى إنسالت غاضبة و يائسة و وثائرة ومقهورة.

نحن جميعا – ياسيدتى- نموت على الهواء – كل لحظة- رعبا وهربا من مصير تسطرة حاملات الطائرات الأمريكية و الغواصة النووية، مصير بذلنا الجهد ودم الشهداء حتى لا نصل إليه ولا نقف على عتبة الموت لا ندرى من منا الراحل ومن المودع.

أنسيتنى المرأة و "المكانة والتمكين" والمساواة والدستور وتاريخ طويل من نضال المرأة العربية، فكل هذا يتبدد بطلقة رصاص أو صاروخ ينسف ما تبقى من كرامتنا الوطنية وإنسانيتنا

كيف للعالمِ أن يحتفلَ بحقوقِ الانسانِ في الوقتِ الذى يعانى فيه شعبٌ كاملٌ صاحبُ حقٍ وصاحبُ أرضٍ وصاحبُ قضيةٍ من انتهاكاتٍ لحقوقِهِ الانسانية.. فما هي حقوقُ الانسانِ التي يحتفلُ بها العالمُ إذن وهل لها شروطٌ أم أنها مُطلقةٌ لا تخضعُ لازدواجيةِ المعايير.

فها هي حقوقُ المرأة الفلسطينية في قطاع غزة نجد خياراتها جميعها مُرة فهى مُخيرة بين الموت أو استشهادِ فلذاتِ أكبادها أو التهجيرِ القسري فالمنازلُ سُويت بالأرض والطرق أصبحت أنقاضا والمستشفيات والمدارس والمخابز قُصفت والخدمات الأساسية للحياة توقفت وانهار النظامُ الصحي وانقطعت الاتصالاتُ وأكثر من نصف الوفيات من النساء والأطفال.

وهل بعد هذه الكلمات للدكتورة "مايا" إحصائيات أو مرثيات أو لجان تقصى حقائق توثق "جرائم الحرب" التى ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين العزل ؟.

فى عام 1995 كنت أشارك فى مؤتمر "بكين للمرأة" الذى نظمته الأمم المتحدة ، وكانت ورقة العمل التى قدمتها عن "المرأة فى ظل النزاعات المسلحة – الجزائر نموذجا"، وفى ورشة العمل التى شهدت المناقشة وثقنا شهادات حية من ناشاطات من لبنان وفلسطين.

وروت الفلسطينية عمرها الكامل الذى قضته فى السجون الإسرائيلية ما بين تعذيب واغتصاب.. حتى أكتوبر 2023 كنت أحسب أن ما وثقناه قد تحول إلى توصيات "فعلية" فى الأمم المتحدة، وأن الهيئات والمنظمات الدولية قادرة على "وقف إطلاق النار" وأخذ هدنة لتمرير المساعدات الطبية والإنسانية، وأكتشف أننا جميعا "ظاهرة صوتية" لا نملك التصدى لإسرائيل ولا لحماس إلا بالصراخ والعويل.

والتوجه إلى الله .. وحدها مصر تمسكت بالأمل والقدرة على قيادة الأزمة وقد ينشر خبر إعلان الهدنة خلال نشر هذا المقال.

تحذّر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية من أن النساء والأطفال والمواليد في غزة يتحملون على نحو غير متناسب عواقب تصعيد الأعمال العدائية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

سواء من حيث نسبتهم من الضحايا أو من حيث تضاؤل فرص حصولهم على الخدمات الصحية.وتفيد بيانات وزارة الصحة أنه قد سجل، حتى يوم 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، مقتل 2326 امرأة و3760 طفلا في قطاع غزة، أي ما يمثل نسبة 67٪ من مجموع الضحايا، في حين أصيب آلاف آخرون، ما يعني أن 420 طفلا يقتلون أو يصابون كل يوم، وبعضهم لا يتجاوز عمره بضعة أشهر.

وقد أدّت عمليات القصف، وتضرر المرافق الصحية أو توقفها عن الخدمة، ونزوح أعداد غفيرة من السكان، وانهيار إمدادات المياه والكهرباء، وتقييد الوصول إلى الغذاء والأدوية، إلى تعطّل خدمات صحة الأم والوليد والطفل بشدّة.

وتشير التقديرات إلى وجود 50,000 امرأة حامل في غزة، و180 عملية ولادة كل يوم. ومن المرجح أن تعاني 15% منهن من مضاعفات الحمل أو المضاعفات المرتبطة بالولادة وأن يحتجن إلى رعاية طبية إضافية.

ويتعذّر على هؤلاء النساء الحصول على خدمات التوليد الطارئة التي يحتجنها لوضع مواليدهن بأمان ورعايتهم. ومع إغلاق 14 مستشفى و45 مركزا للرعاية الصحية الأولية، تضطر بعض النساء إلى الولادة في الملاجئ، أو في منازلهن، أو في الشوارع وسط الأنقاض .. هل يغير هذا التقرير من الواقع شيئا ؟؟.. إنها مجرد مرثية أنيقة للأطفال والنساء تعلن العجز عن حمايتهم.

لكن الواقع بقسوته ووجعه ووحشيته لخصته الدكتور "مايا مرسي" :(لم يعد الموتُ هو أصعبُ ما يُفجع أمهات قطاع غزة فقد بتن محاصراتٍ بشبح فقدانِ جثامين أطفالهن تحت الأنقاض فلجأت للتسلح بـ«بأقلام حبر» لتوثيق أسماء بناتها وأبنائها على كل جزء واضح من أجسادهم الصغيرة).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الموت على الهواء مباشرة» «الموت على الهواء مباشرة»



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon