توقيت القاهرة المحلي 22:14:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماما نجوى

  مصر اليوم -

ماما نجوى

بقلم - سحر الجعارة

هى ذاكرتنا النابضة بالحب والفرح والدهشة.. لا يستطيع أحد أن ينتزعها منا.

مشهد من طفولتنا وشبابنا وإيقاع أيامنا: حلم سكناه طويلاً لنرسم من خلاله صورة فتاة الأحلام «وصيفة فى فيلم الأرض».. كنا نرقص على إيقاع دقات قلبها على الشاشة وهى تشاغب «بقلظ» وتعلمه الصواب من الخطأ.. بينما نحن نلوّن عالمنا بملامحها ونمنحه دفء نظرتها ونبرة صوتها.

لن يستطيع أحد أن يشوه وعينا الذى تفتح على الشاشة الصغيرة وفن السينما الذى حرر خيالنا من أسر الواقع (الرصاصة لا تزال فى جيبى، العذاب فوق شفاه تبتسم، المدمن، السادة المرتشون، فجر اﻹسلام، حتى آخر العمر، خائفة من شىء ما).. لن يستطيع أحد أن يشوه ابتسامتها ولا أن يغيّب ضحكتها.. ولا أن يحكم عليها بالعزلة بعيداً عن الأضواء: النجوم لا تسقط من السماء.. والأبطال لا يغتالهم التنمر.

عرفت الإعلامية القديرة «نجوى إبراهيم» فى مشروع برنامج لم يخرج للنور، لكنه أكسبنى صداقتها، ورويت لها كيف أجريت حواراً فى بداية مشوارى الصحفى مع الفنان «رحمى» حول شخصية «بقلظ».. وكنت مثل أى مشاهد أحبها وأتابعها وكلما أُعيد عرض أحد أفلامها أجلس مبهورة أمام الشاشة بأدائها الرفيع وقدرتها على تجسيد مشاهد «الضعف والقوة والكبرياء».. وصدمت حين رأيتها تقول، عبر فيديو بثته للجماهير: «أنا عندى 80 سنة وغلبانة وعيانة وعاملة 7 آلاف عملية وعندى سرطان وهعتزل وهموت قريب».. وكانت نجمة الشاشتين مستاءة من الانتقادات التى طالتها مؤخراً، عبر منصات التواصل الاجتماعى، وخروج مطالبات من قبل البعض بشأن اعتزالها، حيث قالت: «أول مرة أقرأ كومنتات كتير نزلت، يا نهار أبيض على الكلام اللى اتقال، أكتر من ربع التعليقات تحمل حالات غريبة، لازم تروحوا تتعالجوا، أنتم طيب عاوزينى أعتزل ولا إيه؟ طب ما ضرورى الواحد هيعتزل، هو أنا هفضل طول العمر أكلمكم؟».

كل هذا الألم كانت تخفيه ابتسامتها المحببة إلى المصريين والعالم العربى، وأسلوبها الرصين فى الأداء.. ربما لا تعلم «ماما نجوى» أن على السوشيال ميديا «لجان إلكترونية» مأجورة مهمتها تجريح المشاهير والتطاول عليهم بل و«أغتيالهم معنوياً».. فسقطت فى فخ هؤلاء المتنمرين.

إنها لعنة السوشيال ميديا التى جعلت من الجمهور صحفيى باباراتزى، وهى الصحافة التى تلاحق المشاهير، بالإيطالية Paparazzi واشتهر مصورو الباباراتزى بإزعاجهم وملاحقتهم المتواصلة للمشاهير على الرغم مما يتعرضون له من إيذاء من قبل الحراس الأمنيين أو الشرطة فى بعض الأحيان.

وبحكم انتشار الهواتف ذات الكاميرات وكذلك مواقع السوشيال ميديا تحول بعض المواطنين إلى «باباراتزى متطوعين».. وهكذا تتوالى جرائم التشهير والتنمر واغتيال الجمال ليتسيد القبح عالمنا.

ما تعرضت له صاحبة الجمال الناعم «نجوى إبراهيم» كشف عورات المجتمع.. لعنة التريند أصابت الجميع، من يتنمر بها ومن يتغنى بجمالها، كلنا شاركنا فى استمرار التريند وتداوله والعالم يتفرج علينا: كيف نعامل نجومنا؟!.

ما تعرضت له صاحبة الابتسامة الساحرة «نجوى إبراهيم» كشف عورات المجتمع أكثر مما كشف بصمة السنين على وجهها.. «نجوى» تعرضت حرفياً لاغتيال معنوى للصورة الذهنية التى كونتها بعمرها لدى جمهورها منذ دخلت عالم الإعلام.. ستون عاماً من العطاء: قدمت خلال مشوارها عدداً من أهم البرامج الإنسانية والاجتماعية وبرامج المسابقات فى تاريخ التليفزيون، وتم تكريمها من ضمن 100 سيدة فى القرن العشرين أثّروا إيجاباً على مجتمعاتهم، وواحدة من أفضل 100 إعلامية فى القرن الواحد والعشرين، وأحد أفراد قائمة موسوعة Who is Who العالمية للمشاهير، فازت بجائزة الأم المثالية فى مصر لمدة 11 سنة متتالية، فازت بجائزة أحسن مذيعة فى مصر 19 سنة متتالية، وشغلت منصب رئيس قناة «الأسرة والطفل» لمدة 5 سنوات، وهى حاصلة على عدد كبير من الجوائز الفنية والإعلامية المصرية والدولية، وقدمت أشهر برامج التليفزيون المصرى فى عصره الذهبى فى مختلف المجالات مثل «الجلسة علنية»، و«فكر ثوانى واكسب دقايق».

«ماما نجوى».. ابتسامتك النادرة تقهر كل المتنمرين.. وما أثمر التنمر إلا تظاهرة حب من عشاقك.. سلامتك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماما نجوى ماما نجوى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon