توقيت القاهرة المحلي 22:02:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب الإلكترونية

  مصر اليوم -

الحرب الإلكترونية

بقلم - سحر الجعارة

ليس شرطاً أن تكون كاتباً أو إعلامياً لتصبح هدفاً لميليشيات «الإخوان الإرهابية» على السوشيال ميديا، يكفى أن يكون لديك وعى وطنى وأن تقول: لا لتهجير الفلسطينيين إلى «سيناء»، أو أن تكتب «السيسى رئيسى» لتتجمع ميليشيات السب والقذف فى محاولة لاغتيالك معنوياً والتشهير بك وبعائلتك بأسوأ آليات «حروب الجيل الرابع والخامس»!

بنات مثل الورد ونساء محترمات وشباب ورجال (وأنا معهم بالطبع) تعرضوا لأبشع الأوصاف والألقاب لمجرد أنهم لم يفقدوا الذاكرة الوطنية لينسوا إرهاب «حماس»، سواء باقتحام معبر رفح عام 2008 أو بفتح السجون المصرية 2011 أو بتطويق خاصرة الوطن بالأنفاق لتهريب الأسلحة والإرهابيين إلى مصر وتهريب السلع الأساسية «زاد المصريين» إلى غزة.. وددت أن أكتب أسماءهم وأن أضع لهم إطاراً من الفخر وأنا أراهم جميعاً فور أن يجدوا حساباً يسىء إلى مصر شعباً ورئيساً، ويهرولون للرد عليه بكل أدب ورصانة.

كانت الانتخابات الرئاسية (التى تزامنت مع الحرب على غزة) الفرصة الذهبية للتشكيك فى الدولة المصرية وتصفية الثأر القديم مع الكُتاب والمفكرين والمؤثرين على السوشيال ميديا، إنها «حرب إلكترونية» بكل ما تحمله هذه العبارة من معانٍ، حرب ضمت «دواعش الداخل» من الخلايا الإخوانية النائمة (عبدالله رشدى نموذجاً) والسلفيين الباحثين عن «شعبية ضائعة» فرفعوا راية غزة.. ثم طعنوا فى نزاهة الانتخابات (اكتب كل عبارات السخرية منهم)!

فماذا كان ليحدث لو لم نتابع الانتخابات الرئاسية على الهواء مباشرة؟ إنها سابقة تحدث لأول مرة فى العالم أن نجد قنوات «المتحدة للخدمات الإعلامية» فى بث مباشر من مقر «الهيئة الوطنية للانتخابات» ولقاءات حية من مقار اللجان حتى وصلنا إلى فرز الأصوات الانتخابية على الهواء مباشرة.. هذا بخلاف أن كل الناخبين -قبل المرشحين- راقبوا الانتخابات بعدسات الموبايلات.

هذه الأجواء أشبه بالأجواء الساخنة قبل ثورة الحرية فى 30 يونيو، وقتها كنا نُتهم بأننا «كفرة» لأننا نرفض «حكم المرشد»، وصوَّروا لعامة الشعب أننا لا نريد تطبيق الشريعة، (هى مطبقة فى الدستور والقانون الوضعى)، الآن أصبحوا يشتموننا بكلمة «متصهينين»: وكأنك إن لم تسلم «سيناء» فأنت صهيونى.. نسوا العدو المحتل بدباباته وصواريخه وتفرغوا لمصر والمصريين (بينا وبيهم دم وتار).. وتركوا الإبادة العرقية للفلسطينيين وقرروا ذبحنا بألسنتهم.. لقد اعتادوا إشاعة الفوضى ونشر العنف واستخدام أساليب الترهيب والتحريض على القتل والحرق والتخريب، وقد عشنا هذا من قبل داخل مصر.. لقد قرروا إحراق مصر بالمطالبة -على السوشيال ميديا- بترحيل المسيحى المصرى ليأتى لاجئ مسلم بدلاً منه، نفس مقولة مرشد الإخوان الراحل مهدى عاكف: «طظ فى مصر واللى فى مصر، أنا ما يهمنيش واحد ماليزى يحكمنى ما دام مسلم»! وما قاله يُعتبر استكمالاً للخط الإخوانى المعروف لسيد قطب، وهو من اعتبر أن الوطن ما هو إلا حفنة من التراب العفن!

نفس حالة الـ«هيستريا الجماعية» التى أصابت جماعة الإخوان المسلمين بعد إزاحتهم عن السلطة وإبعادهم عن الحكم، تمارس على قنوات الإخوان بواسطة مجرمين هاربين من مصر تحولوا بقدرة «السمع والطاعة» إلى عبيد فى بلاط التنظيم الدولى للإخوان.. والهجوم على مصر والتجريح فى رموزها «أكل عيشهم».. ووصلت بهم الوضاعة والوقاحة إلى فبركة حساب باسم الرئيس «عبدالفتاح السيسى» والإساءة إليه باعتباره، حين انحاز للشعب وهو قائد للقوات المسلحة فى 30 يونيو، أسقطهم عن سدة الحكم، واعتقدوا أن التجريح فى شخصه النبيل يُسقط هيبة مصر.. لكنهم فوجئوا بجيش من «المدنيين» يحاربون على السوشيال ميديا.. جيش شعبى مؤمن ببلده ورئيسه ولا ترهبه مؤامرات الإخوان الخسيسة، ولا يهرب من المواجهة مهما ألحقوا به الأذى.

للأسف هذه الحرب بعيداً عن طائلة القانون المصرى لأن السوشيال ميديا (X، فيس بوك، إنستجرام، تويتر، مدونات جوجل) تخضع لأحكام مالكها، وهو فى الأغلب أمريكى، ما عدا «تيك توك» فهو موقع صينى.

لا يزال التنظيم الإرهابى للإخوان يسىء إلى القضية الفلسطينية، ويشن هجومه على سيناء: «افتحوا المعبر».. بالقطع المقصود افتحوا المعبر للميليشيات المسلحة وليس للمدنيين العزل فى غزة الذين أمدّتهم مصر بحوالى 80% من المعدات الإنسانية والطبية التى وصلتها!!

إن ذهبت إلى الصيدلية لتسأل عن دواء معين سوف يقول لك الصيدلى «ذهب إلى غزة».. نحن نعانى نقصاً فى الأدوية لكننا لا نعانى نقصاً فى البشر: حشود الناخبين الهادرة فى الانتخابات الرئاسية خلفها «الظهير الجماهيرى» لمصر شعباً ورئيساً يخوض حربه الشريفة فى مواجهة فئران الإخوان التى لا تعبّر عن نفسها إلا بأبشع الألفاظ.. ونحن لها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الإلكترونية الحرب الإلكترونية



GMT 12:01 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تمادت كثيرا يا جلالة الملك!

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

‎العدوان مستمر حتى 20 يناير

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

امتلاك الأندية الأوروبية قوة ناعمة

GMT 08:24 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض في مواجهة اليوم التالي

GMT 08:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

نكسة الإعلام الأميركي

GMT 08:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 08:14 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أفول الأوبامية: النخب المتعالية ودرس الانتخابات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon