بقلم - سحر الجعارة
ليس شرطاً أن تكون كاتباً أو إعلامياً لتصبح هدفاً لميليشيات «الإخوان الإرهابية» على السوشيال ميديا، يكفى أن يكون لديك وعى وطنى وأن تقول: لا لتهجير الفلسطينيين إلى «سيناء»، أو أن تكتب «السيسى رئيسى» لتتجمع ميليشيات السب والقذف فى محاولة لاغتيالك معنوياً والتشهير بك وبعائلتك بأسوأ آليات «حروب الجيل الرابع والخامس»!
بنات مثل الورد ونساء محترمات وشباب ورجال (وأنا معهم بالطبع) تعرضوا لأبشع الأوصاف والألقاب لمجرد أنهم لم يفقدوا الذاكرة الوطنية لينسوا إرهاب «حماس»، سواء باقتحام معبر رفح عام 2008 أو بفتح السجون المصرية 2011 أو بتطويق خاصرة الوطن بالأنفاق لتهريب الأسلحة والإرهابيين إلى مصر وتهريب السلع الأساسية «زاد المصريين» إلى غزة.. وددت أن أكتب أسماءهم وأن أضع لهم إطاراً من الفخر وأنا أراهم جميعاً فور أن يجدوا حساباً يسىء إلى مصر شعباً ورئيساً، ويهرولون للرد عليه بكل أدب ورصانة.
كانت الانتخابات الرئاسية (التى تزامنت مع الحرب على غزة) الفرصة الذهبية للتشكيك فى الدولة المصرية وتصفية الثأر القديم مع الكُتاب والمفكرين والمؤثرين على السوشيال ميديا، إنها «حرب إلكترونية» بكل ما تحمله هذه العبارة من معانٍ، حرب ضمت «دواعش الداخل» من الخلايا الإخوانية النائمة (عبدالله رشدى نموذجاً) والسلفيين الباحثين عن «شعبية ضائعة» فرفعوا راية غزة.. ثم طعنوا فى نزاهة الانتخابات (اكتب كل عبارات السخرية منهم)!
فماذا كان ليحدث لو لم نتابع الانتخابات الرئاسية على الهواء مباشرة؟ إنها سابقة تحدث لأول مرة فى العالم أن نجد قنوات «المتحدة للخدمات الإعلامية» فى بث مباشر من مقر «الهيئة الوطنية للانتخابات» ولقاءات حية من مقار اللجان حتى وصلنا إلى فرز الأصوات الانتخابية على الهواء مباشرة.. هذا بخلاف أن كل الناخبين -قبل المرشحين- راقبوا الانتخابات بعدسات الموبايلات.
هذه الأجواء أشبه بالأجواء الساخنة قبل ثورة الحرية فى 30 يونيو، وقتها كنا نُتهم بأننا «كفرة» لأننا نرفض «حكم المرشد»، وصوَّروا لعامة الشعب أننا لا نريد تطبيق الشريعة، (هى مطبقة فى الدستور والقانون الوضعى)، الآن أصبحوا يشتموننا بكلمة «متصهينين»: وكأنك إن لم تسلم «سيناء» فأنت صهيونى.. نسوا العدو المحتل بدباباته وصواريخه وتفرغوا لمصر والمصريين (بينا وبيهم دم وتار).. وتركوا الإبادة العرقية للفلسطينيين وقرروا ذبحنا بألسنتهم.. لقد اعتادوا إشاعة الفوضى ونشر العنف واستخدام أساليب الترهيب والتحريض على القتل والحرق والتخريب، وقد عشنا هذا من قبل داخل مصر.. لقد قرروا إحراق مصر بالمطالبة -على السوشيال ميديا- بترحيل المسيحى المصرى ليأتى لاجئ مسلم بدلاً منه، نفس مقولة مرشد الإخوان الراحل مهدى عاكف: «طظ فى مصر واللى فى مصر، أنا ما يهمنيش واحد ماليزى يحكمنى ما دام مسلم»! وما قاله يُعتبر استكمالاً للخط الإخوانى المعروف لسيد قطب، وهو من اعتبر أن الوطن ما هو إلا حفنة من التراب العفن!
نفس حالة الـ«هيستريا الجماعية» التى أصابت جماعة الإخوان المسلمين بعد إزاحتهم عن السلطة وإبعادهم عن الحكم، تمارس على قنوات الإخوان بواسطة مجرمين هاربين من مصر تحولوا بقدرة «السمع والطاعة» إلى عبيد فى بلاط التنظيم الدولى للإخوان.. والهجوم على مصر والتجريح فى رموزها «أكل عيشهم».. ووصلت بهم الوضاعة والوقاحة إلى فبركة حساب باسم الرئيس «عبدالفتاح السيسى» والإساءة إليه باعتباره، حين انحاز للشعب وهو قائد للقوات المسلحة فى 30 يونيو، أسقطهم عن سدة الحكم، واعتقدوا أن التجريح فى شخصه النبيل يُسقط هيبة مصر.. لكنهم فوجئوا بجيش من «المدنيين» يحاربون على السوشيال ميديا.. جيش شعبى مؤمن ببلده ورئيسه ولا ترهبه مؤامرات الإخوان الخسيسة، ولا يهرب من المواجهة مهما ألحقوا به الأذى.
للأسف هذه الحرب بعيداً عن طائلة القانون المصرى لأن السوشيال ميديا (X، فيس بوك، إنستجرام، تويتر، مدونات جوجل) تخضع لأحكام مالكها، وهو فى الأغلب أمريكى، ما عدا «تيك توك» فهو موقع صينى.
لا يزال التنظيم الإرهابى للإخوان يسىء إلى القضية الفلسطينية، ويشن هجومه على سيناء: «افتحوا المعبر».. بالقطع المقصود افتحوا المعبر للميليشيات المسلحة وليس للمدنيين العزل فى غزة الذين أمدّتهم مصر بحوالى 80% من المعدات الإنسانية والطبية التى وصلتها!!
إن ذهبت إلى الصيدلية لتسأل عن دواء معين سوف يقول لك الصيدلى «ذهب إلى غزة».. نحن نعانى نقصاً فى الأدوية لكننا لا نعانى نقصاً فى البشر: حشود الناخبين الهادرة فى الانتخابات الرئاسية خلفها «الظهير الجماهيرى» لمصر شعباً ورئيساً يخوض حربه الشريفة فى مواجهة فئران الإخوان التى لا تعبّر عن نفسها إلا بأبشع الألفاظ.. ونحن لها.