توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«غزة» التي كانت محررة!

  مصر اليوم -

«غزة» التي كانت محررة

بقلم - سحر الجعارة

من المبكر جداً أن نحصى المكاسب والخسائر للطرفين المتحاربين فى غزة، لكن هذه قراءة مبدئية لطبيعة «ماذا نخسر» وليس «كم خسرنا»، (نحن هنا تعنى أنصار فلسطين)، بحسب «المواقع الإخبارية المصرية والعربية والبيانات المتاحة عليها خلال هذا الأسبوع «: قالت مراسلة «القاهرة الإخبارية» من القدس المحتلة دانا أبوشمسية، إن مجمل الخسائر الإسرائيلية المدنية والعسكرية والتعويضية بسبب الحرب على غزة تخطت 100 مليار دولار، بتكلفة يومية لقوات الدفاع بلغت 250 مليون دولار.

وأشارت إلى أن نسبة الإيرادات التى كانت يمكن أن تحرزها إسرائيل من الاستثمار، فهناك خسارة تقدر بـ17 مليار دولار خلال شهر واحد، بالإضافة إلى سحب العديد من الاستثمارات فى إسرائيل، وتحويل 53 مليار دولار إلى العملة المحلية لتغطية تكاليف الحرب، وهذا ربع احتياطى النقد الأجنبى فى إسرائيل.ولفتت إلى أن هناك إحصائية تفيد بأن 300 ألف مستوطن غادروا البلد دون حجز تذكرة عودة، وهذا يعنى أنهم قرروا البقاء فى دول أخرى وعدم العودة مجدداً لإسرائيل، واستمرار الحرب على غزة لمدة شهر آخر سيجعل الاقتصاد الإسرائيلى ينهار.

وأضافت أن هناك تعويضات تقدر بـ7 مليارات شيكل من أجل إصلاح المستوطنات التى تضررت بسبب الحرب، فضلاً عن التعويضات للجنود المصابين وأسر القتلى والأسر التى تم ترحيلها بسبب الحرب، سواء الذين رحلوا من تلقاء أنفسهم أو الذين رحلتهم السلطات الإسرائيلية.

هذا إلى جانب التنديد الشعبى فى مختلف دول العالم بجرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى، وهو التنديد الذى يتزامن مع دعم أمريكى- غربى شبه كامل لإسرائيل فى حربها المجرمة والمحرمة دولياً.. وتدفق المساعدات الطبية والإنسانية على «غزة» عبر «معبر رفح» التى بذلت مصر كل مساعيها وضغطها للإبقاء عليه «مفتوحاً».

أما «المنطقة العربية» ككل فخسرت من أمانها وهيبتها وقوف حاملتى طائرات أمريكية فى البحر الأبيض المتوسط وغواصة نووية، هذا إلى جانب القواعد العسكرية - الأمريكية الموجودة أصلاً ببعض الدول المجاورة.. فضلاً عن تهديد من «الحوثى» باستهداف!

فهل ربحت حماس «غزوة 7 أكتوبر»؟

اكتشف الشارع العربى فجأة أن أهالينا فى غزة هم مجرد «أيتام حماس»، هم وقود نيران الحرب التى تلتهمهم بحثاً عن ملثم واحد «يُدعى قائد».. بينما قادة حماس «إسماعيل هنية وخالد مشعل» يتنقلان أحراراً بين الدول العربية والأوروبية، و«يحيى السنوار» لم يثبت حتى الآن إن كان مختبئاً فى خنادق غزة أم حراً خارجها!

إذن مليون طفل فلسطينى ومليون و300 ألف من الشباب والشيوخ من أهلنا فى غزة يواجهون آلة الحرب الجهنمية تسديداً لفاتورة قرار كتائب «عز الدين القسام»، وصيحات «أبوعبيدة» العنترية!شهد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضى حرباً إسرائيلية عنيفة أودت بحياة أكثر من 11 ألف فلسطينى.

وبحسب التقديرات كان 70% منهم من الأطفال والنساء، كما أصيب أكثر من 27 ألف مواطن آخر.

وقد صعّد الجيش الإسرائيلى فى الأيام الماضية هجماته على القطاع، حيث استهدف محيط مجمع الشفاء الطبى الذى يعتبر الأكبر فى غزة، كما قصف بغارات عنيفة جداً محيط جميع المستشفيات ومراكز الخدمة الصحية فى محافظتى غزة وشمال غزة.

وبسبب القصف الإسرائيلى المتواصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية خروج مجمع الشفاء الطبى من الخدمة، بعد انقطاع الأكسجين إثر توقف المولد الكهربائى الأخير عن العمل بسبب الحصار الإسرائيلى المفروض عليه ونقص الوقود.. وأتصور أن القطاع الطبى قد سقط بالكامل ولم يتبق داخل الخدمة إلا مستشفى «المعمدانى» الذى تنقصه أيضاً المستلزمات الطبية والكهرباء وهذا أضعف الإيمان.

كانت غزة قبل 7 أكتوبر «محررة» لا تخضع حتى للسلطة الفلسطينية الشرعية، بعد الانقلاب الدموى عليها، وأصبح الآن أكثر من 50% منها محتلاً من إسرائيل والدبابات الإسرائيلية فى طريقها لاحتلال ما تبقى.. حتى خنادق مستشفى الشفاء تجولوا فيها!

ويشدد «نتنياهو» على أن القوة الوحيدة التى يمكنها ضمان عدم ظهور حماس والإرهاب مرة أخرى والاستيلاء على السلطة فى غزة هى الجيش الإسرائيلى.. قائلاً: «يجب أن تكون غزة منزوعة السلاح والتطرف».. فهل تنطبق هذه الأوصاف على حماس؟

«غزة» كانت محررة من 2006، لكنها اختارت ما يسمى بـ«المقاومة المسلحة»، بحسب تقدير الإمكانيات العسكرية، فحماس تنظيم أو حركة مقاومة أما إسرائيل فهى دولة لديها سلاح نووى ومدعومة من أمريكا.. وبحساب بسيط لموازين القوى لم تكن حماس تسعى لتحرير كامل الأراضى الفلسطينية و«الزحف إلى القدس».

لكنها كانت يوم 7 يناير فى موقع «المعتدى» الذى هاجم الآمنين العزل فى احتفال دينى، فلم يكن هناك «عدو» ولا «محتل» ولا صواريخ تأتيها من تل أبيب.

هكذا تحول طوفان الأقصى إلى طوفان النازحين.. الآن يطالبكم «خالد مشعل» بالطوفان المالى - الإغاثى: (بدنا عشرات ومئات الملايين والحمد لله الأمة خيرها عظيم، وبدنا من الشعبى والرسمى، ونقبل عطاء السر وعطاء العلن)!

بالنسبة لى سقط «مفهوم المقاومة» من المشهد الفلسطينى وهذه أكبر خسارة، أتابع الآن مذبحة غير مبررة تسبب فيها قادة حماس وسدد الدم عنهم النساء والأطفال.. انتهى طوفان الأقصى فلا زحف ولا من يزحفون وسقطت «فكرة المقاومة» فما رأيناه مجزرة تُستخدم فيها أوصاف لا أستطيع كتابتها احتراماً لتاريخ آمنت فيه بشرعية المقاومة ودعمتها بقلمى وإنسانيتى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«غزة» التي كانت محررة «غزة» التي كانت محررة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon