توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلنا مدانون لا أستثني أحدا

  مصر اليوم -

كلنا مدانون لا أستثني أحدا

بقلم - سحر الجعارة

الضجة الشديدة التى أثارتها تصريحات الدكتور «على جمعة»، مفتى مصر السابق، ما بين الحفاوة والهجوم تؤكد أن هناك خللاً فى المجتمع، وأن الثقافة المهيمنة هى «ثقافة التكفير» ونفى الآخر.. لأن بيننا من نصّبوا أنفسهم «وكلاء الله على الأرض»، واحتكروا توزيع «صكوك الغفران» كيفما تشاء أهواؤهم أو تقتضى مصالحهم، حتى أصبح تنظيم «داعش» الذى يقتل الأبرياء ويسبى النساء ويهدم الأوطان هو رمز الإسلام، والواجهة المتطرفة التى نقدمها للعالم، لأنه لم يجد من يخرج ليكفّره، بينما احترف البعض تكفير الأقباط والمفكرين والمبدعين!

أصبح بعض المشايخ يحملون سيوفاً مسمومة لتُطير أعناق من خدموا الإنسانية، واحترفوا وصم الآخرين بالكفر والزندقة، ورفعوا أنفسهم إلى مصاف «أنصاف الآلهة».. ليقرر بعضهم (من يدخل الجنة ومن يدخل النار).. من يُقتل لأنهم قرروا أنه مرتد أو تارك للصلاة، ومن يُتوج «خليفة للمسلمين» لأن خزائنه لا تنفد من المال والذهب!لم نعد نستمع لصوت العقل ولا نتعامل بضمير حى مع الإنسانية، استسلمت الأغلبية إلى الصوت العالى ودقت طبول «غزوات تكفير المسيحيين واليهود»: («والله، والله، والله، إن المشايخ الذين يقولون للمسيحيين واليهود: «أنتم مؤمنون» ضللوهم، وما خدموهم، هيفرحوا منهم الآن ويوم الصراط سيقولون هؤلاء قالوا لنا أنتم مؤمنون، لو قالوا لنا أنتم غلط كنا فكرنا»!!.

هكذا أقسم الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقاً، محذراً المشايخ من التقاعس عن حربه المقدسة على الأقباط، أو التخلى عنه فى «موقعة التكفير».. ثم جاء بعده «عبدالله رشدى» الذى يحترف تكفير «الأقباط» ثم يحاول تبرير موقفه بأن «الكفر» بمعنى «الإنكار».. ثم يعود سريعا إلى الدور المرسوم له فيكتب على الفيس بوك أثناء احتفال الإخوة الأقباط بعيد الميلاد: (بيوت الله فى الأرض هى المساجد وليس لله فى الأرض بيوت بعد الإسلام سواها غير المساجد ويسمى «دور عبادة» وليس «بيوت الله»)!.. دون أن يراجعه أحد علماء الأزهر أو يحاكمه القانون الذى سن عشرات العقوبات لمن يهدد السلم الاجتماعى ويثير الفتنة الطائفية ويزدرى الديانات السماوية).. لماذا صدق الناس هؤلاء رغم أن الأول أحيل التحقيق والثانى مُنع من الخطابة؟؟.. هل أصبحنا نحترف «الكراهية»؟؟

حاولت بعض الأصوات المعتدلة أن تصحح الموقف (فى بلد ينادى رئيسه دائماً بتجديد الخطاب الدينى).. لكن أصواتهم كانت خافتة ولم تسلط عليها الأضواء لأن السوشيال ميديا بلجان الإخوان الإلكترونية التى تتسيدها قررت تكفير (الأم تريزا، السير مجدى يعقوب، ماما ماجى.. وغيرهم كثر)!!

ببراءة شديدة اقتحم «طفل» حقل الألغام هذا ليسأل الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: «لماذا سيدخل المسلمون فقط الجنة على الرغم من وجود أديان أخرى كالمسيحية والكتب الدينية الأخرى»؟!! هذا السؤال -لو تعلمون- مهين لكل رجال الدين فى «دولة الأزهر» منارة الوسطية!.. هذا السؤال دليل إدانة لجميع من تجاهل الفكر التكفيرى أو تواطأ معه أو دعمه وحماه.. الحقيقة أنه دليل إدانة لنا جميعاً، مثقفين ومبدعين وتنويريين: لقد فشلنا فى توصيل «الرسالة» إلى أطفال الأمة!

أجاب «جمعة» عن السؤال الكاشف الصادم: متسائلاً: «مين قال إن المسلمين بس اللى هيدخلوا الجنة؟».. أضاف «جمعة»، خلال تقديم حلقة برنامج «نور الدين»، عبر قناة «on»: «هذه معلومة مغلوطة لأن ربنا قال عكس ذلك»، مستشهداً بالآية الكريمة: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»، متابعاً: «إن الدين عند الله الإسلام»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلنا مدانون لا أستثني أحدا كلنا مدانون لا أستثني أحدا



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon