توقيت القاهرة المحلي 22:02:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدرس الديمقراطي

  مصر اليوم -

الدرس الديمقراطي

بقلم - سحر الجعارة

أن ترى كريمة مرشح للرئاسة يعارض الرئيس الحالى، على شاشة قنوات «المتحدة للخدمات الإعلامية»، تطالب الناس بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، فهذا مشهد لم أكن أحلم به يوماً.. لم أكن أتوقع أن أرى ثلاثة رؤساء لأحزاب مصرية يتنافسون على منصب الرئاسة ضد الرئيس الحالى «عبدالفتاح السيسى»، وتُتاح لهم فرص الوجود فى لقاءات جماهيرية تُنظمها وتحميها وزارة الداخلية، ويعرضون على الناس برامجهم على الشاشات المصرية دون حجب أو تعسُّف، وتتاح لهم فرصة نقد بعض السياسات الحالية.. بينما الرئيس «السيسى» يكتفى بإنجازاته وبرصيده عند الناس.

لا بد أن نُؤكد أن بطل «الانتخابات الرئاسية» هو «الشعب المصرى»، الذى وصلت مشاركته فى الانتخابات فى اليوم الثانى من الانتخابات، وقت كتابة هذا المقال إلى 50% تقريباً من قاعدة الناخبين.. وأننا لم نكن لنصل إلى هذه النتيجة الرائعة إلا بتكاتف ثلاث مؤسسات أساسية: القضاء الذى يُشرف على نزاهة العملية الانتخابية، والداخلية التى تُنظم الانتخابات، والإعلام الذى يقوم فى سابقة تاريخية بمراقبة عملية الانتخابات «على الهواء مباشرة» من اللجان الانتخابية، وهو ما لم يحدث فى أى دولة بالعالم.. بينما الشعب بأكمله أيضاً يرصد أى تجاوزات بكاميرا الموبايل تماماً، كما يرصد الزغاريد والفرحة وتظاهرات الحب على أبواب اللجان.

هذا «درس فى الديمقراطية» وتفعيل لآليات التداول السلمى للسلطة بالانتخابات، يُرسيه الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى إطار أجندة «إصلاح سياسى» تبنّاها الرئيس بتشكيل لجنة «العفو الرئاسى» عن المسجونين فى قضايا الرأى، ثم تلاها بـ«مؤتمر الحوار الوطنى» الذى قدّم بعض التوصيات، كان منها الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات الرئاسية، فالقضية ليست فى «الأغلبية الكاسحة»، التى تذهب أصواتها إلى «السيسى»، القضية أن ينجح الرئيس فى وضع مصر على طريق الإصلاح السياسى، ويعلّم الأجيال الشابة كيف تولد الزعامات السياسية.

وهذا هو السؤال الذى يطرح نفسه الآن: هل يستكمل المرشحون الثلاثة وجودهم على الخريطة السياسية، ونرى قيادات جديدة تعارض سياسات الحكومة بموضوعية؟ هل أحزاب المعارضة قادرة على تشكيل نخبة سياسية جديدة، والدفع بالشباب للمشاركة السياسية؟ أم أنها ستعود ثانية إلى حالة الكمون التى عاشتها حتى أصبحنا لا نعرف أسماء رؤسائها؟

الحقيقة أن نظام 30 يونيو كان عليه أن يهيّئ المناخ السياسى الحاضن للآخر، وتوسيع مساحة الاختلاف فى الرأى لإثراء الوطن بكوادر مؤهلة قادرة ومؤهلة لحمل المسئولية وهذا ما تحقّق.. وهذه النتيجة تهمنى فى المقام الأول.

ثم يأتى غياب «المال السياسى» والرشاوى الانتخابية كإحدى أهم نتائج انتخابات هذه الولاية الرئاسية، وأيضاً عدم انحياز الداخلية لأى طرف، وهو ما شهد به المرشحون الثلاثة الذين طافوا وتفقّدوا اللجان الانتخابية بأنفسهم.

اللافت للنظر هو اللمسة الحضارية بتوفير الإمكانيات اللازمة ليُدلى «ذوو الهمم» بأصواتهم، ومن أولى تنويهات الدعوة للمشاركة فى الانتخابات نرى على شاشة «قنوات المتحدة» برومو يدعو الكفيف إلى الإدلاء بصوته، إما بطريقة برايل وإما بمساعدة القاضى المشرف على اللجنة.. هذه المشاهد تؤكد أن مصر على الطريق الصحيح.. وأن الرئيس «السيسى» لم يفكر فى نسبة نجاحه لهذه الولاية، بل قدم «تجربة سياسية ناضجة».. وواثقة ومضيئة سوف يسجلها التاريخ.

كل هذا أثار غضبة جماعة الإخوان الإرهابية التى شنّت حملة مسعورة على مصر قيادة وشعباً، وأصبحنا بالفعل نواجه حرباً إعلامية - إلكترونية، وهو ما يستحق الحديث عنه فى مقال آخر.

فى رأيى أن نتيجة الانتخابات الرئاسية قد حُسمت لصالح الرئيس «السيسى»، ليس بعدد الأصوات، بل بالتجربة الديمقراطية.. وهذا ما يستحق «الزغرودة المصرية».. إنها أيام الشعب الذى ناضل وضحى ليصل إلى مصر التى نستحقها ونعيشها اليوم.. الشعب الذى واجه الإرهاب وعانى آثار الإصلاح السياسى ولم ينسَ عشق الوطن.. إنها أيام جليلة يرتفع فيها اسم مصر وعلمها ويتجلى فيها وفاء الشباب والنساء والرجال.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدرس الديمقراطي الدرس الديمقراطي



GMT 12:01 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تمادت كثيرا يا جلالة الملك!

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

‎العدوان مستمر حتى 20 يناير

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

امتلاك الأندية الأوروبية قوة ناعمة

GMT 08:24 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض في مواجهة اليوم التالي

GMT 08:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

نكسة الإعلام الأميركي

GMT 08:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 08:14 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أفول الأوبامية: النخب المتعالية ودرس الانتخابات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon