توقيت القاهرة المحلي 20:48:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من سلالم النقابة إلى المعبر

  مصر اليوم -

من سلالم النقابة إلى المعبر

بقلم - سحر الجعارة

يبدو أننا مطالبون كل فترة بإعادة «تحديد المفاهيم» والمصطلحات التى نستخدمها، وهى آلية متبعة فى أى بحث علمى أصبحنا بحاجة ماسة إليها الآن بسبب المفاهيم الملتبسة، فعندما نقول: «نقابة الصحفيين» فنحن نتحدث عن الجمعية العمومية للصحفيين، التى أشُرف بكونى عضواً فيها، والتى تنتخب نقيب الصحفيين ومجلس النقابة.. وما دامت الجمعية العمومية لم توافق على تظاهرة أو فعالية معينة فتلك التظاهرة لا تعبر عن «جموع الصحفيين».. معركة القانون 93 لسنة 1995، الذى غلظ العقوبات فى جرائم النشر وألغى ضمانة عدم حبس الصحفيين احتياطياً فى هذه الجرائم، هى المثال الأبرز على «الكيان النقابى» ووحدة الصحفيين.

ولأننا نقابة ديمقراطية فقد نختلف مع النقيب أو مع أحد أعضاء المجلس، نختلف فى الرأى والرؤية وسبل التعبير، الفيصل أن تكون صحفياً منتمياً للنقابة، لك صوت فى الجمعية العمومية.. وهنا أقفز إلى «سلالم النقابة» لأبين أن المظاهرات تتم خارج النقابة، حيث يحظر دخولها إلا على الأعضاء.. هل عرفت الآن أن من أساءوا إلى مصر ليسوا بصحفيين، وأنهم نفس هواة إثارة الشغب والضوضاء و«النضال الحنجورى».. والبعض منهم لا يفهمون عن حرية التعبير إلا حرية إسقاط النظام وإغراق البلاد فى الفوضى!!.

ننتقل لتصريح سابق لنقيب الصحفيين «خالد البلشى»، أكد فيه على ضرورة السعى لكسر «حصار غزة»، وأعتقد أنه بشكل قاطع كان يعنى توصيل المساعدات، بحسب بيانه فى 7 نوفمبر «نداء إلى ضمير العالم: (معاً لكسر الحصار القاتل على غزة، الذى تفرضه آلة الحرب الصهيونية الوحشية، هذه دعوة موجهة لمواجهة تحالف الإبادة الجماعية، والتهجير الوحشى، ومحاولة تصفية قضية شعب يدافع عن حريته وأرضه).. وانطلاقاً من هذا التصريح نذهب لتحديد مفهوم «كسر الحصار وفتح المعبر».

بديهى أن فتح المعبر يعنى إدخال المساعدات إلى «غزة»، وقد قامت مصر بالفعل بإدخال المساعدات، وأكثر من 80% من المساعدات الطبية والإنسانية كانت تبرعات مصرية، ومصر هى التى سعت لتحقيق الهدنة ووقف إطلاق النار بين الطرفين لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات إلى غزة: «معبر رفح» مفتوح من الجانب المصرى، لكن سلطة الاحتلال الإسرائيلية تتحكم فى غلقه وفتحه من الجانب الفلسطينى.. إذاً «فتح المعبر وكسر الحصار» بهذا المعنى قد تحقق.

لكن يحلو للبعض استخدام هذا المصطلح بمعنى مغاير ولا يحقق مصلحة الشعب الفلسطينى، إنه يعنى فى قاموس الانتهازية السياسية تهجير الفلسطينيين وتوطينهم فى «سيناء»!!.. أى فتح المعبر أمام النازحين الفلسطينيين هرباً من الموت، وهذا معناه إطلاق «رصاصة الرحمة» على القضية الفلسطينية!.

من حق الشعب المصرى أن يثور فى وجه من يتحدث عن توطين الفلسطينيين فى سيناء، ليس كرهاً بل حباً فى فلسطين.

فما أسهل أن تحتضن مصر آلاف الفلسطينيين وتمنحهم جنسيتها، لكن بهذا تكون «الإبادة العرقية» قد تحققت لإسرائيل بقتل المدنيين وتهجير من يتبقى منهم إلى مصر (بحسب تخاريف وترهات بعض المسئولين)!.

ومصر لن تشارك فى تصفية القضية الفلسطينية، (مصر تأمل فى التوصل لحل وتسوية للقضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التى تفضى إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية.. مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى).. هذا ما قاله الرئيس «عبدالفتاح السيسى». فإذا كان الصراع على الوطن ملخصه «الأرض المستقلة والسيادة»، ففلسطين هناك، حيث المسجد الأقصى وشجر الزيتون تنادى شعبها، فلا يوجد وطن ولا من يتحاربون بدون «شعب»، هذا هو تفكيك الصراع وتصفية القضية.

نحن هنا أمام مفهوم أهم وأخطر فى أدبيات الإخوان المسلمين وهو مفهوم الوطن، جماعة الإخوان عملت منذ نشأتها على محاولة هدم الأوطان، وبناء «دولتهم المنشودة» (دولة التنظيم الدولى للجماعة) القائمة على «أيديولوجيا التنظيم»، فكل من هو خارج التنظيم هو خارج هذه الدولة التى يسعون منذ منتصف القرن الماضى لإقامتها على أنقاض الدول العربية والإسلامية القائمة. يقول حسن البنا، مؤسس الجماعة: «يجب أن نصل إلى أستاذية العالم، والوطن وسيلة وليس غاية»!!.

واهم من يتخيل أن مصر يمكن أن تتخلى عن حبة رمل واحدة فى «سيناء»، لا الشعب يقبل التنازل، ولا الجيش يخضع للابتزاز، ولا القيادة السياسية تفرط فى الدستور الذى أقسمت عليه.. «مصر ليست وطناً بديلاً لأحد» ولن تكون أبداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من سلالم النقابة إلى المعبر من سلالم النقابة إلى المعبر



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما
  مصر اليوم - بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 07:31 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

نوريس يفوز بجائزة ميامي لسباقات فورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon