توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلم هو لله

  مصر اليوم -

العلم هو لله

بقلم - سحر الجعارة

(الخوف يشلّ أكثر من أي أداة حرب أخرى) .. دان براون من رواية ملائكة وشياطين Angels & Demons.لم تتوقع «فيتوريا»، عالِمة الفيزياء، والتى تؤدى دورها الممثلة «أيليت زورر»، بطلة فيلم ملائكة وشياطين: Demons&‏Angels، أن اكتشاف فريق عملها لأساليب بداية خلق الكون سوف يصل إلى أيدى المستنيرين، (وهو تنظيم سرى قديم يُعتقد أنه نشأ لمعاداة الكنيسة، ويُسمى المتنورون، حيث يُعتقد أن مجموعة المستنيرين انبعثت من التراب لتنتقم من الكنيسة عبر تدمير الفاتيكان).. إنها الرواية الأشهر التى أثارت جدلًا واسعًا عام 2000 للكاتب الأمريكى «دان براون».

وأثارت ضجة إشكالية كغيرها من رواياته التى تتجلى فيها نظرية المؤامرة.. وتتحدث هذه الرواية عن العداء بين العلم والدين ممثلين بمركز سرن للأبحاث والفاتيكان.

وعن تآمر المؤسسة الدينية عبر التاريخ.ونفس منهج الكاتب صاحب «شفرة دافنشى» يصبح العالِم «توم هانكس»، فى دور البروفيسور «روبرت لانجدون» البروفيسور فى جامعة هارفارد هو مفتاح الحل.. وهو الذى عانى طويلًا من احتكار الفاتيكان للمعلومات التاريخية.. ثم جاء اليوم مدافعًا عنها ضد محاولة المستنيرين تدمير الفاتيكان ليلة اختيار البابا الجديد، فيعم الذعر العالم إثر عمليات القتل المروعة للكرادلة الأربعة المرشحين لمنصب البابا، ونقش أحد رموز العناصر الأربعة على صدر كل منهم.

الرواية التى تحولت إلى فيلم، من إخراج «رون هوارد»، تدور حول اعتماد كرادلة الفاتيكان على خبرة «لانجدون وفيتوريا» من أجل إنقاذهم عبر العثور على جهاز التفجير الذى اخترعته «فيتوريا»، والذى سوف يدمر الفاتيكان، من خلال البحث عن التماثيل الأربعة التى صممها الفنان «المستنير» منذ قديم الزمان، والتى ترمز إلى العناصر الكونية الأربعة «الأرض والهواء والنار والماء».

سوف تلمح فى طريقة اغتيال الكرادلة وحشية لا يمكن أن يقبلها العقل ولا أن تتسق مع دعاة تطبيق العلم والتنوير، وسوف تلمس كيف يُدار «الصراع على السلطة» داخل الفاتيكان لاختيار الجدير بحمل اللقب من بعد البابا الأعظم وخاتم «الصياد».. وكيف أن قداسة البابا قد تعرض لعملية «اغتيال» تمت عن طريق مَن يداويه، حيث أعطاه جرعة زائدة مميتة.. ويصبح انتخاب البابا الجديد مهددًا بموت الكرادلة الأربعة.. وتصبح مدينة الفاتيكان بكل سكانها مُهدَّدة بالدمار.. ويقين «فيتوريا» و«روبرت» لا يتزحزح عن أن المؤامرة إن كانت من الداخل (على حياة البابا) فهى لن تخرج عن الحراس!.

يلجأ «روبرت» إلى المحفوظات الموجودة فى خزنة الفاتيكان، التى لم يكن بمقدوره دخولها لولا مساعدة أمين سر الفاتيكان «باتريك»، الذى كان مقربًا من البابا.. وبنفس إيقاع «شفرة دافنشى» نسير من كنيسة إلى كنيسة نتأمل طرازها من الخارج والداخل وقصة بناء الكنيسة ومَن بناها.. على خلفية حادث اغتيال لأحد الكرادلة كل 10 دقائق.. وتظل تلهث لتكتشف فى النهاية أن أمين سر الفاتيكان «باتريك»- الذى كان مقربًا من البابا، والذى ضحى بنفسه فى مشهد مؤثر وهو يحمل القنبلة قبل أن تنفجر بدقائق فى طائرة تنفجر بالهواء، ليعود بطلًا مُتوَّجًا على قلوب المسيحيين الكاثوليك لدرجة التفكير فى انتخابه «بابا للفاتيكان» رغم صغر سنه- اخترع آخر محاولة اغتيال بنفسه لنفسه.. لكن كاميرات «العلم» صورتها ووثّقتها.

ثم تكتشف أن أحد الكرادلة المخطوفين هو مَن تسبب قديمًا فى زج «لانجدون» فى السجن «بسبب تجاوزاته العلمية المنافية لأصول الدين».. وهى نفسها قضية «ازدراء الأديان» التى تحاصر المفكرين والمبدعين الآن!!.

إنه الصراع الأزلى بين أصحاب الفكر ورجال الدين.. الفارق بيننا وبينهم أن هناك «الخيال متاح» وأن الكشف مهمة المبدع.. والسينما لا تُدخل صناعها السجن!.لقد سبق أن أثارت «شفرة دافنشى»، الرواية والفيلم، ضجة مماثلة، وطالب الفاتيكان بمنع عرض الفيلم لكن الرواية تمت ترجمتها إلى كل اللغات وعُرض الفيلم، وهو ما تكرر مع «ملائكة وشياطين».. أنت لا تستطيع أن تعطل العقل عن العمل بمؤامرة دينية.. «الخوف يشلّ أكثر من أى أداة حرب أخرى»، هذا ما فعله «باتريك»، زرع ألغام الخوف فى أركان الفاتيكان على أمل أن يتوحد المؤمنون ليكونوا درعًا ضد العلم.. لكن النتيجة جاءت عكسية: "تنتمى العجائب الحديثة إلى العلم.. الكمبيوتر واللقاحات والمحطات الفضائية، وحتى عجيبة الخلق الإلهية.. مادة من لا شىء.. العلم هو لله".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلم هو لله العلم هو لله



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon