توقيت القاهرة المحلي 04:26:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإنفلونسر والمزايدة الوطنية

  مصر اليوم -

الإنفلونسر والمزايدة الوطنية

بقلم - سحر الجعارة

 

«محمد صلاح» ليس سفيراً ولا وزيراً للخارجية ولا زعيماً سياسياً، وليس من حق الجماهير أن تطالبه باتخاذ موقف محدد وقتما تشاء ولا أن يخرس بناء على أوامر منهم!

وحتى لو كان «موو صلاح»، لاعب ليفربول الإنجليزى، له صفة سياسية أو يشغل منصباً سياسياً فى مصر أو خارجها لكان لزاماً عليه أن يلتزم بالموقف الرسمى لدولته، وألا يزايد بوطنيته على أحد وألا يهتف فى الميادين، فهو ليس الناصر «محمد صلاح الدين».. خاصة وكلنا نعلم أن نادى أرسنال وجَّه رسالة تحذير إلى محمد الننى بسبب دعمه لفلسطين. فيما هدد لاعبون عرب ومسلمون أنديتهم فى الدورى الإنجليزى لكرة القدم بالخروج من الملعب حال تم التحيز لضحايا من جانب واحد فى حرب إسرائيل على غزة وعدم احترام شهداء فلسطين.

النجم الرياضى الذى يُتوَّج ملكاً على القلوب عليه أن يحسب خطواته بدقة، وألا يرمى بنفسه فى قلب حرب ضارية لم تُحسم وربما لن تُحسم قريباً، حتى لو كان منحازاً لفلسطين.. إذا كان إعلان تعاطفه مع الشعب الفلسطينى وتأييده للحق الفلسطينى المشروع بمثابة انتحار أدبى وفصل من ناديه فليس مضطراً أن ينتحر.

وفى ظل إعلام غربى منحاز بأكمله إلى إسرائيل، يصور «حماس» على أنها ترتكب مجازر فى غزة، وتقوم بجرائم حرب ضد الإسرائيليين يصبح موقف «صلاح» أكثر صعوبة. لكن محمد صلاح، قائد منتخب مصر، ونجم نادى ليفربول الإنجليزى، اتخذ خطوة فى سبيل دعم القضية الفلسطينية، بالتبرع لأهالى فلسطين، من خلال الهلال الأحمر المصرى، تضامناً مع الأشقاء فى غزة، بالتزامن مع ما يتعرضون له الأيام الماضية من قصف متواصل، ومحاولات تهجير من منازلهم، معتبراً أن ذلك فى سياق تنفيذ إجراءات فعلية على أرض الواقع، تساعد فى دعم الشعب الفلسطينى فى ظل الأحداث الراهنة.

لكن اللجان الإلكترونية كانت قد استبقت خطوة محمد صلاح، حوالى مليون متابع لصلاح على السوشيال ميديا ألغوا متابعته، ودشنوا هاشتاجات تدعو لإلغاء متابعته، وهاجموه بشدة وبألفاظ جارحة.. وهى عملية ضغط رخيصة الحقيقة، تتشابه مع دعوات المقاطعة للشركات الأمريكية نتيجة دعمها للكيان الإسرائيلى المحتل. برزت أزمة الفرنشايز للشركات المختلفة، (الفرنشايز عبارة عن اسم تجارى تشتريه من المالك أوروبياً كان أو أمريكياً للحصول على امتياز التدريب والتسويق)، وأثيرت حالة من الجدل بين مستخدمى السوشيال ميديا بين دعوات المقاطعة للشركات الأمريكية وبين من يعتبرونها شركات مصرية 100% ولا يجوز قطع أرزاق المصريين العاملين بها.

المؤيدون لعدم المقاطعة يرون أن هذه الشركات اشترت اسماً وعلامة تجارية عالمية بأموال مصرية خالصة ويعمل بها مصريون، وأن المقاطعة لهذه الشركات لا تضر سوى المصريين ولن تضر الإسرائيليين أو الأمريكان.. على الجانب الآخر يرى البعض ضرورة مقاطعة الشركات الأمريكية الأم للتأثير عليها وعلى فروعها بجميع أنحاء العالم لتكبيدها خسائر كما يعتقدون.

أشهر هذه الشركات أصدرت بياناً للتعليق على دعوات حملات المقاطعة لسلسلة المطاعم الشهيرة فى الوطن العربى بعد انتشار صور لتوزيع وجبات عليها علامة الشركة على قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلى.

جاء فى البيان: إنها شركة مصرية ١٠٠% يمتلكها رجل الأعمال ياسين منصور وتُعد من أكبر الكيانات الاقتصادية فى مصر. وأضافت الشركة أنها توفر أكثر من ٤٠ ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر لمواطنين مصريين وعائلاتهم من خلال شركائها ومورِّديها المحليين، بالإضافة إلى حرصها على مدار ٣٠ عاماً على إطلاق مبادرات تنموية لخدمة المجتمع المصرى.

وهنا نرصد أن معظم من قادوا الهجوم على محمد صلاح وتبنوا حملات المقاطعة كانوا من المؤثرين على السوشيال ميديا، والذين اختاروا لهجومهم مواقع منحازة لليهود «فيس بوك، إنستجرام» وأعلنت تأييدها لإسرائيل فى المجزرة التى تجريها فى «غزة».. فكانت النتيجة أن «محمد صلاح» خسر مليوناً من متابعيه وتشوهت صورته وشركات الفرانشيز خسرت أموالاً مهولة بينما ربح «المؤثرون» متابعين جدداً وآلاف الدولارات من المواقع اليهودية المشار إليها (!!!).

أليس غريباً أن الحكومة الإسرائيلية ووسائل إعلامها المحلية تواجه عمليات متزايدة من الهجمات السيبرانية، التى يُزعم أنها من قبَل مجموعات قرصنة مؤيدة لفلسطين، فى أعقاب الحرب الهمجية الدائرة بين إسرائيل وحماس.. الأمر الذى يؤكد أن جماعات «الإسلام السياسى» مهيمنة على الفضاء الإلكترونى، وأن ما تعرّض له صلاح وشركات الفرانشيز ليس حماساً شعبياً ولم يأتِ صدفة: لماذا نصر على اغتيال نجومنا وخنق اقتصادنا لنصبح شريكاً فى صراع صفرى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنفلونسر والمزايدة الوطنية الإنفلونسر والمزايدة الوطنية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon