توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كاريزما كريم عبدالعزيز - الصباح

  مصر اليوم -

كاريزما كريم عبدالعزيز  الصباح

بقلم - سحر الجعارة

من قال إننا يجب أن نكره شخصية حسن الصباح التى جسَّدها النجم «كريم عبدالعزيز» على الشاشة؟.. كل الشروط الموضوعية تؤكد أن أى زعيم، داعية، شيخ، قائد، ولى أو حتى قرصان.. ما دام له أتباع ومريدون وناس يأتمرون بأمره فلا بد أن يتمتع بـ«كاريزما» هائلة وذكاء خارق وفراسة وحس دعابة، مهما كان موضوع زعامته أو ولايته (خيراً كان أم شراً)!.

مرشد «الإخوان» مثلاً (مع تتابع أكثر من واحد على المنصب) لم يكن له قرون الشيطان ولا كانت نظراته تطلق شراراً ولا صوته كان صاخباً، وكلنا نعلم أنها جماعة مسلحة ذاقت من ويلاتها مصر ودول أخرى عديدة وما زال شرها ممتداً حتى الآن.. المرشد الأول «حسن البنا» رفع شعار «الدعوة» تحت الأرض بشكل سلمى قبل أن تبدأ الاغتيالات والصدامات المسلحة واستطاع أن يجمع مئات الآلاف ويضمهم «تنظيماً» إلى الجماعة بهذه المواصفات.

توجد نماذج أخرى معاصرة، لكنى لا أود الغرق فى مقارنات، يكفى أن أذكر لكم بعض الأسماء مثل أسامة بن لادن أو عبود الزمر.. صحيح أننا فى موقع «الجمهور» يجب أن نكره تصرفاته لا وسامة كريم ولا صوته الخفيض ولا الإيماءات واللفتات التى جسّدها ببراعة.. يجب أن نحاكم فساد العقيدة ومنهج العنف لا سمات الشخصية التى تروجهما.

«الكاريزما»: لا يوجد تعريف واضح للكاريزما.. هناك من يقول إنها موهبة ربانية، ومن يقول إنها مهارة ممكن أن تُكتسب.. المهم أن هناك اتفاقاً على أن صاحبها يجيد فن التعامل مع الناس بحكمة وذكاء.. لديه مزيج من الحكمة والقوة واتخاذ القرار فى الوقت الصحيح.. عنده جاذبية كبيرة وحضور طاغٍ وقدرة على التأثير فى الآخرين.. فى صمته كلام.. وفى كلامه حكم وجاذبية.. وكل هذه الصفات اجتمعت - تاريخياً- للصباح وتجسّدت درامياً بكريم.

الشخص الكاريزمى -إن جاز التعبير- يظل ارتباط الناس به عالقاً فى الذاكرة حباً وكرهاً، بمعنى: أنه لو صنع إنجازات ونجاحات.. الناس تهلل له، ولو ارتكب أخطاء الناس ممكن تتجاوز عنها.. وهذا ما لمسناه بمشاعرنا عندما تجاوزنا قتل «الصباح» لابنه وانحزنا إليه فى مكائده ضد زيد بن سيحون.

كاريزما الشخصية الدعوية تختلف عن كاريزما أى شخص آخر فى مركز قيادى، فهو ليس مجرد مبلغ ولا وسيلة نقل للمعلومات والمواعظ، بل هو شخص يحترق على دعوته وجماعته، خطابه أقرب إلى لسان الأنبياء جميعاً.. ولهذا يُشترط فيه الإيمان الشديد بما يفعل ويقول، والإيمان الشديد بنفسه (الصباح يحب الصباح).

كيف امتلك «الصباح» السطوة على المريدين لدرجة أن يقول لأحد «ارمى نفسك من فوق سور القلعة» فينفذ طائعاً مختاراً؟.. لأنه امتلك عقولهم وقلوبهم، وغذَّى مشاعر الزهد الدنيوى فيهم بـ«حلم الجنة» ليجعل موتهم مجانياً ومكافأتهم مؤجلة.. حتى «الحقيقة» نفسها، حقيقة «صاحب مفتاح الجنة»، لن يعرفها أحد إلا «بعد الموت» بدخول الجنة أو النار، وهو نوع من محاكاة الرسالات السماوية التى جعلت الثواب والعقاب فى الآخرة: حسن الصباح يعتقد أنه الإمام الغائب أو أنه المهدى المنتظر أو أنه حتى إله: (إنه موعد كلامى مع السماء)!

لا بد أن تدرك أنه مهووس بالسلطة وأنه «رئيس عصابة»، قتل صديقه وسرق القلعة وتآمر على رفيقه، قتل زوجته وحلل وحرّم كيفما شاء (بالتدليس باعتبار أن معانى القرآن باطنية).. وحرّم على المريدين والأتباع الزواج بينما لديه زوجة وأبناء، وأراق دماء الأبرياء.. ليس مطلوباً من «كريم عبدالعزيز» أن يُذكِّرك بهذه التصرفات الإرهابية عقب كل لقطة خشية أن تحبه.. «عمر عبدالرحمن» الذى تأكدنا جميعاً أنه إرهابى لديه أتباع ومحبون، وعندما مات فى أمريكا وجاءت جثته لمصر أقام له مريدوه جنازة شعبية ومقاماً مثل أولياء الله الصالحين!

«الشر» أيضاً يكون «باطنياً» أحياناً، ومشاهد الشر ليست برفع الحاجب وتغليظ الصوت: أنت من رأيته يقتل وأحببته، من رأيته يظلم وأحببته.. أنت من يدرك جيداً أنه استغل «الدين» أسوأ استغلال لتحقيق طموحاته المجنونة فى أسر البشر وتسخيرهم لجنونه الأعمى.. لكنك لم ترَ «حسن الصباح».. بل رأيت «كريم عبدالعزيز» وسلَّمت له مشاعرك.. وهذا ما يحدث تماماً حين يُسلِّم المريد عقله لأى «داعية أو ولى».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاريزما كريم عبدالعزيز  الصباح كاريزما كريم عبدالعزيز  الصباح



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon