توقيت القاهرة المحلي 22:09:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كاريزما كريم عبدالعزيز - الصباح

  مصر اليوم -

كاريزما كريم عبدالعزيز  الصباح

بقلم - سحر الجعارة

من قال إننا يجب أن نكره شخصية حسن الصباح التى جسَّدها النجم «كريم عبدالعزيز» على الشاشة؟.. كل الشروط الموضوعية تؤكد أن أى زعيم، داعية، شيخ، قائد، ولى أو حتى قرصان.. ما دام له أتباع ومريدون وناس يأتمرون بأمره فلا بد أن يتمتع بـ«كاريزما» هائلة وذكاء خارق وفراسة وحس دعابة، مهما كان موضوع زعامته أو ولايته (خيراً كان أم شراً)!.

مرشد «الإخوان» مثلاً (مع تتابع أكثر من واحد على المنصب) لم يكن له قرون الشيطان ولا كانت نظراته تطلق شراراً ولا صوته كان صاخباً، وكلنا نعلم أنها جماعة مسلحة ذاقت من ويلاتها مصر ودول أخرى عديدة وما زال شرها ممتداً حتى الآن.. المرشد الأول «حسن البنا» رفع شعار «الدعوة» تحت الأرض بشكل سلمى قبل أن تبدأ الاغتيالات والصدامات المسلحة واستطاع أن يجمع مئات الآلاف ويضمهم «تنظيماً» إلى الجماعة بهذه المواصفات.

توجد نماذج أخرى معاصرة، لكنى لا أود الغرق فى مقارنات، يكفى أن أذكر لكم بعض الأسماء مثل أسامة بن لادن أو عبود الزمر.. صحيح أننا فى موقع «الجمهور» يجب أن نكره تصرفاته لا وسامة كريم ولا صوته الخفيض ولا الإيماءات واللفتات التى جسّدها ببراعة.. يجب أن نحاكم فساد العقيدة ومنهج العنف لا سمات الشخصية التى تروجهما.

«الكاريزما»: لا يوجد تعريف واضح للكاريزما.. هناك من يقول إنها موهبة ربانية، ومن يقول إنها مهارة ممكن أن تُكتسب.. المهم أن هناك اتفاقاً على أن صاحبها يجيد فن التعامل مع الناس بحكمة وذكاء.. لديه مزيج من الحكمة والقوة واتخاذ القرار فى الوقت الصحيح.. عنده جاذبية كبيرة وحضور طاغٍ وقدرة على التأثير فى الآخرين.. فى صمته كلام.. وفى كلامه حكم وجاذبية.. وكل هذه الصفات اجتمعت - تاريخياً- للصباح وتجسّدت درامياً بكريم.

الشخص الكاريزمى -إن جاز التعبير- يظل ارتباط الناس به عالقاً فى الذاكرة حباً وكرهاً، بمعنى: أنه لو صنع إنجازات ونجاحات.. الناس تهلل له، ولو ارتكب أخطاء الناس ممكن تتجاوز عنها.. وهذا ما لمسناه بمشاعرنا عندما تجاوزنا قتل «الصباح» لابنه وانحزنا إليه فى مكائده ضد زيد بن سيحون.

كاريزما الشخصية الدعوية تختلف عن كاريزما أى شخص آخر فى مركز قيادى، فهو ليس مجرد مبلغ ولا وسيلة نقل للمعلومات والمواعظ، بل هو شخص يحترق على دعوته وجماعته، خطابه أقرب إلى لسان الأنبياء جميعاً.. ولهذا يُشترط فيه الإيمان الشديد بما يفعل ويقول، والإيمان الشديد بنفسه (الصباح يحب الصباح).

كيف امتلك «الصباح» السطوة على المريدين لدرجة أن يقول لأحد «ارمى نفسك من فوق سور القلعة» فينفذ طائعاً مختاراً؟.. لأنه امتلك عقولهم وقلوبهم، وغذَّى مشاعر الزهد الدنيوى فيهم بـ«حلم الجنة» ليجعل موتهم مجانياً ومكافأتهم مؤجلة.. حتى «الحقيقة» نفسها، حقيقة «صاحب مفتاح الجنة»، لن يعرفها أحد إلا «بعد الموت» بدخول الجنة أو النار، وهو نوع من محاكاة الرسالات السماوية التى جعلت الثواب والعقاب فى الآخرة: حسن الصباح يعتقد أنه الإمام الغائب أو أنه المهدى المنتظر أو أنه حتى إله: (إنه موعد كلامى مع السماء)!

لا بد أن تدرك أنه مهووس بالسلطة وأنه «رئيس عصابة»، قتل صديقه وسرق القلعة وتآمر على رفيقه، قتل زوجته وحلل وحرّم كيفما شاء (بالتدليس باعتبار أن معانى القرآن باطنية).. وحرّم على المريدين والأتباع الزواج بينما لديه زوجة وأبناء، وأراق دماء الأبرياء.. ليس مطلوباً من «كريم عبدالعزيز» أن يُذكِّرك بهذه التصرفات الإرهابية عقب كل لقطة خشية أن تحبه.. «عمر عبدالرحمن» الذى تأكدنا جميعاً أنه إرهابى لديه أتباع ومحبون، وعندما مات فى أمريكا وجاءت جثته لمصر أقام له مريدوه جنازة شعبية ومقاماً مثل أولياء الله الصالحين!

«الشر» أيضاً يكون «باطنياً» أحياناً، ومشاهد الشر ليست برفع الحاجب وتغليظ الصوت: أنت من رأيته يقتل وأحببته، من رأيته يظلم وأحببته.. أنت من يدرك جيداً أنه استغل «الدين» أسوأ استغلال لتحقيق طموحاته المجنونة فى أسر البشر وتسخيرهم لجنونه الأعمى.. لكنك لم ترَ «حسن الصباح».. بل رأيت «كريم عبدالعزيز» وسلَّمت له مشاعرك.. وهذا ما يحدث تماماً حين يُسلِّم المريد عقله لأى «داعية أو ولى».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاريزما كريم عبدالعزيز  الصباح كاريزما كريم عبدالعزيز  الصباح



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon