توقيت القاهرة المحلي 21:28:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نُصدم فى البعض؟

  مصر اليوم -

لماذا نُصدم فى البعض

بقلم - سحر الجعارة

لماذا نُصدم فى بعض البشر؟.. هل نحن سذج عديمو الخبرة، والعالم مملوء بالشرور، والناس فى مختلف المجالات ما بين مزيف ومتلون ويندر أن تقابل إنساناً حقيقياً؟.. هذه الأسئلة تتكرر دائماً فى كل صدمة نمر بها.

الحقيقة لسنا سذجاً ولا عديمى الخبرة.... نحن نفترض أن البشر لهم نفس ملامحنا.. وأحلامنا وتطلعاتنا.

نحن نراهن على البعض ونحمله ما لا تقبله حقيقته.. بعد ثورة 25 يناير تخيل البعض أن جماعة «الإخوان المسلمين» وجودها يؤكد الديمقراطية، تجاوزنا عن اقتحام السجون ومقار أمن الدولة والفوضى التى حدثت على هامش الثورة، اعتبرها البعض «ضريبة التغيير» والبعض الآخر حمّل أوزارها لنظام «مبارك» ولم يكن أى التفسيرين حقيقياً كانت «مؤامرة» متكاملة الأركان.. ولم نصدق إلا بعدما التهم الإخوان الدولة وتربعوا على كرسى الحكم!

كانت «الجماعة» واضحة فى أهدافها السياسية، كانت تمارس كل أنواع الفاشية والديكتاتورية بفجور.. بينما كان البعض مصراً على أنها خذلتنا وغيرت مسارها، وهذا يسمونه فى علم النفس «إنكار denial» بينما من اعترفوا لأنفسهم بأن هذه هى حقيقة الجماعة وأهدافها هم من قادوا التغيير والإصلاح فى 30 يونيو.

هذا كتالوج الإنسان الذى يعيش «مراهقة سياسية» ويتعامل مع كل جوانب حياته برومانسية زائدة.. لا تختلف رؤيته السياسية عن ممارساته فى العمل فى العلاقات الإنسانية: إنه يكرر أخطاءه بجدارة.

لديه نفس المواصفات التى تقود للهلاك العاطفى: فلان مثالى.. استثنائى بيجسد كل أحلامى!!

هذا عالم دين وسطى معتدل صيفا وشتاءً.. هذا مفكر تنويرى.. وذاك رائد الحريات.. أو صديقتى أفضل من أختى.. إلى آخر موسوعة الصدمات العاطفية والمهنية والإنسانية.

المبالغة فى تقدير الآخرين وتقييمهم هى أولى مراحل الخطأ، لأن الخطوة التالية هى تكليفهم بتحقيق أحلامك وأمنياتك.. التى أقلها أن من منحته القلب يكون جديراً به.

لهذا ستجد البعض يهلل لفلان ويعلق عليه أمنياته ثم يعود ليلعنه متهماً إياه بأنه (خان نفسه أو باع القضية أو خدعنا)!!.

بينما هو لم يخطئ (هو كان نفسه) بتشوهاته النفسية ومخططاته السياسية أو تطرفه الفكرى وإرهابه الدينى.. غلطتك أنك لم تر حقيقته بل رأيت أحلامك.

تفكيرك العاطفى حتى فى وطنيتك متضخم أو مبالغ به.. أنت ألغيت عقلك وانطلقت فى ماراثون فدائى فى كل المسارات.

كنت على حق عندما آمنت بشخص ما أو قضية أو اعتنقت فكرة.. لكن إيمانك كان بالقلب وحده، وتراجع العقل ليعطى مساحة للأحلام كى تتحقق.. فلا تحمل الناس مسئولية انحيازك العاطفى وضع كل إنسان فى حجمه الطبيعى.

لقد ساهمت السوشيال ميديا فى بروز أسماء ومجالات جديدة، الآن أصبح لدينا أستاذ تنمية بشرية، ومستشار علاقات زوجية، وخبيرة تجميل.. إلخ المجالات المستحدثة التى بدأت بناشط سياسى حتى وصلت إلى «المؤثرين» على السوشيال ميديا: هؤلاء أبطال العالم الافتراضى.. تتخيل جنابك أن كلاً منهم يمتلك «وصفة سحرية» ترشدك فى طريقك وأن متابعته كفيلة بصنع حياة أفضل، بينما هم مهما امتلكوا من جاذبية وجماهيرية فدورهم لا يتجاوز «النصح» أما «الخبرة الحياتية» فوحدك تصنعها.

فى هذا العالم المتغير السريع تبرز أسماء وتنزوى أسماء أخرى، وأنت تصنع عالمك المثالى وحدك.. لن تستطيع «الفرز» بين الأفكار والمواقف والنظريات والأشخاص إلا بالتجربة على أرض الواقع: عش تجربتك دون أن تعلق فشلك أو نجاحك على أحد.. فأنت من اخترت قدوتك فى العلم والطب والفكر والدين.. إلخ، وأنت المسئول عن اختيارك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نُصدم فى البعض لماذا نُصدم فى البعض



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon