توقيت القاهرة المحلي 22:26:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الرقية الشرعية» هى الحل

  مصر اليوم -

«الرقية الشرعية» هى الحل

بقلم - سحر الجعارة

عندما تنتشر الخرافة ويصبح الجهل سيد الموقف «تحسس عقلك».. عشق الخرافة أدخلنا فى دائرة جهنمية من دجل لا ينتهى، تارة يرتدى الجهل «عمامة العلماء» وتارة أخرى يرتدى «البالطو الأبيض»، وهذه كارثة تهدد المجتمع بفشل ذريع فى مواجهة «الأمراض الطبيعية» التى على رأسها «طرق العلاج».

فى هذا المجتمع خضع الآلاف من مرضى فيروس سى للعلاج بالأعشاب المقترنة باسم صاحبها «عبدالباسط»، وخرج علينا طبيب شهير ذات يوم يعلن اختراعه (علاج فيروس سى بقرص النحل)!! بعض الأمراض كانت حقلاً للتجارب «على البشر» الذين دفعوا من قوتهم آلاف الجنيهات مقابل خدعة (اسمها الحقيقى نصب)، حتى وصلنا إلى تجريم المريض نفسه ووصمه بعار «عدم الإيمان»: المرض النفسى لا يصيب مؤمناً!

هذا الكلام حين يصدر عن طبيب لا يُعد جرحاً لمشاعر المريض النفسى بل إنه «يضع المريض فى مواجهة ربه»، مع ملاحظة أن جيناته وخلل هرموناته الذى يتحكم أحياناً فى إصابته من صنع ربه، فالطبيب هنا لم يكتف بتحقير المرض النفسى الذى يدينه المجتمع أصلاً، بل تعمّد إذلال المريض ووضعه فى موقف المقصر فى إيمانه، واعتبر ضمنياً أن «إيمانه منقوص».

قد لا يعلم البعض أن كثيراً من الأمراض الشائعة «سيكوسوماتيك»، أى أن أعراضها بيولوجية وأسبابها نفسية، منها الصداع النصفى والقولون العصبى... إلخ. جزء كبير من العلاج هنا هو التخلص من عوامل «الضغط والتوتر».. لكن الأستاذ الجامعى قرر أن كل هؤلاء عديمو الإيمان!

«مبنى للمجهول» هذا هو عنوان التعامل المجتمعى مع الأمراض النفسية، وبالتى سيأتيك التشخيص دائماً: (البنت مخاوية جن، العريس مربوط، الولد لابسه جن كافر.. روحى للشيخ فلان، لأ لأبونا «مكارى».. اعملى «زار» يطرد الأرواح الشريرة.. شوف الفنجان، نضّف العتبة بميّه ورجلة خضراء وارقى المحسود).. وصفات ترد الغائب وتفك الزوج المربوط وتجلب الحبيب.. لو جمعتها وعرضتها على الدكتور «أحمد عكاشة» سيقول: كلهم مرضى بالهلاوس السمعية والبصرية!

هكذا وصل فقراء مصر إلى الإيمان بالتداوى بـ«الحجامة وبول البعير»، هكذا سوف يهجر هؤلاء الطبيب المتخصص ويلجأون للرقية الشرعية لأنهم فرطوا فى إيمانهم!

كان الشيخ «يوسف البدرى» أشهر من ضبطته كاميرا «جريدة الفجر» ملتبساً بتقاضى مائة جنيه مقابل «الرقية الشرعية».. وهذا هو المرض الحقيقى الذى لم نجد له دواء.

لقد أدخلنا طبيب مشهور فى جدل حول «ذنوب المريض» الذى لم تتعادل حسناته مع سيئاته فى الدنيا فحُكم عليه بالمرض النفسى.. هذا بخلاف الدجل الذى يجتزئ من القرآن والسنة ما يؤكد الادعاءات الكاذبة، لتأييد جبهة الجن المطلوق علينا يسرق أموالنا ويستحل نساءنا ويُشعل النيران فى منازلنا وقرانا.. ونحن راكعون خانعون، فنحن أمام قوة «غير منظورة».

ومن قبله ظهر المحتال الذى ادعى أنه المساعد الأول للسير «مجدى يعقوب» ولقب نفسه بأنه «أصغر جراح قلب» فى مصر، فسحر مرضاه بقليل من العلم وكثير من الدجل، وأخذ يحرّم عمليات جراحة القلب بزعم أنها أصبحت ممنوعة فى العالم كله، أما القساطر والدعامات فلا داعى لها لأنها خطر! وحدد طرق الوقاية من جلطات القلب بالعلاقة بين النوم والمادة اللزجة التى تترسب فى الدم عند الفجر لتصيب الإنسان بالجلطة لذا فإن الحل العلمى لاتقاء خطر الموت فى الفجر هو الاستيقاظ لصلاة الفجر: «كلهم نفس الكتالوج».

نحن طرف فى «مشهد عبثى»: أطباء يتصدون للخرافة وأطباء يروجون لها.. و«مريض مذنب» محمَّل بالخطايا عاقبه ربه بالمرض النفسى.. وقد قرر الطبيب -ببساطة- أن يضع نفسه فى مقام الإله ويحاسبه بعد أن تحكّم فى قيام الساعة بالريموت كنترول: احترنا ما بين آلهة الطب وآلهة الدين ولم يعد هناك مفر من «الرقية الجماعية».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الرقية الشرعية» هى الحل «الرقية الشرعية» هى الحل



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon