توقيت القاهرة المحلي 21:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الكوتة» خطوة على درب المساواة

  مصر اليوم -

«الكوتة» خطوة على درب المساواة

بقلم : سحر الجعارة

لم يكن من السهل أن يتفهم المجتمع، بمن فيه أعضاء مجلس النواب، معنى «التمييز الإيجابى للمرأة»، وهو المصطلح الذى نصت عليه المواثيق الدولية، ووضعت اتفاقية سيداو، ووثيقة بكين أسساً لتحقيقه بتمكين المرأة سياسياً بما يسمى «الكوتة».. لكن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب انتصرت للمرأة فى التعديلات الدستورية الأخيرة.. بل وقررت استحداث مادة جديدة بالدستور المصرى تحمى البرلمان من الحل بعد تحديد كوتة للمرأة بنسبة 25% بالتعديلات الدستورية.

وتقضى المادة المُستحدثة، والتى تحمل رقم (244 مكرر)، بأن تسرى أحكام الفقرة الأولى من المادة (102) بشأن تخصيص ما لا يقل عن ربع عدد مقاعد المجلس للمرأة، بدءاً من الفصل التشريعى المقبل.

وكأن المجتمع الذكورى لا يعترف بنجاح المرأة فى قيادة المراكز العليا، رغم وجود ثمانى وزيرات فى الوزارة الحالية، ورغم أن النساء حصلن على أعلى نسبة تمثيل فى تاريخ البرلمان المصرى، إذ حصلن على 14.59% من المقاعد، فيما عيّن السيد رئيس الجمهورية «عبدالفتاح السيسى» 14 سيدة ضمن نسبة الـ5%، ليبلغ عددهن فى البرلمان 90 نائبة، فيما نص الدستور على تخصيص ربع مقاعد المجالس المحلية للنساء فى المادة 180.

ورغم أن الدستور المصرى قبل تعديله أيضاً يعزّز حقوق المرأة بعدة مواد، منها المادة 11 الخاصة بالمساواة بين الرجل والمرأة ونصها: (تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى كل الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية).. فإن فكرة المساواة تنسف مفهوم «القوامة» الذى يتخيل الرجل أنه بالضرورة لا بد أن يمارسها على المرأة حتى فى الحياة السياسية والعمل العام!.

إنها «عقدة مزمنة» ترسخت بالمناخ السلفى المناهض للمرأة، الذى يستند لحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم: (لن يفلح قوم ولّوا أمورهم امرأة)، والذى ظل سيفاً مسلطاً على رقابنا، حتى فسره الدكتور على جمعة، مفتى مصر السابق، بأن الرسول كان يقصد بقوله «الروم»، وليس عموم الناس.

ورغم ذلك ظلت المرأة أسيرة مجتمع ظلامى دشّنته جماعة الإخوان الإرهابية، وكرسته الأحزاب الدينية، «وعلى رأسها حزب النور السلفى»، والتى يطالب بعض نوابهم بتجريد المرأة من كل مكتسباتها القانونية وحقوقها الدستورية والسياسية.ظلت المرأة تعانى القهر فى صمت، رغم أن وضع المرأة فى عهد «السيسى» أفضل مقارنة بوضعها فى العصور السابقة، لكن معاناتها ظلت مستمرّة، إذ ما زال مسلسل العنف ضد النساء مستمراً، وبقيت المرأة مهددة بميليشيات المشايخ التى تؤسّس جبهات «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وتمارس البلطجة الممنهجة، من خلال الاعتداء على مواطنة محجبـة لمطالبتها بارتداء النقاب.. أو ذبح امرأة مسيحية لأنها ترتدى الصليب.. فهل هناك أقل من دستور مُنصف وتشريعات ملزمة لنيل حقوقها؟!.

صحيح أن الرئيس تحدى قوى الظلام بتعيين المستشارة «رشيدة فتح الله» رئيساً للنيابة الإدارية لأول مرة فى مصر.. فكان تعيينها أبلغ رد من الرئيس على الفاشية الدينية التى تطل برأسها من آن لآخر، وعلى الخطاب السلفى الذى يقوّض حركة المرأة ويحاصر وجودها فى المجتمع.. فعودة المرأة إلى «القضاء» تحديداً كانت لطمة على وجه قوى الظلام، والأحزاب الدينية التى تطالب بتجريد المرأة من كل مكتسباتها القانونية وحقوقها الدستورية والسياسية.لكن الإرادة السياسية وحدها لا تكفى، لا بد من «تهيئة المناخ» وتغيير الثقافة المجتمعية السائدة، وهى ثقافة رجعية ومتخلفة وسلفية، تنظر إلى المرأة نظرة دونية، وتحقّر من شأنها باسم الدين.

لا بد أن يتغير خطاب الإعلام التحريضى، الذى يسمح بفتاوى شاذة ومتطرفة تنسف وجود المرأة من أساسه، وتجعلها مجرد أداة للمتعة!.. فنحن نريد مجتمعاً متحضراً حاضناً للمرأة يدفعها للأمام، ولا يستخدمها كوعاء للإنجاب.. ومعظم المنابر الثقافية والدينية تحتاج إلى نسف، وليس إلى تغيير.لكن للأسف حتى الأحزاب الليبرالية لا تدعم المرأة، أما الأحزاب الدينية فتضع بدلاً من صورتها «وردة» فى الدعاية الانتخابية.

لقد حددت اتفاقية «السيداو» عدة نقاط للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، باتخاذ إجراءات محددة منها: تجسيد مبدأ المساواة فى الدساتير الوطنية والتشريعات كافة، وكفالة التحقيق العملى لذلك.. اتخاذ التدابير التشريعية وغير التشريعية لحظر كل تمييز ضد المرأة.. وإقرار حماية قانونية ضد التمييز عن طريق المحاكم الوطنية المختصة بتقديم الشكاوى.. وإلغاء القوانين والأعراف والممارسات التى تشكل تمييزاً ضد المرأة.

لقد بدأت خطوات تحقيق المساواة بتخصيص كوتة للمرأة فى مجلس النواب بنسبة 25% وفقاً للتعديلات الدستورية الجديدة.. ونتمنى أن تكتمل منظومة المساواة.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الكوتة» خطوة على درب المساواة «الكوتة» خطوة على درب المساواة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon