توقيت القاهرة المحلي 21:58:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طوابير الاستفتاء أكرم من طوابير اللاجئين

  مصر اليوم -

طوابير الاستفتاء أكرم من طوابير اللاجئين

بقلم: سحر الجعارة

يبدو أن بعض من يطنطن بالديمقراطية لا يؤمن بأساليب تطبيقها، ويتصور أن «المقاطعة» موقف يعبّر عن رفضه لأى إصلاح أو تغيير يحدث فى الوطن.. رغم أن أول أبجديات الديمقراطية هى «المشاركة»!

هذه ليست دعوة للتصويت بنعم على التعديلات الدستورية، بل إنها دعوة كاشفة لكتلة تصويتية «لا نعرف حجمها الحقيقى»، لكنها تعبّر عن نفسها بالغياب، أو بالندب والشتائم والكوميكس، ولعن الانتخابات والاستفتاء على دستور البلاد.. مكتفية بنضال «الكيبورد» والتغريد على «تويتر» بأقبح العبارات وأكثرها بذاءة، وكأنها تطبق مقولة أن: «السياسة هى فن السفالة الأنيقة».. لكنهم يفعلونها بدون أى أناقة أو لياقة!

بل على العكس يتصور بعضهم أنه كلما ازداد قبحاً، ازداد عالمه جمالاً، وأن وجوده فى «العالم الافتراضى» أكثر تأثيراً فى الرأى العام العالمى من وجوده الفاعل فى الحياة السياسية، والمشاركة فى رسم خريطة المستقبل ولو بـ«الرفض».. أنا لا أدافع عن جوهر التعديلات الدستورية ولا أناقش حتمية حدوثها، رغم أنها من وجهة نظرى ضرورة ملحة فرضتها ظروف المرحلة الراهنة، فقط أناقش أداء من يسمون أنفسهم بـ«المعارضة»! هل يتصور كل من نصب نفسه «زعيماً» على مواقع التواصل الاجتماعى، وتأسَّى بقدوته «تويتر مان - البرادعى»، أن الأحزاب السياسية (القديمة أو الحديثة - الليبرالية أو الاشتراكية) قد ذهبت إلى صناديق الاستفتاء لتصوّت بنعم؟

أنا شخصياً لا أتصور ذلك، ليس من باب الاختلاف حول القيادة السياسية، ولا أسلوبها فى إدارة شئون البلاد، ولكن لدى كل حزب بالضرورة «تصور ما» أو «تحفظ» على مادة من مواد التعديلات الدستورية.. كما أن وجود هذه الأحزاب يفترض أنه قائم بالأساس على «تداول السلطة» وليس على «التوقيع على بياض». وبالتالى فالمفترض أن تحشد تلك الأحزاب جماهيرها لتأييد رؤيتها السياسية، ولكن بكل أسف معظم هذه الأحزاب بلا قاعدة جماهيرية، مع ملاحظة أن لدينا حوالى 11 حزباً دينياً بعضها يرى أن «الإسلام هو الحل» ويرتدى قناع «التقية السياسية»، لكنه فى قرارة نفسه ينتظر فرصة لتطبيق ما يسمونه «الشريعة الإسلامية»، لذبح الناس على الطريقة الشرعية وتطبيق الحدود التى تتجه العاصمة الوهابية لإلغائها.

إذاً نحن لسنا «نغمة سياسية متناغمة»، فبيننا نغمات نشاز، كامنة بين ضلوعنا، فالتيار السلفى يهيمن على معظم القرى والنجوع البعيدة.. فهل هذا المشهد يفرض على من يحسب نفسه معارضاً سياسياً أن يكتفى بالعزف على أزرار الكيبورد ليعبّر عن وجوده؟!

يكفى هؤلاء جميعاً أن الاستفتاء يتم تحت إشراف قضائى كامل، وتحت إشراف منظمات حقوقية محلية وإقليمية ودولية أيضاً، يكفيهم أن من يقف ليسجل فى خانة «نعم أو لا» لن يكون بينه وبين ورقة الاستفتاء إلا ضميره.

الاستفتاء على الدستور هو حق وليس واجباً.. ومن يفرط فى حقه لا يلوم إلا نفسه.. لو تذكّر أحد هؤلاء ليلة ثورة 30 يونيو حين كان محاصراً بميليشيات الإخوان، ينتظر لحظة موته فى سكناته وحركاته.. لو تذكّر كيف كان ينادى بقلبه وصوته أن تتدخل القوات المسلحة لتنشله من قاع البئر السحيق، وتنجده من «الفاشية الدينية».. لربما تحرك!

لو نظر هؤلاء لطوابير اللاجئين الفارين من أوطان تهدّمت فوق رؤوسهم لعلموا أن الوقوف فى طوابير الاستفتاء أشرف وأكرم من الوقوف فى طوابير اللاجئين.. أو ركوب طائرات الهاربين ليقدموا أنفسهم «عملاء ومرتزقة» فى بلاد «قطر وتركيا».. وأحسب أن بعضهم لا يناضل «على تويتر» إلا ليرفع سعره فى مزاد أعداء الوطن من الإخوان إلى تحالف «قطر- تركيا»!. لسنا أمام معارضة جادة، بل نحن أمام تمثيلية سخيفة ومملة، أمام جموع «كومبارس» تُفسد المشهد طمعاً فى دور «البطولة الزائفة» لتناضل من الخارج بـ«الدولار»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوابير الاستفتاء أكرم من طوابير اللاجئين طوابير الاستفتاء أكرم من طوابير اللاجئين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon