توقيت القاهرة المحلي 22:40:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آليات المؤامرة تحل لغز «خاشقجى»

  مصر اليوم -

آليات المؤامرة تحل لغز «خاشقجى»

بقلم : سحر الجعارة

ثلاثة مشاهد استوقفتنى فى قضية اختفاء الصحفى السعودى «جمال جمال»، فى مدينة إسطنبول التركية، بعدما دخل مبنى السفارة السعودية.

الأول: هو حملة الشائعات التى تقودها وسائل إعلام قطرية وتركية، تحاول الاستغلال السياسى للحادثة عبر اتهامات مفبركة وسيناريوهات مختلقة.. خطف، واستجواب، وقتل، وتقطيع.. وكلها تسعى لتشويه السعودية.. لكن الحقيقة الوحيدة فى هذه الحملة برمتها، هى: أن هناك مواطناً سعودياً يُدعى «جمال خاشقجى» متغيب ومختفٍ، وأن هناك تحقيقاً يسير، يشارك فيه فريق أمنى سعودى بالتعاون مع الفريق التركى.

والحقيقة الأخرى أن ما يحدث هو «مؤامرة طبيعية» من دول فرضت عليها مصر ودول الخليج المقاطعة العربية، وفضحتها أمام العالم، وكشفت ألاعيب وسائل إعلامها الكاذب المضلل.. وهنا يجب أن نعترف بوجود «خصومة» بين طرفين، تقع السعودية فى جانب منهما وتقود قطر الجانب الآخر.. وأن نعترف أيضاً بأن «خاشقجى» لم يكن ملاكاً، بل كان إخوانياً معادياً لمصر، وكارهاً لكل ما هو عربى، وأن دماءه تقطر حقداً وغلاً ضدنا.

المشهد الثانى: هو خدعة الساعة «الآبل ووتش»، التى روّجت لها صحيفة «صباح» التركية، حيث ادعت أن ساعة «آبل ووتش»، التى كان يرتديها «خاشقجى» سجلت مقاطع صوتية للحظات التحقيق معه وتعذيبه وقتله داخل القنصلية السعودية، وأرسلتها إلى هاتفه الجوال الذى كان بحوزة خطيبته «خديجة»، التى كانت تنتظره خارج القنصلية، بحسب زعمها.

إلا أن مختصاً فى شركة «آبل» نسف هذا السيناريو جملة وتفصيلاً، حيث نفى لشبكة «سى إن إن CNN» الأمريكية هذه المزاعم، مؤكداً عدم امتلاك ساعة «آبل» لخاصية تسجيل وإرسال المقاطع الصوتية، إضافة إلى عدم امتلاكها خاصية الفتح عن طريق البصمة.. إلا أننا اكتشفنا فى قلب التحقّق من الخدعة أن الهاتف المحمول «آى فون» وحده قد يفعل ذلك حتى وهو مغلق.. صحيح أن معظم من يعملون بالإعلام يعرفون هذا الأمر.. ولكن الجديد أنه يمكن مراقبتك عبر الحدود من خلال خاصية «التجوال»!!.

المشهد الثالث: بدأ مع أزمة اختفاء الكاتب السعودى «جمال خاشقجى»، فى الثانى من أكتوبر فى إسطنبول، حيث برز اسم خديجة جنكيز (25 عاماً)، ، الخطيبة المزعومة التى كانت بانتظاره خارج مبنى القنصلية السعودية.. وهى ناشطة فى مناصرة جماعة الإخوان المسلمين ودعم السياسات القطرية، مقابل عدائها للدول العربية التى تكافح كل جماعات الإسلام السياسى، وهو ما برز من خلال مشاركتها فى وسم «إيقاف سلمان العودة»!.

وبغض النظر عن فارق السن الكبير بن «خاشقجى»، و«خديجة»، الذى يجعل الزيجة مجرد صفقة يعلن بها «خاشقجى» ولاءه لتركيا وإيران.. فقد أوضحت «تورجوت أوغلو»، رئيس تحرير صحيفة «الزمان» التركية المعارضة، فى حديث مع «العربية.نت»، أن «خديجة» أداة تم استغلالها من قبل الخط الإيرانى فى حزب «العدالة والتنمية»، وهو ما يتضح فى إعجابها بالنظام الإيرانى، فبحسب تغريدة لها فى 10 ديسمبر 2017 قالت: «أنا كنت أستغرب لماذا دول عربية أو غير عربية تقترب من إيران، بدلاً من السعودية، وفهمت بعد حصار قطر، أن عدواً عاقلاً أفضل من صديق جاهل»!.

كذلك، فباقى تغريداتها تعارض «عاصفة الحزم»، وتناصر جماعة «الحوثى» بعد انقلابهم على الشرعية فى اليمن، بدعم مالى وتسليح من قبل النظام الإيرانى.. ومن خلال تصفح حسابها عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، تتضح علاقات خديجة مع عدد من المسئولين القطريين ومذيعى قناة «الجزيرة»، بما فى ذلك تواصلها مع نائب رئيس الوزراء القطرى «حمد الكوارى» (!!).

وأخيراً خرجت الزوجة الأولى لـ«خاشقجى»، الدكتورة «آلاء نصيف»، عن صمتها لتقول لـ«العربية.نت» عن «خديجة»: أنا لم أسمع بهذا الاسم مسبقاً، ولا يعلم بها أهله ولا ابنه «عبدالله»، الذى كان معه فى تركيا لمدة أسبوعين قبل اختفائه.. ثم أبدت «نصيف» استغرابها من بقاء أجهزة «جمال» مع «خديجة»، كما استغربت من أن حسابات الصحفى الشخصية على وسائل التواصل ما زالت متوافرة، و«يُحذف منها ويُتلاعب فيها»!!.

تستطيع -إذن- أن تلخص أساليب الحرب المعلنة على السعودية الآن، بتحديد اللاعبين بخيوط الماريونيت: (قطر وتركيا وإيران).. وأن تفهم آليات تشويه الدول والشخصيات السياسية بحادث اختفاء لشخصية معارضة لم تتبين خيوطه حتى الآن باستخدام الفضائيات التركية والموالية للإخوان، والتكنولوجيا: «ساعة آبل»، ووسائل التواصل الاجتماعى التى تنشط عليها «خديجة».. ثم إلقاء «شخصية مجهولة» هى «خديجة» تفتعل رابطة وثيقة هى «الخطوبة»، لتكذب كما تشاء!!.

الآن، لاحظ أنك فى «تركيا»، التى قام فيها الديكتاتور «أردوغان» بتصفية كل معارضيه بالقتل أو السجن أو الإخفاء القسرى، بعد تمثيلية «الانقلاب الفاشل»، وأنه قد قبل رشوة «تميم»، وهى طائرة لا يقل ثمنها عن 400 مليون دولار، رغم انهيار الليرة التركية، ومطالبة «أردوغان» للأتراك بالتقشف.. فأنت فى البلد المثالى للتأجير من الباطن لأى «مقامر»، مثل «تميم».. ليس لدىّ أحكام قاطعة ضد أحد، ولكن قراءة المشهد بتأنٍّ تؤكد أننا أمام مؤامرة سياسية تضع السعودية فى خانة الدفاع عن النفس.. وهى مؤامرة حدثت من قبل، وتعرضت لها مصر وقابلة للتكرار ضد أى دولة.. لكننا أحياناً نلعن مَن يتبنى «عقلية المؤامرة» رغم أنها تترجم تاريخ العرب والمسلمين!.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آليات المؤامرة تحل لغز «خاشقجى» آليات المؤامرة تحل لغز «خاشقجى»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon