توقيت القاهرة المحلي 12:57:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسكوت عنه فى العنف ضد المرأة

  مصر اليوم -

المسكوت عنه فى العنف ضد المرأة

بقلم : سحر الجعارة

بدأت حملة الأمم المتحدة التى تنادى بالقضاء على العنف ضد المرأة، والتى تستمر على مدار 16 يوما، من 25 نوفمبر حتى 10 ديسمبر من كل عام، ورغم الفعاليات والمبادرات التى تتم فى مختلف بلدان العالم، للتصدى لأشكال العنف.. فنحن قدمنا للعالم أشهر نماذج القهر والعنف ضد المرأة، بدءا بفتوى «زواج الطفلة فى بطن أمها» التى أطلقها العالم الأزهرى «سعيد نعمان».. مرورا بكل فتاوى اضطهاد المرأة التى أباحت «نكاح المتوفية وملك اليمين وضرب الزوجات.. إلخ» تورط فيها علماء ينتسبون للأزهر الشريف حتى وصلنا للحملة الضارية ضد الدكتور «سعد الدين الهلالى»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بسبب تبريره لقرار تونس بمساواة المرأة بالرجل فى الميراث!.

هذه هى حضارتنا الإنسانية التى نتمسك بموقعنا فيها «فى الحضيض»، ونصر على تطبيب ختان الإناث، وتطلق أشد الفتاوى تخلفا للتحرش بالنساء بزعم أنهن أسقطن «الرخصة الشرعية» بالسفور(!!).. وتخرج من كتب التراث ما يبيح زواج الأب بابنته (على مذهب الشافعية).. حتى شهدنا فى العام الذى يختتم سجلاته فى قهر المرأة اغتصاب الطفلة «جنا» وموت أكثر من فتاة فى عيادات «الختان المؤثم قانونا».

فى هذه العام الكئيب تقدم أحد نواب مجلس الشعب بمشروع قانون يتيح زواج القاصرات لرفع معدلات الوفاة أثناء «الحمل والولادة» وليزدهر «سوق الحوامدية» للزواج السياحى.. بينما طالبت أنا- عبر كتاباتى- برفع سن تغيير الديانة إلى 21 سنة، أى سن الرشد، لتكون الفتاة واعية بما تفعل، وتنطفئ نيران الفتنة الطائفية ولو قليلا.

فى أكثر من حضانة أطفال ظهرت وقائع وحشية لاغتصاب الأطفال ونهش أجسادهم النيئة، وعلى أعتاب «محكمة الأسرة» تقف آلاف النساء مطالبة بالنفقة أو الطلاق بسبب العنف الأسرى.. وعلى مواقع التواصل الاجتماعى مئات الرجال يعرضن زوجاتهم للدعارة فى أقبح صورها ويعجز قانون «مكافحة الجرائم الإلكترونية» عن ملاحقتهم وكأن القائمين عليه تفرغوا لنشطاء السياسة والكتاب والصحفيين!.

وفى كل منتدى دولى للشباب تأتى إلينا «أيزيدية» تروى وقائع «الاستعباد الجنسى» من تنظيم «داعش»، وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإن 71٪ من جميع ضحايا الاتجار بالبشر فى العالم هم من النساء والفتيات.. ونحن نشرعنه ونحلله ونحدد له إطارا نظريا ونأصله بنصوص ضعيفة من التراث الدينى!.

وعلى قمة قائمة العنف ضد المرأة يأتى «الاغتصاب الزوجى»، فحتى لو كانت المرأة مريضة أو مكتئبة أو حاملا فعليها أن تقدم «جسدها» للرجل، بصفتها متاعا وملكية خاصة له أن يضربها أو يهجرها فى الفراش، وكل هذا باسم «الفقه» الذى توسع فى منح الرجل صلاحيات «استعباد الأنثى» بتفسيرات شاذة انحرفت عن مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء.

إن كنتم ترون الوجه الآخر لمصر: (تزايد عدد الوزيرات وعضوات مجلس الشعب وتمكين المرأة فى القضاء والحكم المحلى ومشروع تكافل وكرامة.. إلخ).. فهذا الوجه هو الذى اختارته القيادة السياسية لـ«تمكين النساء».. أما ما ذكرته فهو الوجه القبيح «المسكوت عنه» الذى روج له مشايخ «السعار الجنسى»، وتبنته الجماهير الجائعة لالتهام «فريسة» مكبلة بالفتاوى!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسكوت عنه فى العنف ضد المرأة المسكوت عنه فى العنف ضد المرأة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon