توقيت القاهرة المحلي 21:08:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسكوت عنه فى العنف ضد المرأة

  مصر اليوم -

المسكوت عنه فى العنف ضد المرأة

بقلم : سحر الجعارة

بدأت حملة الأمم المتحدة التى تنادى بالقضاء على العنف ضد المرأة، والتى تستمر على مدار 16 يوما، من 25 نوفمبر حتى 10 ديسمبر من كل عام، ورغم الفعاليات والمبادرات التى تتم فى مختلف بلدان العالم، للتصدى لأشكال العنف.. فنحن قدمنا للعالم أشهر نماذج القهر والعنف ضد المرأة، بدءا بفتوى «زواج الطفلة فى بطن أمها» التى أطلقها العالم الأزهرى «سعيد نعمان».. مرورا بكل فتاوى اضطهاد المرأة التى أباحت «نكاح المتوفية وملك اليمين وضرب الزوجات.. إلخ» تورط فيها علماء ينتسبون للأزهر الشريف حتى وصلنا للحملة الضارية ضد الدكتور «سعد الدين الهلالى»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بسبب تبريره لقرار تونس بمساواة المرأة بالرجل فى الميراث!.

هذه هى حضارتنا الإنسانية التى نتمسك بموقعنا فيها «فى الحضيض»، ونصر على تطبيب ختان الإناث، وتطلق أشد الفتاوى تخلفا للتحرش بالنساء بزعم أنهن أسقطن «الرخصة الشرعية» بالسفور(!!).. وتخرج من كتب التراث ما يبيح زواج الأب بابنته (على مذهب الشافعية).. حتى شهدنا فى العام الذى يختتم سجلاته فى قهر المرأة اغتصاب الطفلة «جنا» وموت أكثر من فتاة فى عيادات «الختان المؤثم قانونا».

فى هذه العام الكئيب تقدم أحد نواب مجلس الشعب بمشروع قانون يتيح زواج القاصرات لرفع معدلات الوفاة أثناء «الحمل والولادة» وليزدهر «سوق الحوامدية» للزواج السياحى.. بينما طالبت أنا- عبر كتاباتى- برفع سن تغيير الديانة إلى 21 سنة، أى سن الرشد، لتكون الفتاة واعية بما تفعل، وتنطفئ نيران الفتنة الطائفية ولو قليلا.

فى أكثر من حضانة أطفال ظهرت وقائع وحشية لاغتصاب الأطفال ونهش أجسادهم النيئة، وعلى أعتاب «محكمة الأسرة» تقف آلاف النساء مطالبة بالنفقة أو الطلاق بسبب العنف الأسرى.. وعلى مواقع التواصل الاجتماعى مئات الرجال يعرضن زوجاتهم للدعارة فى أقبح صورها ويعجز قانون «مكافحة الجرائم الإلكترونية» عن ملاحقتهم وكأن القائمين عليه تفرغوا لنشطاء السياسة والكتاب والصحفيين!.

وفى كل منتدى دولى للشباب تأتى إلينا «أيزيدية» تروى وقائع «الاستعباد الجنسى» من تنظيم «داعش»، وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإن 71٪ من جميع ضحايا الاتجار بالبشر فى العالم هم من النساء والفتيات.. ونحن نشرعنه ونحلله ونحدد له إطارا نظريا ونأصله بنصوص ضعيفة من التراث الدينى!.

وعلى قمة قائمة العنف ضد المرأة يأتى «الاغتصاب الزوجى»، فحتى لو كانت المرأة مريضة أو مكتئبة أو حاملا فعليها أن تقدم «جسدها» للرجل، بصفتها متاعا وملكية خاصة له أن يضربها أو يهجرها فى الفراش، وكل هذا باسم «الفقه» الذى توسع فى منح الرجل صلاحيات «استعباد الأنثى» بتفسيرات شاذة انحرفت عن مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء.

إن كنتم ترون الوجه الآخر لمصر: (تزايد عدد الوزيرات وعضوات مجلس الشعب وتمكين المرأة فى القضاء والحكم المحلى ومشروع تكافل وكرامة.. إلخ).. فهذا الوجه هو الذى اختارته القيادة السياسية لـ«تمكين النساء».. أما ما ذكرته فهو الوجه القبيح «المسكوت عنه» الذى روج له مشايخ «السعار الجنسى»، وتبنته الجماهير الجائعة لالتهام «فريسة» مكبلة بالفتاوى!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسكوت عنه فى العنف ضد المرأة المسكوت عنه فى العنف ضد المرأة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon