توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سقوط ألتراس "الشعراوى"

  مصر اليوم -

سقوط ألتراس الشعراوى

بقلم : سحر الجعارة

بداية، أنا لم ألتقِ النجم «شريف منير» إلا مرتين، الأولى: فى كواليس إحدى المسرحيات، والثانية: فى سفارة المملكة العربية السعودية حين كان كل منا ينتظر تأشيرة «أداء العمرة».. فإن لم تكن «العمرة» دليل تدين فإن «ملابس التمثيل» ليست دليلاً على الفسق والفجور.

نأتى إلى «أسما»، تلك الشابة الصغيرة التى خرجت للحياة تحت إبط أبيها، وقررت أن تعمل بتقديم البرامج ونجحت.. وبتلقائية فتحت قلبها للتواصل مع الجمهور، عبر موقع الفيس بوك، وهى لا تعلم أن على الموقع «لجاناً إلكترونية» تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وللتيار السلفى-التكفيرى، وأن كل همهم هو إظهار «مصر» فى شكل الدولة الكافرة التى تعادى الدين، (باعتباره وسيلة السطو على الحكم عندهم)، وتكفير أى شخص يقترب من عالمهم المفخخ بالأسماء المقدسة، والملغم بالكراهية والجهل ومعاداة الفكر والتفكير والثقافة والفنون! وبخطوة بريئة من «أسما» داست على لغم انفجر فى وجوهنا جميعاً: (لقد صبأت البنت، قالت عن «الشعراوى» إنه متطرف!).. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى وانتفض البرلمان، لدرجة -تشعر معها- أننا على وشك الدفع بـ«أسما» إلى المنصة لاستتابتها، أو جلدها فى ميدان عام.. أو تفجير مصر بالمولوتوف والقنابل اليدوية (التى يجيدون صنعها)، للمطالبة برأس «أسما»!!

وبالفعل، تم «ذبح أسما» على الطريقة الشرعية -كما يفهمونها- تعرضت لهوجة من السب والقذف بألفاظ نابية، وخاضوا فى عرضها وعرض أبيها، واستخدم الشعب «المتدين بالفطرة» كل أسماء الأعضاء الجنسية فى الجهاد المقدس والذود والدفاع عن سمعة نبيهم المقدس!

سقط أتباع الشيخ «محمد متولى الشعراوى» سقوطاً مدوياً فى اختبار الأخلاق والتقوى، التى قضى «الشعراوى» عمره يعلمهم إياها!!

وترك أتباع «الشعراوى» القرآن والسنة و«البخارى ومسلم»، تركوا حتى «الشعراوى» نفسه ووصاياه «الحميدة منها» لينهشوا لحم شابة صغيرة لا تعرف كيف تواجه «جيوش الظلام» وحدها، ولو كنت أعرفها لقلت لها: إنها -يا صغيرتى- حملة ممنهجة لاغتيال العقل، ومخالفة صريحة للقرآن وللأوامر الإلهية: «أفلا تعقلون، أفلا تتدبرون».. والإيمان بآراء «الشعراوى» ليس من أركان الإسلام الخمس، فهو ليس نبياً ولا قديساً، وقد قال الإمام مالك (رحمه الله): «كل يؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر»، أى رسول الله (عليه الصلاة والسلام).. وهذا الفصيل المتعنت لن يرضى عنك بنشر مقولات «الشعراوى» ولن يتسامحوا مع اعتذارك ودموعك، فليس فى قلوبهم رحمة.. وأنتِ لستِ الهدف، «الهدف» هو كل من يجرؤ على التفكير والاجتهاد وتحرير العقل المصرى من «التابوهات المقدسة»، والقوالب الجاهزة للحل والتحريم.. إنها عملية «إرهاب فكرى».

أنا أقدر يا «أسما» خوفك وعجزك، أتفهم تراجعك وإحساسك بذنب لم ترتكبيه، لقد سلبوك القدرة على النطق وفرضوا عليك الخرس وكبلوك بالدمع.. لكن هذا لن يمنع أصحاب الصوت العالى من التصريح ألف مرة بأنه كان للشيخ «الشعراوى» آراء متعارضة ومتطرفة!

لقد قالها الداعية الإسلامى الحبيب على الجفرى، فى مداخلته مع الإعلامى «عمرو أديب»، قال: (إن الفتاوى التى تم حشدها للشيخ «الشعراوى» تأتى على نوعين، نوع اجتزئ من سياقه ويحتاج إلى الاستماع لما قبله وما بعده، مشيراً إلى أنه استمع لهذه الفتاوى ووجد أن الكلام على خلاف ما روج له، أما النوع الثانى فهى فتاوى مبنية على آراء تتناسب مع مراحل معينة وثقافة عصر معين يجب إعادة النظر فيها).. وأضاف «الجفرى»: لا نعتقد العصمة فى الأشخاص، وضرب المثل بفتوى «الشعراوى» عن قتل تارك الصلاة قائلاً: «مثلاً الذى ينكر وجود الصلاة كافر، لأنه أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، لكن ما الذى يترتب على كفره؟ هل نقتله؟ لا، إذن فيحاسبه الله»!

ورغم تحفظى على ما ذكره «الجفرى» مما سماه هجمة علمانية على «الشعراوى والبخارى» واعتبارهما من «الثوابت» التى تضاف للقرآن والسنة والاعتراض على من يرفض «الكهنوت الدينى».. فلا بد أن أقول للحبيب الجفرى: (العلمانية يا سيدى ليست كفراً بل هى فصل الدين عن الدولة ومن حق المفكرين والباحثين والكتاب رفض «الوصاية الدينية»، أو رفع البشر إلى مرتبة «القدسية» بصفتهم «رموزاً» كما سميتهم).. فأرجوك -يا سيدى- لا تقل لنا إن الشعراوى «ليس معصوماً ولا فوق النقد»، ثم تعود فتمنحه العصمة وتنزع منا حق «النقد»!

لقد تولى جمهور «الشعراوى» -الذين أشاد بهم «الجفرى»- من سائقى الميكروباصات ونخبتهم الإلكترونية المناهضة للوسطية والاعتدال بإزالة فيديوهات «الشعراوى» الشاذة من على موقع «اليوتيوب».. مثل فتاواه بتحريم الغسيل الكلوى والتبرع بالأعضاء.. بزعم أن ذلك «يعطل لقاء الإنسان بربه»، رغم أنه حين مرض قام بعملية نقل دم كاملة فى لندن فعطل لقاءه بربه!

إنه مشهد مربك ومخيف فتح باب المزايدة باسم «الشعراوى» والدين لإثارة الناس وتهييجهم ضد الدولة المدنية، ورغم أن أمام المهيجين فى مصر أعداداً من الملحدين تقدر بالملايين، ويسبون الذات الإلهية والأديان ليل نهار، فلم يتحرك أحد لأنهم «مغمورون»!

ملحوظة: أبى وأمى (رحمهما الله) ليسا طرفاً فى التعليقات، طبقاً لقاعدة: «أهو انت.. وعليكم مثل ما قلتم».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط ألتراس الشعراوى سقوط ألتراس الشعراوى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon