توقيت القاهرة المحلي 06:24:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صحفى «تحت التهديد»

  مصر اليوم -

صحفى «تحت التهديد»

بقلم : سحر الجعارة

لم تعتَد الجماعة الصحفية تقرير مصيرها، بعيدا عن «الجمعية العمومية»، فقانون تنظيم الصحافة، بصيغته الأخيرة لم يعرض على نقابة الصحفيين وهو ما يخالف نص المادة 77 من الدستور التى نصت على أن: (يؤخذ رأى النقابات المهنية فى مشروعات القوانين المتعلقة بها). ومع حالة الغضب المكتوم بين الصحفيين، وانتهاء قسم التشريع بمجلس الدولة، من مراجعة قانون تنظيم الصحافة والإعلام، وتأكيدها على وجود ست مواد بها «عوار دستورى وانتهاك لحرية المهنة»، جاءت استقالة الزميل أبوالسعود محمد من عضوية مجلس النقابة، احتجاجًا على قانون تنظيم الصحافة، كما لوّح عدد من أعضاء المجلس بالاستقالة، أكد «عبدالمحسن سلامة»، نقيب الصحفيين، أن مجلس النقابة سيحدد موعدًا هذا الأسبوع لعقد اجتماع طارئ.. ورغم أهمية هذه الخطوة، فلا بد من دعوة «الجمعية العمومية» كاملة للانعقاد، للدفاع عن «الصحافة» التى تعامل معها القانون باعتبارها «وظيفة» وليست عملا فكريا وإبداعيا وثقافيا يحتاج لمناخ من الحرية! فالمادة 39 تقتل «آلية الانتخاب» لإدارة المؤسسات بديمقراطية، والكارثة أن تدار المؤسسات الصحفية القومية بعناصر من خارجها، بتقليل عدد المنتخبين ورفع عدد المعينين من خارج المؤسسات.. لتهيمن الهيئة الوطنية للصحافة عليها، بل تحصل لنفسها أيضا على 1% من إيرادات المؤسسة وليس أرباحها، ويصبح رئيس الهيئة هو رئيس الجمعية العمومية فى جميع المؤسسات.. وكان الأسهل من وضع مؤسسات الدولة فى قبضة شخص واحد ضمها جميعا أو طرحها للخصخصة.

كما تجاهل القانون حقوق الصحفى من «المد الوجوبى» لسن المعاش للصحفيين إلى 65 عاما إلى مكافأة نهاية الخدمة للصحفيين.

الصادم أكثر فى القانون المادتان ٤ و٥ فهما تصادران الحريات الصحفية بكلمات فضفاضة من نوعية: (بث الكراهية والتحريض وتهديد الديمقراطية والمواد الإباحية).. أما المادة ٢٩ فقد أعادت «الحبس الاحتياطى» فى قضايا النشر بعد أن تم إلغاؤه من القانون.. بدلا من تنقية القوانين من المواد السالبة للحريات ليتسق مع الدستور الذى كفل حرية الفكر والرأى والتعبير!

الغريب فى القانون هو الاعتداء على «الحرية الشخصية» للصحفى، فقد منح القانون فى المادة ١٩ للمجلس الأعلى للإعلام الحق فى مراقبة وحجب ووقف «الحسابات الشخصية» على مواقع التواصل الاجتماعى التى يزيد عدد متابعيها على خمسة آلاف شخص.. رغم أن بعض الصحفيين يزيد عدد متابعيهم على المليون على موقع «تويتر».. وكلها مواقع عالمية ليس للقانون المصرى سلطة عليها، إلا إذا قرر غلق الموقع بأكمله كما فعلت «الصين».. فإذا أضفت لهذه المادة ألفاظا مثل «بث الكراهية والمواد الإباحية».. نقع فى حلقة مفرغة من القمع ومصادرة الحريات. ليس عارا أن ندخل فى «حوار مجتمعى» حول النقاط الخلافية فى قانون ينظم مهنة كانت تمثل «السلطة الرابعة».. ولكن المؤسف أن يعمل الصحفى «تحت التهديد»، ثم يضطر فى النهاية إلى الطعن على القانون أمام المحكمة الدستورية العليا.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحفى «تحت التهديد» صحفى «تحت التهديد»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon