توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«العنصرية» فى الأوراق الرسمية

  مصر اليوم -

«العنصرية» فى الأوراق الرسمية

بقلم : سحر الجعارة

من المفارقات الغريبة أن وزارة الداخلية التى تصدر الرقم القومى للمواطنين تصر على الإبقاء على «خانة الديانة»، بينما فى إصدارها لجوازات السفر لا تذكر خانة الديانة.. رغم أن «جواز السفر» يتجاوز فى تعاملاته بطاقة الرقم القومى.. الأمر الذى يؤكد أن مخاوفنا «محلية» وأننا نعانى ازداوجية حتى فى تحديد مواصفات الإنسان داخل أو خارج البلاد!

ورغم المشاكل الكثيرة المترتبة على ذكر خانة الديانة والدعاوى القضائية التى أقامها مسلمون أو مسيحيون تركوا ديانتهم الأصلية، ثم عادوا إليها، ثم غيروا ديانتهم فى الرقم القومى بأحكام قضائية.. إلا أن المجتمع غارق فى جدل لا ينتهى حول قضية محسومة فى العالم كله، بل حسمها الدستور الذى ينص على عدم التمييز بين المواطنين على أساس «الدين»!

الوحيد الذى جرؤ على تحطيم «تابو العنصرية» المقيت كان الدكتور «جابر جاد نصار»، حين كان رئيسا لجامعه القاهرة، ورأى بعينه إقصاء المسيحيين واستبعادهم من بعض الوظائف بسبب ديانتهم.. ورغم ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى «منتدى شباب العالم»، من أن «حرية العقيدة مكفولة» حتى للادينيين إلا أننا مصرون على تفتيت الوحدة الوطنية فى «الأوراق الرسمية»!

ومن يطالب بإلغاء «خانة الديانة» يتهمونه بالزندقة، ويرمونه بالكفر والإلحاد، ويطلقون عليه أبواق سلفية متحجرة ترى أن: (وضع الديانة فى البطاقة يساعد على معرفة وكشف الديانات الأخرى غير السماوية، وحماية المجتمع من نسب ومصاهرة مخالفة).. رغم أن إثبات الديانة فى الميراث أو الزواج سهل باستخدام «شهادة الميلاد».. ورغم وجود توصية من هيئة المفوضين بـ«المحكمة الإدارية العليا»، بوضع علامة (-) أمام خانة الديانة لدى الأشخاص الذين يعتنقون الدين البهائى، وعدم قيد الديانة البهائية فى خانة الديانة بمستندات الأحوال المدنية لما يمثله من تعارض مع النظام العام.

وقد تجدد الاشتباك مرة ثانية، بعدما تقدم «إسماعيل نصرالدين»، عضو مجلس النواب، بمشروع قانون لحذف خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى ومن جميع الأوراق الرسمية للدولة التى يتم تداولها بين المواطنين، والاكتفاء بذكر الجنسية فقط فى البطاقة، وقال «نصرالدين»: إن «الدستور نص على عدم التمييز بين المواطنين»، مشيرا إلى أن الدساتير يتم وضعها لاحترام بنودها، وإذا اختلفنا مع نصوصها، فهناك مسار دستورى يحدد طريقة تعديلها، ولكن طالما نتعامل بالدستور الحالى فعلينا احترام نصوصه وتطبيقها.

لكن بكل أسف «الثقافة السلفية» تفرض نفسها على الدستور والقانون، و«كهنة الدين» يصرون على التمييز ضد المسيحيين، ويصرون على وصفهم بـ«أهل الذمة»، ويعتبرون حقوق المواطنة مجرد «ديكور ديمقراطى».. رغم أن ذكر الديانة فى الرقم القومى قد أشعل الفتنة الطائفية مئات المرات، وأفرز ظاهرة «عايز أختى» التى كانت تطالب باستعادة من عادت للمسيحية بعد إشهار إسلامها.. لأننا لا نعترف بأن العبادة هى «سر» بين العبد وربه، ونصر على شق الصدور ونشر «محاكم التفتيش» فى النوايا والعقول.

لو كان لدينا قانون لا يسمح بتغيير الديانة قبل سن الرشد (21 سنة)، لأنطفأت معظم نيران الفتنة الطائفية، ولو كان عندنا «مساواة» فى الوظائف العليا تمكن الجميع على أساس الكفاءة، وليس «العنصرية» لأصبحنا دولة متقدمة عصرية.. ومدنية رغم أنف السلفيين.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العنصرية» فى الأوراق الرسمية «العنصرية» فى الأوراق الرسمية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon