توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحف الحزبية بحاجة لـ«قبلة الحياة»

  مصر اليوم -

الصحف الحزبية بحاجة لـ«قبلة الحياة»

بقلم : سحر الجعارة

بداية، لا بد أن نعترف بأن «الصحافة الورقية» بأكملها تمر بأزمة، وأن بعض إصدارات مؤسسات مملوكة للدولة مهددة بالتوقف عن الصدور، وحتى «الصحف المستقلة» تعانى مادياً.. على الرغم من أن العنوان الرئيسى لأزمة الصحافة الورقية هو جريدتا «الأهالى والوفد».

قرأت بعناية حوار الزميلة الأستاذة «أمينة النقاش»، رئيس تحرير جريدة الأهالى، لسان حال حزب «التجمع» اليسارى، لجريدة «الوطن»..

وأنا أعلم تماماً أن «حصار الديون» يلاحق صحفاً عديدة بسبب الزيادة العالمية لأسعار الورق والأحبار، وانحسار الإعلانات التى أصبح معظم مموليها من ملاك الفضائيات.. أو على الأقل يفضلون عرض إعلاناتهم على برامج «التوك شو».. هذا بخلاف المنافسة القوية للمواقع الإخبارية.. حتى أصبحت الصحافة بأكملها توزع نحو نصف مليون نسخة، بينما كانت توزع نحو 5 ملايين نسخة حين كان تعداد سكان مصر 40 مليون نسمة!

وتوقف جريدة «معارضة أو مستقلة»، من وجهة نظرى، هو عملية قتل عمد للحياة السياسية فى مصر، وهذا تحديداً ما لفت نظرى فى حوار الأستاذة «أمينة».. ليست حقوق الصحفيين والعاملين فحسب ولا حق المواطن فى المعرفة.. بل حق الشعب فى «التعددية السياسية» التى ينص عليها الدستور.

لقد تشكل بعد ثورة 25 يناير نحو 100 حزب، نجح منها 20 حزباً فى الوصول إلى مجلس النواب، فى مقدمتها «المصريين الأحرار» الذى حصل على 65 مقعداً كأعلى تمثيل حزبى بالبرلمان الحالى، و«مستقبل وطن» الذى يحتل ثانى أكبر كتلة برلمانية بـ53 مقعداً.. وكل هذه الأحزاب فضلت مواقع «التواصل الاجتماعى» لتعبر عن برامجها ومواقفها.. ولم تُضِف للصحافة مطبوعة جديدة.

السؤال الذى يفرض نفسه الآن: هل نحن أمام مشكلة تعانيها الصحف الحزبية أم الأحزاب نفسها؟.. لقد أجبت عن هذا السؤال فى جريدة «الوطن» قبل الانتخابات الرئاسية، حين فوجئت بأن أحزاب المعارضة تقف فى خندق واحد خلف الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وأنها إما خشيت من شعبية الرئيس الجارفة أو لا تعترف بعملية «تداول السلطة» التى أنشئت لتنافس عليها!

وكان اللافت للنظر أن «أحزاب المعارضة» أيضاً لم تقدم كوادر سياسية، ولا وجوهاً جديدة للحياة السياسية، ولم تقف لتعترض على قرار واحد اتخذته الحكومة.. وهو باختصار معناه حالة «موت إكلينيكى» للمعارضة الوطنية الرشيدة!

أو بحسب تعبير «النقاش» إنه «تجربة كارثية»، فبالفعل تفريغ الحياة السياسية يصب فى مصلحة التيارات الإسلامية التى تملأ هذا الفراغ.. فقط أختلف مع الأستاذة «أمينة» فى أنها مسئولية القيادة السياسية!

الرئيس بحكم صلاحياته مسئول عن تهيئة المناخ السياسى، وتوسيع خريطة المشاركة السياسية، وليس عليه أن يقود حرباً ضد الإرهاب والفساد ويقود عملية التنمية، ثم يدعم أحزاب المعارضة أيضاً.. وخير مثال أمامنا «المصريين الأحرار ومستقبل وطن».. فلو كان خلف أى حزب «رجل أعمال» أو توافرت له «مصادر تمويل» فهذا يتم بالجهود الذاتية، وبخلق قاعدة جماهيرية لأحزاب لا يعلم رجل الشارع عنها شيئاً.

الأحزاب السياسية ليست «مجمعات استهلاكية» تدعمها الدولة، بل هى إرادة لمجموعة من الأشخاص اتفقوا على تبنى «أيديولوجية» معينة وحددوا لها برنامجاً، وأخذوا يدربون «الكوادر البشرية» عليها.

وإلا بماذا نفسر نجاح «الأحزاب الدينية» فى فرض نفسها، رغماً عن الدستور، وتحقيق أهدافها تحت أنظارنا؟.. كيف نفسر حتى نشاط تيار الإسلام السياسى وتوغله فى المجتمعات لدرجة هدم الأنظمة (حتى وإن كان من خلفه دول ترعاه)؟!

نحن بحاجة -بالفعل- لمزيد من حرية الرأى والتعبير.. لكننا أحوج إلى أحزاب ذات «فكر مختلف» لتعبر عنه.. إن كانت صحف المعارضة تطالب بـ«قبلة الحياة» فهذا لا يجوز لأحزاب المعارضة نفسها!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحف الحزبية بحاجة لـ«قبلة الحياة» الصحف الحزبية بحاجة لـ«قبلة الحياة»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon