توقيت القاهرة المحلي 21:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مهاتير»: العبرة بالتجربة لا بالمنصب

  مصر اليوم -

«مهاتير» العبرة بالتجربة لا بالمنصب

بقلم : سحر الجعارة

 طعن رئيس وزراء ماليزيا، المنتهية ولايته «نجيب عبدالرزاق»، فى أهلية خصمه «مهاتير محمد» لقيادة الحكومة المقبلة.. ووفقا لموقع «سكاى نيوز».. قال «عبدالرزاق»، إن «مهاتير» البالغ من العمر اثنين وتسعين عاما، (لا يقود حزبا حتى يتسنى تعيينه فى منصب رئيس الحكومة)، رغم فوز «تحالف الأمل» الذى ينتمى إليه بغالبية مقاعد البرلمان فى انتخابات الأربعاء الماضى.

لكن السؤال الأهم من قيادة الحزب: كيف استطاع «مهاتير» أن يقود تحالفا سياسيا يضم أحزاباً كانت تعارضه أثناء توليه السلطة خلال عقدين من الزمن، ليعود الرجل القوى إلى المشهد السياسى ليواجه «نجيب عبدالرزاق» الذى شوهت صورته فضيحة مالية كبيرة؟ الإجابة ببساطة أن «مهاتير محمد» تجربة مختلفة فى تاريخ الشعوب الأسيوية، إن لم تكن فريدة أيضا على مستوى العالم، لقد كان أول رئيس وزراء فى البلاد ينتمى لأسرة فقيرة، حيث كان رؤساء الوزارات الثلاثة الأول أعضاء فى الأسرة الملكية أو من عائلات النخبة، وقضى «مهاتير» 22 عامًا فى المنصب، وتقاعد فى 31 أكتوبر 2003، مما جعل منه واحدًا من أطول فترات الحكم فى آسيا.. وقام خلال تلك الفترة بالتركيز على ثلاثة محاور بصفة خاصة، وهى: «محور التعليم، ويوازيه محور التصنيع، ويأتى فى خدمتهما المحور الاجتماعى».

واستطاع «مهاتير» خلال الفترة من عام 1981 إلى عام 2003 أن يحلق ببلده من قاع الفقر لتتربع على قمة الدول الناهضة التى يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً فى عام 1981، عندما تسلم الحكم، إلى 16 ألف دولار سنوياً.. وأن يصل الاحتياطى النقدى من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار. كما استطاع أن يمرر بعض التغييرات الدستورية الرئيسية التى تنزع حق «الفيتو الملكى» والحصانة السيادية ضد المقاضاة للأسرة المالكة، فقبل هذا التعديل، كانت الموافقة الملكية على القوانين مطلوبة من أجل تمرير أى من مشروعات القوانين.. بعد هذا التعديل، أصبحت موافقة البرلمان تعادل الموافقة الملكية بعد فترة 30 يوما، دون انتظار رأى الملك.. إذن لم يكن الإصلاح الاقتصادى وحده هو «كلمة السر» فى التجربة الماليزية بل فى ارتباطها بإصلاح سياسى.. رغم اختلافه عما نعرفه عن «الإصلاح السياسى». واعتزل «مهاتير» العمل السياسى وهو متوج على عرش النجاح الاقتصادى، وعاد «مهاتير» ليتزعم ائتلاف المعارضة ليفوز بالأغلبية البسيطة اللازمة لتشكيل حكومة جديدة فى الانتخابات.

وسواء فاز «مهاتير» بالمنصب أم لا ستبقى عدة حقائق: أولاها أن تجاوز التسعين عاما من العمر قد لا يعنى بالضرورة الإصابة بألزهايمر، والخرف السياسى.

وثانيتها أنك تستطيع أن تدخل ملعب السياسة بخصومك السابقين، فقد حقق «مهاتير» فوزه الساحق على رأس تحالف يضم أحزاباً كانت تعارضه أثناء توليه السلطة خلال عقدين من الزمن!.

وثالثتها: يمكنك فى لحظة «الصعود السياسى» أن تضغط على نظام الحكم.. فقد أكد «مهاتير» أن أى (تأخير فى تأديته لليمين يعنى أنه ليس هناك حكومة.. وإن لم يكن هناك حكومة لن يكون هناك قانون أو أى مؤسسات).

وأخيرا: من يملك تاريخا حافلا بالإنجازات السياسية والاقتصادية يصبح هو اللاعب الأساسى أو «الجوكر» فى أى معادلة سياسية.. حتى لو كان عمره 92 عاما!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مهاتير» العبرة بالتجربة لا بالمنصب «مهاتير» العبرة بالتجربة لا بالمنصب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon