توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مهاتير»: العبرة بالتجربة لا بالمنصب

  مصر اليوم -

«مهاتير» العبرة بالتجربة لا بالمنصب

بقلم : سحر الجعارة

 طعن رئيس وزراء ماليزيا، المنتهية ولايته «نجيب عبدالرزاق»، فى أهلية خصمه «مهاتير محمد» لقيادة الحكومة المقبلة.. ووفقا لموقع «سكاى نيوز».. قال «عبدالرزاق»، إن «مهاتير» البالغ من العمر اثنين وتسعين عاما، (لا يقود حزبا حتى يتسنى تعيينه فى منصب رئيس الحكومة)، رغم فوز «تحالف الأمل» الذى ينتمى إليه بغالبية مقاعد البرلمان فى انتخابات الأربعاء الماضى.

لكن السؤال الأهم من قيادة الحزب: كيف استطاع «مهاتير» أن يقود تحالفا سياسيا يضم أحزاباً كانت تعارضه أثناء توليه السلطة خلال عقدين من الزمن، ليعود الرجل القوى إلى المشهد السياسى ليواجه «نجيب عبدالرزاق» الذى شوهت صورته فضيحة مالية كبيرة؟ الإجابة ببساطة أن «مهاتير محمد» تجربة مختلفة فى تاريخ الشعوب الأسيوية، إن لم تكن فريدة أيضا على مستوى العالم، لقد كان أول رئيس وزراء فى البلاد ينتمى لأسرة فقيرة، حيث كان رؤساء الوزارات الثلاثة الأول أعضاء فى الأسرة الملكية أو من عائلات النخبة، وقضى «مهاتير» 22 عامًا فى المنصب، وتقاعد فى 31 أكتوبر 2003، مما جعل منه واحدًا من أطول فترات الحكم فى آسيا.. وقام خلال تلك الفترة بالتركيز على ثلاثة محاور بصفة خاصة، وهى: «محور التعليم، ويوازيه محور التصنيع، ويأتى فى خدمتهما المحور الاجتماعى».

واستطاع «مهاتير» خلال الفترة من عام 1981 إلى عام 2003 أن يحلق ببلده من قاع الفقر لتتربع على قمة الدول الناهضة التى يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً فى عام 1981، عندما تسلم الحكم، إلى 16 ألف دولار سنوياً.. وأن يصل الاحتياطى النقدى من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار. كما استطاع أن يمرر بعض التغييرات الدستورية الرئيسية التى تنزع حق «الفيتو الملكى» والحصانة السيادية ضد المقاضاة للأسرة المالكة، فقبل هذا التعديل، كانت الموافقة الملكية على القوانين مطلوبة من أجل تمرير أى من مشروعات القوانين.. بعد هذا التعديل، أصبحت موافقة البرلمان تعادل الموافقة الملكية بعد فترة 30 يوما، دون انتظار رأى الملك.. إذن لم يكن الإصلاح الاقتصادى وحده هو «كلمة السر» فى التجربة الماليزية بل فى ارتباطها بإصلاح سياسى.. رغم اختلافه عما نعرفه عن «الإصلاح السياسى». واعتزل «مهاتير» العمل السياسى وهو متوج على عرش النجاح الاقتصادى، وعاد «مهاتير» ليتزعم ائتلاف المعارضة ليفوز بالأغلبية البسيطة اللازمة لتشكيل حكومة جديدة فى الانتخابات.

وسواء فاز «مهاتير» بالمنصب أم لا ستبقى عدة حقائق: أولاها أن تجاوز التسعين عاما من العمر قد لا يعنى بالضرورة الإصابة بألزهايمر، والخرف السياسى.

وثانيتها أنك تستطيع أن تدخل ملعب السياسة بخصومك السابقين، فقد حقق «مهاتير» فوزه الساحق على رأس تحالف يضم أحزاباً كانت تعارضه أثناء توليه السلطة خلال عقدين من الزمن!.

وثالثتها: يمكنك فى لحظة «الصعود السياسى» أن تضغط على نظام الحكم.. فقد أكد «مهاتير» أن أى (تأخير فى تأديته لليمين يعنى أنه ليس هناك حكومة.. وإن لم يكن هناك حكومة لن يكون هناك قانون أو أى مؤسسات).

وأخيرا: من يملك تاريخا حافلا بالإنجازات السياسية والاقتصادية يصبح هو اللاعب الأساسى أو «الجوكر» فى أى معادلة سياسية.. حتى لو كان عمره 92 عاما!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مهاتير» العبرة بالتجربة لا بالمنصب «مهاتير» العبرة بالتجربة لا بالمنصب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon