توقيت القاهرة المحلي 00:10:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مهاتير»: العبرة بالتجربة لا بالمنصب

  مصر اليوم -

«مهاتير» العبرة بالتجربة لا بالمنصب

بقلم : سحر الجعارة

 طعن رئيس وزراء ماليزيا، المنتهية ولايته «نجيب عبدالرزاق»، فى أهلية خصمه «مهاتير محمد» لقيادة الحكومة المقبلة.. ووفقا لموقع «سكاى نيوز».. قال «عبدالرزاق»، إن «مهاتير» البالغ من العمر اثنين وتسعين عاما، (لا يقود حزبا حتى يتسنى تعيينه فى منصب رئيس الحكومة)، رغم فوز «تحالف الأمل» الذى ينتمى إليه بغالبية مقاعد البرلمان فى انتخابات الأربعاء الماضى.

لكن السؤال الأهم من قيادة الحزب: كيف استطاع «مهاتير» أن يقود تحالفا سياسيا يضم أحزاباً كانت تعارضه أثناء توليه السلطة خلال عقدين من الزمن، ليعود الرجل القوى إلى المشهد السياسى ليواجه «نجيب عبدالرزاق» الذى شوهت صورته فضيحة مالية كبيرة؟ الإجابة ببساطة أن «مهاتير محمد» تجربة مختلفة فى تاريخ الشعوب الأسيوية، إن لم تكن فريدة أيضا على مستوى العالم، لقد كان أول رئيس وزراء فى البلاد ينتمى لأسرة فقيرة، حيث كان رؤساء الوزارات الثلاثة الأول أعضاء فى الأسرة الملكية أو من عائلات النخبة، وقضى «مهاتير» 22 عامًا فى المنصب، وتقاعد فى 31 أكتوبر 2003، مما جعل منه واحدًا من أطول فترات الحكم فى آسيا.. وقام خلال تلك الفترة بالتركيز على ثلاثة محاور بصفة خاصة، وهى: «محور التعليم، ويوازيه محور التصنيع، ويأتى فى خدمتهما المحور الاجتماعى».

واستطاع «مهاتير» خلال الفترة من عام 1981 إلى عام 2003 أن يحلق ببلده من قاع الفقر لتتربع على قمة الدول الناهضة التى يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً فى عام 1981، عندما تسلم الحكم، إلى 16 ألف دولار سنوياً.. وأن يصل الاحتياطى النقدى من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار. كما استطاع أن يمرر بعض التغييرات الدستورية الرئيسية التى تنزع حق «الفيتو الملكى» والحصانة السيادية ضد المقاضاة للأسرة المالكة، فقبل هذا التعديل، كانت الموافقة الملكية على القوانين مطلوبة من أجل تمرير أى من مشروعات القوانين.. بعد هذا التعديل، أصبحت موافقة البرلمان تعادل الموافقة الملكية بعد فترة 30 يوما، دون انتظار رأى الملك.. إذن لم يكن الإصلاح الاقتصادى وحده هو «كلمة السر» فى التجربة الماليزية بل فى ارتباطها بإصلاح سياسى.. رغم اختلافه عما نعرفه عن «الإصلاح السياسى». واعتزل «مهاتير» العمل السياسى وهو متوج على عرش النجاح الاقتصادى، وعاد «مهاتير» ليتزعم ائتلاف المعارضة ليفوز بالأغلبية البسيطة اللازمة لتشكيل حكومة جديدة فى الانتخابات.

وسواء فاز «مهاتير» بالمنصب أم لا ستبقى عدة حقائق: أولاها أن تجاوز التسعين عاما من العمر قد لا يعنى بالضرورة الإصابة بألزهايمر، والخرف السياسى.

وثانيتها أنك تستطيع أن تدخل ملعب السياسة بخصومك السابقين، فقد حقق «مهاتير» فوزه الساحق على رأس تحالف يضم أحزاباً كانت تعارضه أثناء توليه السلطة خلال عقدين من الزمن!.

وثالثتها: يمكنك فى لحظة «الصعود السياسى» أن تضغط على نظام الحكم.. فقد أكد «مهاتير» أن أى (تأخير فى تأديته لليمين يعنى أنه ليس هناك حكومة.. وإن لم يكن هناك حكومة لن يكون هناك قانون أو أى مؤسسات).

وأخيرا: من يملك تاريخا حافلا بالإنجازات السياسية والاقتصادية يصبح هو اللاعب الأساسى أو «الجوكر» فى أى معادلة سياسية.. حتى لو كان عمره 92 عاما!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مهاتير» العبرة بالتجربة لا بالمنصب «مهاتير» العبرة بالتجربة لا بالمنصب



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 07:31 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

نوريس يفوز بجائزة ميامي لسباقات فورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon