توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«عهد»: تميمة فلسطين

  مصر اليوم -

«عهد» تميمة فلسطين

بقلم : سحر الجعارة

أنا «مقاتلة حرة، لذا لن أكون الضحية».. عبارة لخصت ثمانية أشهر قضتها «عهد التميمى» خلف قضبان السجون الإسرائيلية، إن: (اليهودى أو المستوطن الذى يحمل بندقية وعمره لا يتجاوز 15 عاماً، هو الضحية، أنا قادرة على التفريق بين الصواب والخطأ، قلبه ملىء بالكره والحقد ضد الفلسطينيين، هو الضحية، وليس أنا).. بنفس القوة والإصرار على المبدأ جاءت تصريحات «عهد» لتؤكد أنها لم تفقد صلابتها رغم القهر والذل والانتهاكات التى واجهتها خلف القضبان.. لقد هزمت الخوف الذى تشيعه إسرائيل بقوتها العسكرية، وروت «شجر الزيتون» من عطر شبابها، واحتضنت «حمامة السلام» الجريحة بكفها الصغير لتعلمها كيف تتحول إلى «صقر» ينتزع حقه بالقانون!.

كان لابد أن تعيد اكتشاف نفسها، أن تنضج قبل الأوان، على نار الانتهاكات اليومية، لتحصل على شهادة «الثانوية العامة» وهى مكبلة بالقيود الحديدية.. لكنها كانت دائما «حرة»، ولذلك كانت تتحايل على عيون السجانين، وتجتمع مع زميلاتها بالحبس، لتلقى «دورة تعليمية» على يد النائبة «خالدة جرار».. وكأنهن فى جلسة سمر!. تعلمت «التميمى»، هى وزميلاتها بالسجن، ماهية الانتهاكات واطلعت على الاتفاقات الدولية الموقعة فيما يخص التعامل مع الأسرى وحقوق الطفل والتمييز العنصرى «الأبارتهايد»، ودرست اتفاقيات جنيف الأربع، وركزن اهتمامهن على اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين التى تنطبق عليهم.. أخيرا امتلكت «عهد» الصيغة التى تبلور بها «قانونا» ما يتعرض له أطفال فلسطين.

تحولت أناملها الرقيقة التى صفعت جنود الاحتلال الصهيونى دفاعاً عن حرمة منزلها إلى قنبلة نووية، طافت العالم كله، موثقة بالصوت والصورة، لتسقط خرافة «الجندى الإسرائيلى»، وتكشف أكذوبة دولة الاحتلال التى لا تقهر.. وتنتزع بأظافرها «العدالة»، كما كانت تفهمها بوعى فتاة فى السادسة عشرة من عمرها.. نشأت على القهر.. وأصبح «الفزع» قوتها اليومى، وهم يقتادون أسرتها واحداً تلو الآخر للاعتقال. واستطاعت أن تهز كافة المنظمات الإنسانية خلال محاكمتها، وتسلط الضوء على (التعامل الإسرائيلى القاسى مع الأطفال والقصّر الفلسطينيين).. وتنتقد مجموعات مدافعة عن الحقوق المدنية النظام الإسرائيلى، وتقول إنه: «لا يعطى الضمانات بمحاكمات عادلة».. وتقر قوات الدفاع الإسرائيلية بأن نحو 1400 فلسطينى دون السن القانونية مثلوا أمام محكمة عسكرية خاصة بالأحداث، خلال السنوات الثلاث الماضية!.

لقد سجنت «عهد» مع والدتها «ناريمان».. التى خرجت معها لتقول لوسائل الإعلام: يجب أن يتسلح الأطفال بثقافة مواجهة المحتل «خوفنا لن يحمى أبنائنا»، ذلك أن (أطفالا يموتون وهم فى البيوت، مثلما حدث مع عائلة «دوابشة» أو أثناء ذهابهم إلى الصلاة مثل «محمد أبوخضير). لقد تحولت «عهد» إلى «تميمة حرية»، لقنتنا درسا فى الصلابة والشموخ والكبرياء، لتذكر العرب بأمجادهم التى تحولت إلى أوهام.. واجهت بمفردها دولة مدججة بالسلاح والتكنولوجيا، والحماية الأمريكية، رغم رحيل «القادة»، وانهيار «الرموز الوطنية» و«صراع الفصائل».. لتعيد صياغة مفهوم «المقاومة» الذى دنسه الإرهاب.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عهد» تميمة فلسطين «عهد» تميمة فلسطين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon