توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحق الضائع بختم «ضد مجهول»

  مصر اليوم -

الحق الضائع بختم «ضد مجهول»

بقلم : سحر الجعارة

لست بصدد الحديث عن مسلسل «ضد مجهول» من الناحية الفنية، وإن كان يستحق، ولا أدعى أننى من المهووسين بمتابعة مسلسلات رمضان، لكن «جوهر العمل» هو ما جذبنى لأتابعه على الإنترنت هرباً من «حرب الإعلانات» التى تحطم أعصاب أى مشاهد مهما كانت قوة احتماله.

«ضد مجهول» تدور فكرته حول مهندسة الديكور «ندى وصفى»، التى طُلقت من زوجها الأول بعد أن أنجبت منه بنتاً، بسبب طموحها الزائد، وتزوجت من محاميها لتنجب ابنة ثانية (لتدور الأحداث وسط أجواء من كيد النساء بين بطلات العمل)، وفجأة تنقلب كل المواقف حين تتعرض الابنة الكبرى للاغتصاب والقتل (!!).

وهنا يخلع المجتمع قناع «الفضيلة الزائف»، لنتعرف على عالم من «مافيا البلطجة» يسهّلون الدعارة والقتل وفبركة الأدلة وتكييف التهم على مقاس الشخص المراد اغتياله معنوياً أو جسدياً.

نكتشف أن «العدالة»، كما نفهمها ونسعى إليها، تسقط بثغرات القانون ووجود بعض المحامين ممن يتلاعبون بالأدلة، فبعد «اعتراف القاتل» يسهل أن يشوه مكان أظافر القتيلة المغروسة فى رقبته، وأن يتراجع عن اعترافاته أمام النيابة العامة.. بل ويتهم ضابط المباحث بتعذيبه وإكراهه على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها!

هنا تفرض «شريعة الغاب» نفسها على الموقف فى قلب مديرية الأمن، فالأم (النجمة غادة عبدالرازق) تلتقى بأم أخرى «ثكلى» فقدت ابنها ولم تعرف «العدالة» سبيلاً للقصاص لروح ابنها (الفنانة حنان مطاوع).. لتبدأ «كتيبة الإعدام النسائية» تحقيق «القصاص» بسيناريو ملىء بالجرائم، بدءاً من الاستعانة بالبلطجية وشراء أسلحة غير مرخصة وصولاً إلى قتل أحد المجرمين والشروع فى قتل زعيمة شبكة دعارة!

صحيح أن العمل يحاول، طيلة الوقت، أن يصدّر فكرة «سيادة القانون» من خلال زوج البطلة المحامى (يقوم بدوره الفنان السورى فراس سعيد)، لكن حتى الأخير يقوم بعقد صفقات مشبوهة لإنقاذ زوجته بل وخيانتها!

من المنطقى أن ترفض أحداث العمل، انتصاراً للمدينة الفاضلة التى تحلم بها، ولكن منتهى الواقعية أن تعترف بأن القانون فى مصر «عاجز» وملىء بالثغرات، وأن العدالة البطيئة هى «الظلم بعينه»، وأن المحامى الشريف الذى يتمسك بمبادئه وبأخلاق المهنة، والضابط الذى يحافظ على «حقوق الإنسان» ولا ينتهك آدمية المتهم قد أصبحا «عملة نادرة»، وأن تحقيق «العدل» قد يحتاج أحياناً إلى آليات وأدوات ضد القيم الإنسانية نفسها!

أنا شخصياً تجربتى فى الدعاوى المدنية (التى يتعلق معظمها بالميراث) انتهت بضياع حقوقى، بل وتعاملت مع من استغل ثقتى ليبيع حقى إلى «الخصم» (!!).. ولم أستطع إثبات شىء لأن «القانون لا يحمى المغفلين»!

لقد عايشت بنفسى تجربة «شخصية رفيعة» فى نزاعها على «شقة»، فكان الحل هو اقتحامها واحتلالها لتصل للجملة الشهيرة قانوناً: «يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء»!

للأسف «ضد مجهول»، تلك الجملة التى تغلق ملفات الألم والمرار والفقد، ولو بتبرئة الجانى، هى التى خلقت «ميليشيات الانتقام».. وما يُعرض على الشاشة من شركات أمن، (بودى جاردات)، تمارس كل مهام البلطجة والتشهير والقتل قبل الحماية هو واقع فرضته «الثروات الحرام»، لأنها نشأت ونمت مع «مافيا الأراضى» وتجار المخدرات وغسيل الأموال والتنظيمات الإرهابية، والأخيرة دعمتها بفوضى تهريب الأسلحة!

(هذا زمن الحق الضائع، لا يُعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله، ورؤوس الناس على جثث الحيوانات، ورؤوس الحيوانات على جثث الناس.. فتحسس رأسك!).. الشاعر «صلاح عبدالصبور».

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحق الضائع بختم «ضد مجهول» الحق الضائع بختم «ضد مجهول»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon