توقيت القاهرة المحلي 19:14:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألد أعداء الرئيس القادم: إحنا!

  مصر اليوم -

ألد أعداء الرئيس القادم إحنا

معتز بالله عبد الفتاح

المقومات الأخلاقية والفكرية والنهضة غير متوفرة، وعلى من يحكمنا أن يبذل جهداً كبيراً فى استزراعها داخلنا.
إحنا بنكره بعض، وحتى لما بنكره بعض لسبب، حتى لو زال السبب، بنفضل نكره بعض.
الشعب المصرى الشقيق بيكره الجالية المصرية المقيمة فى ربوع الوطن وبيتعامل معها على أنها ستجلو قريباً.
ما هذا الكم من الكُره الذى أراه وأسمعه وأقرأه؟
الله يخرب بيت السياسة، حصل تسييس ونزع للإنسانية (politicization and dehumanization) للمصريين، والمصطلح المكتوب بالإنجليزية قرأته أول مرة فى تحليل أسباب قيام الحرب الأهلية.
وهذه النزعة تفسر عدداً من الأمور التى نعيشها، مثلاً لا توجد شخصية عامة فى مصر الآن إلا وأعداؤها ضعف واحد على الأقل لأنصارها، يعنى من كان أنصاره 10 فى المائة من المصريين فأعداؤه على الأقل 20 فى المائة أو أكثر. لماذا؟ لأننا فى حالة تشويه متبادل من الجميع ضد الجميع لأسباب مختلفة، بعضها يبدو مرتبطاً بالفكر، ولكن الكثير منها مرتبط بالاعتبارات الشخصية من حقد وغل وغيرة.
وهناك ثانياً الوقوع تحت التأثير المبالغ فيه للسياسة والصراعات الأيديولوجية دون ربطها بالصالح العام، لذا نادراً ما تجد بيننا من المصريين من يبدأ بالمعلومات وصولاً إلى الاستنتاجات، من يبدأ بالحقائق وصولاً إلى الحقيقة، لكن المعتاد أننا نبدأ بما نعتبره الحقيقة التى نريد والاستنتاجات التى تسعدنا، فنستبعد المعلومات والحقائق التى تزعجنا ثم نقوم بانتقاء أو ألوظة أو اختلاق المعلومات التى نريد.
وهناك ثالثاً، من يرتدون ثوب الديمقراطية وتتحكم فيهم قيم التسلطية؛ باسم الديمقراطية يمارسون أسوأ أشكال التسلطية المجتمعية والسياسية على خصومهم، وأحياناً من يؤيدونهم بدرجة أقل، وكما أن هناك فاشية دينية، هناك فاشية علمانية، وكلاهما قائم على الترصد والإقصاء، وكل طرف يلوم الطرف الآخر على أنه هو الذى بدأ فاشيته. وسوء تقدير الطرفين يجعل الطرف الآخر يكسب أكثر.
وهناك رابعاً، المقولة الشهيرة لـ«كارل بوبر»، الفيلسوف النمساوى: «إن أشد الناس عداوة للمعتدلين والمستقلين فكرياً هم المتطرفون فكرياً. المعتدل أو المستقل قادر على أن يرى من هم على يساره ومن هم على يمينه ولا يتضرر من ذلك، لكن المتطرف فكرياً جهة اليمين لا يرى غيره إلا على يساره، ويظن أنه فى حرب معهم، والمتطرف فكرياً جهة اليسار، لا يرى غيره إلا على يمينه ويظن أنه فى حرب معهم»، مع ملاحظة أن الرجل أصلاً كان يتحدث عن ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتى الفاشى. وهناك خامساً نظرية «وضع العصا فى العجلة» بأن نتأكد أن غيرنا لن ينجح أبداً.
سيكون هناك من يسعى لإفشال الرئيس القادم لأنه ليس من «شلة» أو «معسكر» هؤلاء أو أولئك. وهذا ينطبق على الجميع بدرجات متفاوتة من أرقى فئات المجتمع المصرى ثقافة ورقياً، فما بالنا بمن يحمل الطوب والسنجة والمولوتوف فى الشوارع؟
المشكلة تبدو وكأنها سياسية، ولكن الحقيقة أنها مشكلة أخلاقية فجّرتها الصراعات السياسية، قلت من قبل إن المقومات الأخلاقية والفكرية والنهضة ليست متوفرة، والمطلوب من الرئيس الجديد أن يكون رئيساً معلماً ومربياً للمجتمع على قيم مختلفة، وأن يكون هو القدوة.
تحضرنى مقولة: «إن الأحرار يُدافعون عن الأفكار بغض النظر عن الأشخاص الذين يحملونها، والعبيد يُدافعون عن الأشخاص مهما كانت الأفكار التى يحملونها»، وأرى أن أخلاق العبيد تسيطر علينا، علشان كده، وقعتنا سودة إلا أن يتغمدنا الله برحمته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألد أعداء الرئيس القادم إحنا ألد أعداء الرئيس القادم إحنا



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 15:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يختار نجمه المفضل لجائزة الكرة الذهبية 2024

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

اتفاق رباعي علي خارطة طريق لإيصال الغاز إلي بيروت

GMT 06:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الشكشوكة التونسية

GMT 19:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل العثور على "سوبرمان هوليوود" ميتاً في صندوق
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon