توقيت القاهرة المحلي 06:43:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلام همّاز مشّاء بنميم

  مصر اليوم -

إعلام همّاز مشّاء بنميم

معتز بالله عبد الفتاح

أول مرة كتبت فى هذا الموضوع كانت فى آخر مارس 2011. وأعتقد أن العقل المصرى لم يزل يعانى من معضلة حرية الرأى المعروفة عالمياً، التى تتحول إلى حرية الردح المعروفة مصرياً، من حرية التعبير الفكرى المعروفة عالمياً، إلى حرية التدمير المعنوى المعروفة مصرياً.

بعض إعلامنا ليس على مستوى الحدث، ليس على مستوى الثورة أو على مستوى بناء الدولة، بل أزعم أنه يعمل ضد الصالح العام، بالمبالغة فى تصوير المشاكل والقضايا، بل أحياناً فى اختلاقها. والخطر الأكبر يأتى من البرامج الليلية. كلما رأيت مذيعاً أو مذيعة بدأ حلقته بالنظر إلينا، ثم يبدأ فى الحديث مُنظّراً لما يحدث فى مصر، أقول: «ربنا يستر».

لماذا؟

أولاً: الكثير من مذيعينا ناس أفاضل، لكنهم يتكلمون فى موضوعات لا يجمعون فيها بين الرسوخ والإحاطة، ولكنهم يتحدثون وكأنهم كذلك. يتحدثون بآراء قطعية، هى بين أهل الاختصاص أمور خلافية للغاية. ولكن لأنهم لا يعرفون من القصة إلا بعضها، يتصورون أن هذا البعض هو كل الحكاية، وأن واجبهم يُملى عليهم أن يحكوا كل ما يعرفون، مع أن كل ما يعرفون قد لا يزيد على اليسير من الحقيقة.

ثانياً: الكثير من مذيعينا ناس أفاضل، لكنهم فى سباق محموم من أجل لفت الأنظار إلى برامجهم، وبعضهم يريد أن «يجيب النتيجة من الكنترول»، بدلاً من أن يسأل أهل العلم إن كان لا يعلم، فيثير البلبلة فى الوقت الذى ينبغى أن يكون فيه مصدراً للمعلومات السليمة. البلد بالفعل ملىء بالشائعات والمعلومات غير الموثّقة، وينبغى أن يكون دور الإعلام دحض الشائعات، وليس الترويج لها أو اختراع بعض تفصيلاتها.

ثالثاً: الكثير من مذيعينا ناس أفاضل، لكن عندهم السؤال أهم من الإجابة، فيجدون من الصعب عليهم أن يتركوا للضيف (الذى هو الهدف الأساسى للحلقة)، أن يكمل كلامه أو أن يوضّح رؤيته، فتتم مقاطعته بشكل متكرّر بأسئلة طويلة، وكأن الإجابة غير مهمة، المهم هو أن السؤال كان «حلو». لارى كينج مقدم البرامج التليفزيونية الشهير كانت له مقولة جيدة: إن أفضل مقابلة تليفزيونية هى التى يتدخّل فيها المذيع بأسئلة قليلة جديدة وقصيرة جداً، لا تزيد على بضع كلمات.

رابعاً: الكثير من مذيعينا ناس أفاضل، لكنهم يقرّرون أن يقوموا بدور المدافع عن مطالب الغلابة (عمال، فلاحين، موظفين)، لكنهم بسبب غياب الخلفية الاقتصادية قد يضرونهم من حيث يدعون أنهم يريدون أن ينفعوهم، فيبالغون فى الدفاع عن مطالبهم (التى هى فعلاً مشروعة)، لكن البلد سينهار اقتصادياً إن تمت الاستجابة لها كلها الآن، دون الاستعانة بالمختصين، لتوضيح مخاطر أن تتحوّل مصر إلى ساحة لمطالب فئوية متعارضة بهذه الطريقة.

خامساً: ليسامحنى من قد يجد فى كلامى بعض الحدة. لكن حجم البلبلة ودرجة التشكّك الموجودة عند من يتصلون بى مشفوعة بما يشاهدونه وأشاهده معهم على هذه الفضائية أو تلك، يؤكد أن بعض الإعلام أصبح عبئاً على مصر والمصريين، فى حين أنه من المفروض أن يكون أداة توعية وترشيد وتهدئة فى وقت الناس فتحت فيه عيونها ولا ترى إلا الظلام. النور موجود لكن بعض الإعلاميين يرون أنه «مابيأكلش عيش».

علشان خاطر ربنا، نلتزم المهنية لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر فقط.

ولم يزل النداء مستمراً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام همّاز مشّاء بنميم إعلام همّاز مشّاء بنميم



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon