توقيت القاهرة المحلي 08:32:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعالوا ننسى الدنيا شوية

  مصر اليوم -

تعالوا ننسى الدنيا شوية

معتز بالله عبد الفتاح

همسة فى أذن من أحب.

ما تبقى من ليالى رمضان أفضل مما مضى، ولهذا كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، (إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله) متفق عليه من حديث «عائشة»، رضى الله عنها. وفى رواية مسلم: (كان يجتهد فى العشر الأواخر ما لا يجتهد فى غيره)، وهذا يدل على أهمية وفضل هذه العشر من وجوه:

أحدها: أنه صلى الله عليه وسلم، كان إذا دخلت العشر شد المئزر، وهذا قيل إنه كناية عن الجد والتشمير فى العبادة، وقيل: كناية عن ترك النساء والاشتغال بهن.

وثانيها: أنه صلى الله عليه وسلم، يحيى فيها الليل بالذكر والصلاة وقراءة القرآن وسائر القربات.

وثالثها: أنه يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر، حرصاً على اغتنام هذه الأوقات الفاضلة.

ورابعها: أنه كان يجتهد فيها بالعبادة والطاعة، أكثر مما يجتهد فيما سواها من ليالى الشهر.

وعليه فاغتنم بقية شهرك فيما يقرّبك إلى ربك، وبالتزوّد لآخرتك من خلال قيامك بما يلى:

1- الحرص على إحياء هذه الليالى الفاضلة بالصلاة والذكر والقراءة وسائر القربات والطاعات، وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك، كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل.

قال الثورى: أحب إلى إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.

وليحرص على أن يُصلى القيام مع الإمام حتى ينصرف ليحصل له قيام ليلة، يقول النبى، صلى الله عليه وسلم: «إن من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة»، رواه أهل السنن، وقال الترمذى: حسن صحيح.

2- اجتهد فى تحرى ليلة القدر فى هذه العشر، فقد قال الله تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» (القدر: 3). ومقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر. قال النخعى: العمل فيها خير من العمل فى ألف شهر. وقال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم (إيماناً) أى إيماناً بالله وتصديقاً بما رتب على قيامها من الثواب، و(احتساباً) للأجر والثواب، وهذه الليلة فى العشر الأواخر، كما قال النبى، صلى الله عليه وسلم (تحروا ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان)، متفق عليه. وهى فى الأوتار أقرب من الأشفاع، لقول النبى صلى الله عليه وسلم: (تحروا ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان) رواه البخارى. وهى فى السبع الأواخر أقرب، لقوله، صلى الله عليه وسلم: (التمسوها فى العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقى)، رواه مسلم. وأقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين لحديث أبى بن كعب رضى الله عنه، أنه قال: (والله إنى لأعلم أى ليلة هى الليلة التى أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقيامها هى ليلة سبع وعشرين) رواه مسلم.

وهذه الليلة لا تختص بليلة معينة فى جميع الأعوام، بل تنتقل فى الليالى تبعاً لمشيئة الله وحكمته.

قال ابن حجر عقب حكايته الأقوال فى ليلة القدر: وأرجحها كلها أنها فى وتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل.. أ.هـ. قال العلماء: الحكمة فى إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد فى التماسها، بخلاف ما لو عُينت لها ليلة لاقتصر عليها.. أ.هـ، وعليه فاجتهد فى قيام هذه العشر جميعاً وكثرة الأعمال الصالحة فيها وستظفر بها يقيناً بإذن الله عز وجل.

3- احرص على الاعتكاف فى هذه العشر. والاعتكاف: لزوم المسجد للتفرّغ لطاعة الله تعالى. وهو من الأمور المشروعة. وقد فعله النبى، صلى الله عليه وسلم، وفعله أزواجه من بعده، ففى الصحيحين عن «عائشة» رضى الله عنها، قالت: (كان النبى صلى الله عليه وسلم، يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله -عز وجل- ثم اعتكف أزواجه من بعده)، ولما ترك الاعتكاف مرة فى رمضان اعتكف فى العشر الأول من شوال، كما فى حديث «عائشة» رضى الله عنها، فى الصحيحين.

اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر.

اللهم إنك عفو كريم حليم عظيم تحب العفو، فاعفُ عنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعالوا ننسى الدنيا شوية تعالوا ننسى الدنيا شوية



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon