توقيت القاهرة المحلي 22:14:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكرى فض «رابعة».. هل كان يمكن تجنب الفض؟

  مصر اليوم -

ذكرى فض «رابعة» هل كان يمكن تجنب الفض

معتز بالله عبد الفتاح

أحياناً تكون العودة للماضى بأسئلة «لو» جزءاً من التعلم من دروس التاريخ، وليست فقط رياضة ذهنية.

«لو كان حصل إيه.. كان ممكن تجنب الفض؟»

لو كان مرسى ديمقراطياً ماهراً أو لو كان مرسى ديكتاتوراً شاطراً، كان يمكن تجنب الفض، لكن يبدو أن الله أراد أن يكشف الإخوان أمامنا، فانطبق عليهم القول الكريم: «فأغشيناهم فهم لا يبصرون».

سألنى صديقى: وما الذى كان يمكن لمرسى أن يفعله وقد «تآمروا عليه».

قلت لصديقى: أولاً، أكثر من تآمر على مرسى هم أنصاره ممن حجبوا عنه رؤية الواقع بحقيقته، والتفاعل المنطقى لرئيس الجمهورية مع التحالف «الثورى» الذى أتى به إلى السلطة، بل والتفاعل الطبيعى مع مؤسسات الدولة التى هى تحت قيادته. «كان هيعمل إيه يعنى؟».. يسأل صديقى.

لو كان ديمقراطياً ماهراً، لكان خلق تحالفاً حقيقياً للحكم يكون فيه هو رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لإدارة البلاد.

ولو كان ديكتاتوراً شاطراً، لكان فرّق أعداءه ولم يجعلهم يتّحدون ضده، ولكان أبعد من يخشاهم عن دائرة صنع القرار.

سألتُ أحد السادة الوزراء الكبار الذين لعبوا دوراً بالغ الأهمية فى الدفاع عن إرادة المصريين فى 30 يونيو: «معالى الوزير، هو كان هيحصل إيه لو كان الدكتور مرسى أقال حضرتك ووزير الدفاع وغيركما فى 30 يونيو أو قبلها بيومين تلاتة». قال لى: «كان زمانه بيحكم مصر الآن. ونحن كنا ننتظر الإقالة مع تغيير الحكومة فى أى لحظة كى يحافظ على منصبه هو على الأقل، لكنه لم يفعل».

قال نابليون بونابرت: «السياسى الذى لا يعرف مواطن الخطر يصبح هو مصدراً للخطر على شعبه وبلده». أعتقد أن الدكتور مرسى كان شخصاً «بليغاً» بمعايير الإخوان، «مطيعاً» بمعايير الإخوان، «واجهة مشرّفة» بمعايير الإخوان. ولكنه لم يكن قط بليغاً أو مقنعاً أو مشرّفاً بمعايير المصريين. الفجوة فى المعايير هى التى سقط فيها الرجل. الرجل يحسن مخاطبة «الشُعَب» الإخوانية التى ستسبّح بحمده وتعلن ولاءها المطلق له حتى قبل أن ينطق بكلمة لكن «بأمارة إيه يرى المصرى العادى هذه الضحالة ويقبلها ويتعايش معها؟!».

مرسى ومن معه لم يحسنوا الديكتاتورية كما أجادها وعمل بها السابقون عليهم، ولا أحسنوا الديمقراطية التى كانوا يعدون الناس بها. قلت لهم قبل «30 يونيو»: «أنتم تلعبون بالنار وأنتم لستم ماهرين». وطالبت الدكتور مرسى قبل 30 يونيو بأن يفكر فى ترشيح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب المقبل لأنه قد يكون برلمانياً مقبولاً ولكنه لم يكن يصلح رئيساً للدولة. أما بشأن حادثة الفض نفسها، فأتذكر أننى كتبت عن أحد الأصدقاء الذين يضعون القضية فوق الشخص، والمبدأ فوق المصلحة، مطبقين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يمنعن رجلاً هيبةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه».

قال لى هذا الصديق: «بعد أن عرفت بعض الحقائق أعتذر إليك عن إساءتى الظن بك بسبب مواقفك الأخيرة، وإن كنت ما زلت أرى أن الدولة يجب ألا تكون (غشيمة) هكذا فى التعامل مع الناس العاديين والمتظاهرين الشباب».

وقد ألحق الصديق برسالته رابطاً يحمل هذه التفاصيل التى نشرتها عدة صحف منسوبة إلى وكالة «الأناضول»، يقول الرابط: كشف مصدر بـ«التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» مجموعة من المعلومات التى لم تكشف من قبل عن فض اعتصام «رابعة العدوية» بالقاهرة فى 14 أغسطس، كان أبرزها أن معلومة ساعة فض الاعتصام وصلت إلى قيادات التحالف قبل 6 ساعات من بدء الفض. وأوضح المصدر، الذى فضّل عدم نشر اسمه، لوكالة «الأناضول» أنه «خلال وجود قيادات التحالف فى قاعة رقم 3 الملحقة بمسجد رابعة العدوية، التى تم تخصيصها خلال الاعتصام لقيادات التحالف كما كان يتجمع فيها قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وصلتنا معلومة منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء بالتوقيت المحلى بأن قوات الأمن ستقوم بفض الاعتصام صباح الأربعاء 14 أغسطس دون ذكر الساعة. يشار إلى أن عملية فض اعتصامى مؤيدى «مرسى» فى «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» بالقاهرة بدأت فى السادسة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلى.

وأضاف المصدر أنه «عقب وصول المعلومة، قمنا بإخلاء جزئى للقاعة رقم 3 وكذلك القاعة رقم 2 التى تم تخصيصها للمركز الإعلامى، وذلك حتى تتسع القاعتان للشهداء والمصابين الذين سيسقطون خلال فض الاعتصام كما توقعنا»، بالإضافة إلى المستشفى الميدانى.

واستدرك المصدر: «قمنا أيضاً عقب علمنا بموعد فض الاعتصام بإصدار تعليمات للمسئولين عن تأمين الميدان بتشديد عمليات التأمين على المداخل والمخارج، وكذلك على المنصة التى يلقى المتحدثون كلماتهم من فوقفها، نظراً لأن عدداً من القيادات قرروا اعتلاءها عقب علمهم بالفض، بالإضافة إلى تشديد تأمين سيارة البث التليفزيونى، سيارة خاصة بالتليفزيون المصرى كانت تُستخدم فى بث فعاليات الاعتصام لعدد من الفضائيات الخاصة، حيث كان يؤمّنها عدد من الأشخاص يرتدى كل واحد منهم خوذة حديدية ويمسك فى يده عصا». وقبل أذان الفجر بوقت قصير، أى عند الساعة 2:30 من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلى -بحسب المصدر- «قام محامون بإلقاء محاضرة على عدد من الأطباء والمساعدين لهم فى المستشفى الميدانى فى كيفية توثيق أسماء الشهداء والمصابين، وذلك دون التطرق إلى معلومة فض الاعتصام حتى لا تتسرب وتتم إثارة البلبلة بين المعتصمين». ولفت المصدر إلى أنه رغم علم معظم قيادات «التحالف» بموعد فض الاعتصام فإنهم «كان لديهم إصرار على البقاء طوال الليل فى الميدان ومن بينهم صلاح سلطان ومحمد البلتاجى ومحمد جمال حشمت وعبدالرحمن البر وصفوت حجازى، وإن كانت بعض القيادات غادرت ساحة الاعتصام مع الساعة الخامسة بالتنسيق مع آخرين»، بحسب المصدر الذى لم يحدد أسماء من غادروا.

من جانبه، قال محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة (الإسلامى)، أحد قيادات التحالف: «جاءتنى معلومة فض الاعتصام عبر مصادر خاصة قبل موعد الفض بثلاث ساعات واتجهت للدكتور محمد البلتاجى لكى أخبره بها فوجدته على علم بذلك وحثنى على التمسك بالسلمية والثبات».

انتهى الاقتباس من الخبر.

إذن.. كانوا يعلمون وسوف يُسألون.
"الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى فض «رابعة» هل كان يمكن تجنب الفض ذكرى فض «رابعة» هل كان يمكن تجنب الفض



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon