توقيت القاهرة المحلي 07:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رئيس عف اللسان وإعلام بذيئه

  مصر اليوم -

رئيس عف اللسان وإعلام بذيئه

معتز بالله عبد الفتاح

هل الوطنية تقتضى أن يكون أحدنا «قليل الأدب»؟

هو إحنا انتخبنا الرئيس ليه؟

هل علشان قناة السويس وغيرها من المشروعات القومية الكبرى فقط؟

يقول «إدموند بيرك»، الفيلسوف البريطانى الشهير، إن فكرة الانتخاب تتضمن فكرة «الوكالة» بمعنى أنك توكل عنك من هو أفضل منك فى إدارة بعض شئون حياتك مثلما تنتقى طبيباً ليشرف على صحتك أو محامياً للدفاع عن قضيتك أو سائقاً لقيادة عربتك. وجوهر الفكرة أن الطبيب أفضل وأجدر وأقدر منك فى أمور الطب، والمحامى أفضل وأجدر وأقدر منك فى شئون القانون.. والكلام نفسه ينطبق على من يحكمك.

أنت تختار من يحكمك لأنك تفترض فيه أنه أفضل وأجدر وأقدر منك فى إدارة شئون المجتمع العامة بما فى ذلك ما يصل إلينا من معلومات وأفكار وألفاظ.

الرئيس قدوة حقيقية فى عفة اللسان. يعرف ذلك القريب منه ويستشعر ذلك البعيد عنه. ولكن المعضلة هى «طيب وهو سايبهم ليه؟» التى قالها لى أحد من يعملون معى بعد أن أزعجه بعض ما شاهده من كلام غير لائق على شاشات التليفزيون فى الأسبوع الأخير.

الرئيس مسئول عن المناخ العام فى مصر؛ هى مسئولية مباشرة، وليست مسئولية مفوضة عليه من أحد.

الرئيس على علم بالمشكلة وهو ينتقد الإعلام بالتصريح وبالتلميح فى مناسبات مختلفة.

ولكنه لا يفعل الكثير بعد ذلك.

يا رئيس.. هذا ملفك.

أخلاق المصريين قابلة لإعادة التشكيل إن وجدوا القدوة وإن عرفوا أن الدولة تتبنى خطاباً سياسياً وإعلامياً مضاداً للسفالة فى القول، والفُجر فى الكلام.

«طيب لو الناس شتمت بعضها بالأم وبالأب وبالدين فى الشارع، وفى الملاعب، وفى المدارس، وفى الجامعات، هنلوم عليهم إزاى إذا كان الناس اللى بتدافع عن الرئيس ليل ونهار هى القدوة فى الشتيمة والسباب؟».

سؤال سألته لى سيدة فاضلة عرفت نفسها لى بأنها «أم» قلقة على البلد.

يقول أرسطو: «السياسة هى علم السيادة، وهى علم السعادة». وكان يقصد بذلك أن السياسة، والساسة، هم القابضون على شئون المجتمع لذا لهم السيادة ويمكنهم أن يساعدوا المجتمع على تحقيق السعادة أو على الأقل تيسير شئونها.

من مواطن مصرى غلبان، لا أحترم من يشتم مهما كانت أسبابه وأخشى منه لأنه يشيع أجواء السفالة والانحطاط ويدمر معانى نبيلة لا تنهض أمة إلا بها من ثقة واحترام الآخرين والاختلاف معهم دون الحط منهم والتراحم والتعاون من أجل قضية كبرى وليس من أجل مصالح قصيرة الأجل.

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذىء».

الرئيس يعلم ذلك، لكنه لا يفعل شيئاً.. ليه؟

هل هى ليست أولوية عنده؟

هل يخشى من أهل البذاءة؟

هل هى معركة مؤجلة؟

لا أعرف. لكن الإعلام أخطر من أن يترك فى يد الباحثين عن مصالح ضيقة وقصيرة المدى دونما اعتبار للنتائج السلبية لما يفعلون.

الرئيس مسافر. ولما يرجع يا رب يقرأ هذا الكلام. وسأفعل كل ما فى جهدى حتى يصل إليه.

أخلاق المصريين مسئولية الدولة (ومسئولية الرئيس) بقدر ما أكلهم وشربهم وكهربتهم وعربياتهم.

أقترح أن يقوم مجلس علماء مصر التابع للرئاسة بدراسة هذه المسألة وتقديم اقتراحاته للرئيس.

والدكتور أحمد عكاشة مطالب بأن يكون فى المقدمة.

والله المستعان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئيس عف اللسان وإعلام بذيئه رئيس عف اللسان وإعلام بذيئه



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon