معتز بالله عبد الفتاح
حضرت اجتماع مجلس الأعمال المصرى الكويتى فى شرم الشيخ، واستمعت عن قرب لجهود رجالنا من قيادات القوات المسلحة ورجالها فى إنقاذ سيناء من الإرهاب، ثم ها هم يناضلون بنفس الهمة من أجل بنائها.
التقيت أحد القيادات الكبار، ومن عجب أنه يذكر مقالاً لى بعنوان أبجد هوز القيادة والإدارة؟
وكنت كتبته ونسيته مع ما ينساه الإنسان أحياناً، ولكنه استعان به فى بعض ما يلقيه من محاضرات لها علاقة بالتدريب على الإدارة والقيادة واستحثنى على أن أنشره تارة أخرى، عسى أن يكون فيه ما ينفع، وسأكتب لاحقاً عما يفعله هؤلاء الأبطال، كى تكون مصر آمنة وناهضة.
إلى كل مسئول فى مصر، أرجو منك أن تفكر بمنطق «أبجد هوز» الوارد فى هذا العمود بالإجابة عن هذه الأسئلة السبعة:
(أ): ما وضع مؤسستى الآن؟ بعبارة أخرى تقييم الموقف الحالى من ناحية أهداف المؤسسة، عائدها وتكلفتها، وصافى المكسب والخسارة المادية والخدمية للمساهمين فيها (shareholders) والمستفيدين منها (stakeholders).
(ب): ما الوضع الذى ينبغى أن تكون عليه مؤسستى بعد فترة معينة من الزمن قد تكون شهوراً أو سنوات؟ وهذا يعنى عائداً أكبر وخدمات أفضل للمساهمين وللمستفيدين من مؤسستى.
(ج): كيف السبيل للانتقال من الوضع (أ) إلى الوضع (ب)؟ ما المطلوب تغييره مادياً وإدارياً وثقافياً داخل مؤسستى كى يمكن لهذا الانتقال أن يحدث؟
(د): ما المعوقات والتحديات التى تقف ضد هذا الانتقال؟ وكيف لنا أن نتغلب عليها؟
(هـ): هل أنا أملك الخبرة والاستعداد لخوض عملية الانتقال هذه؟ بعبارة أخرى، هل أنا وفريق عملى المحيطون بى من الكفاءة والأمانة بحيث يمكن لنا أن نحقق هذا الانتقال؟
(و): بفرض أن هناك إجابات مقنعة عن كل هذه الأسئلة السابقة، كيف يمكن لى أن أتأكد أننا نسير على الطريق الصحيح؟ ما مؤشرات نجاحنا؟ ما الجهة الخارجية والمحايدة والنزيهة التى ستقوم بتقييم عملنا، وتقويم أدائنا؟
(ز): هل أثناء إنجازنا لمهامنا، قمنا بتدريب وإعداد أجيال شابة أصغر سناً لتحمل المسئولية من خلفنا؟ هل هناك صف ثانٍ قادر على أن يقف على أكتافنا برضانا، كى تستمر مسيرة العطاء؟ أتصور أن بعض المسئولين عن المناصب والمؤسسات فى مصر، قد لا يجدون فى الإجابة عن مثل هذه الأسئلة أى فائدة؛ لأنهم بحساباتهم، يسيرون على الطريق الصحيح، إما بالسليقة أو بمنطق هذا ما وجدنا عليه السابقون علينا، ولكن الإصلاح الحقيقى يقتضى أجندة إصلاح مكتوبة وملموسة ويتم مناقشتها بين القيادات والعاملين فى كل مؤسسة. هذه الأجندة المتفق عليها هى التى تحول المؤسسة من «تجمع» للأفراد إلى «مجتمع» من الشركاء، ونقطة البداية عادة هى القيادة. المؤسسات الناجحة (مثل بعض المستشفيات والبنوك والمشروعات القومية المدارة باستقلال عن الدولة) فى مصر هى ناجحة لأنها تبنت قيماً ساعدت القائمين بها على الانتماء لمؤسساتهم ولمهنتهم ولتخصصهم. لا أعتقد أن عاقلاً سيستيقظ كل صباح ليقول: «ما الذى علىّ أن أفعله اليوم لخدمة أهل بلدى وحبايبى والمجتمع والناس؟» الطبيعى والمنطقى أن كلاً منا فى مؤسسته يكون ولاؤه وانتماؤه لمهنته وتخصصه ينجح بها ويساهم فى نجاحها. وقيادة المؤسسة عليها أن تجيب عن أسئلة أبجد هوز على النحو الضامن لنجاحها وتطورها، إن المسئولين عن مؤسساتنا التنفيذية، وأحزابنا السياسية ومؤسساتنا المدنية والدينية وأجهزتنا الإعلامية سيكون عليهم أن يجيبوا عن أسئلة «أبجد هوز» لله والوطن والحياة الكريمة لهم ولمن وثقوا فيهم، فأولوهم مناصبهم.