حلَّ الرجل بمصر ضيفاً، ولى ملاحظات عدة على زيارته. هذه ملاحظات ثلاث أقدمها للقائمين على الأمن القومى المصرى:
أولاً، احذروا أمريكا: ليس صحيحاً أن الولايات المتحدة لا تعارض مذكرة التفاهم التى وقعت عليها مصر وروسيا خلال زيارة الرئيس الروسى إلى القاهرة بشأن بناء محطة نووية فى مصر، كما صرحت جين ساكى، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية. البيت الأبيض قلق للغاية من التقارب المصرى الروسى. روسيا فى صراع مع الولايات المتحدة ومصر تخرج من الفضاء الحيوى والاستراتيجى للولايات المتحدة مغلّبة عليها تحالفات مع روسيا والصين.
أتمنى على مسئولى الأمن القومى المصرى أن يجعلوا لهذا الموضوع أهمية كبرى. أمريكا لن تتركنا نهنأ بعلاقات طيبة مع أعدائها.
ثانياً، احذروا إسرائيل: صحف إسرائيل انقلبت رأساً على عقب لمناقشة زيارة الرئيس الروسى لمصر، والحديث عن «مصر نووية» يقلق إسرائيل جداً. ذاقت إسرائيل من مصر معنى الحرب والدم. والقضية قديمة وتعود إلى 2008 حين جرى الحديث لأول مرة عن توقيع موسكو والقاهرة اتفاقات تعاون فى المجال النووى. ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. ووفقاً للصحف الإسرائيلية، نقلاً عن وكالة الأنباء الروسية الرسمية RIA، فستكون قوة المفاعل بين 1000-1200 ميجاوات. وهو مفاعل صغير، لكنها كانت نفس مقدمات إنشاء البرنامج النووى الإيرانى، مع العلم أن مصر ليس لها أى طموحات نووية عسكرية. وبالمناسبة فإن صحيفة هآرتس الإسرائيلية لا تنسى أن نفس الشركة الروسية الحكومية «روساتوم» التى تتفاوض مع مصر هى التى أقامت أول مفاعل نووى إيرانى للأغراض السلمية فى بوشهر فى إيران، وأن نائب رئيس الحكومة الروسية، أركادى دفوركوفيتش، قال فى صيف 2014 إن بإمكان موسكو إيجاد طرق لتمويل بناء المفاعل، إذا ما قامت «روساتوم» ببنائه.
إذن، هذه زيارة رفعت قرون استشعار العداء عند أمريكا وإسرائيل ضدنا.
الحذر، الحذر. هؤلاء لهم مصلحة فى ضعفنا، وعندهم إمكانات تعطيلنا.
ثالثاً، احذروا المصريين: الإنسان المصرى الحالى أقل كفاءة مما تتطلبه التحديات. مطلوب منه قيادة الأوتوبيس وهو لا يعرف كيف يقوده، ما حدش علمه. بيعمل للناس قفص حديدى لدخول مباراة كرة قدم، فيتحول القفص إلى أداة قتل.
هل ده كان مقصود؟ ما اعتقدش.
هو نفسه الإنسان المصرى الذى أخطأ فى عزف النشيد الوطنى الروسى فى حضور الرئيس الروسى. قالت قناة «روسيا اليوم» إن حرس الشرف فى قصر القبة عزف نسخة مشوهة من السلام الوطنى الروسى.. وبثت القناة مقارنة بين السلام الذى تم عزفه فى مصر والسلام الوطنى الروسى، كاشفة عن اختلاف واضح بين الاثنين. وقالت مذيعة القناة بسخرية إن المصريين فعلوا كل جهدهم للترحيب بالرئيس الروسى لكنهم أخطأوا فى السلام الوطنى.. وتعجبت من ثبات وجوه تعبيرات بوتين رغم الخطأ فى عزف السلام الوطنى الروسى.
هل ده كان مقصود؟ ما اعتقدش.
ذكر الإعلامى عمرو عبدالحميد، الثلاثاء، أن بعض الإعلاميين والصحفيين الروس اشتكوا من طريقة تنظيم المباحثات بين الرئيسين، متابعاً: أنا والصحفيون الروس كنا فى قصر القبة بداية من الساعة العاشرة صباحاً وحتى موعد بدء المؤتمر الصحفى للرئيسين فى الثالثة عصراً، كنا موجودين فى مكان يشبه البدروم، مكان لا يليق أن يكون مركزاً صحفياً داخل قصر الحكم.
واستطرد: «أكثر من 5 ساعات بدون أكل أو مياه، وفى النهاية ظهر شخص يحمل صينية بها حلوى، واعتقد الصحفيون الروس أن تلك الحلوى واجب ضيافة ولكن اتضح أن الشاب يبيع الحلوى بـ5 جنيهات».
هل ده كان مقصود؟ ما اعتقدش.
أخطأت مذيعة التليفزيون المصرى، خلال تعليقها على الزيارة، وقالت: «إن مصر وروسيا يربطهما تاريخ حافل من المواقف المشرفة على الساحة الدولية، والدولتان شاركتا فى تأسيس حركة عدم الانحياز»، وهى الحركة التى أسست ضد كل من الاتحاد السوفيتى وأمريكا إبان فترة الحرب الباردة.
هل ده كان مقصود؟ ما اعتقدش.
شوية الحاجات اللى مش مقصودة دى هى اللى بتودى البلد فى داهية.
عشان كده احذروا الدخول فى معارك دولية خاسرة، وإحنا مش مستعدين.
هل حد هيعبر أهلى؟ ما اعتقدش.