توقيت القاهرة المحلي 04:45:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاشت تونس... عاشت الجمهورية

  مصر اليوم -

عاشت تونس عاشت الجمهورية

معتز بالله عبد الفتاح


فى آخر ليلة له فى القصر الرئاسى، أرسل رئيس الجمهورية الانتقالى منصف المرزوقى الرسالة التالية:

من رئيس الجمهورية إلى السيد كاتب الدولة لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بأملاك الدولة والشئون العقارية.

الموضوع: التنازل عن ملكية أموال منقولة لفائدة الدولة التونسية.

وبعد، فقد تلقيت عدداً من الهدايا الثمينة من رؤساء وملوك الدول الشقيقة والصديقة أثناء الزيارات التى أديتها إلى بلدانهم أو استقبال وفود منها، وهى منقولات من مختلف الأنواع، أُهديت إلىَّ شخصياً وإلى أفراد عائلتى.

واعترافاً منى بفضل هذا الشعب العظيم الذى منحنى شرف تولى مهمة رئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية التى شهدت خصوصاً إرساء دستور تونس الجديد، فإنى أتنازل عن جميع المنقولات الواردة فى القائمة الجارى ضبطها حالياً بالتنسيق مع مصلحتكم التى سيتم توجيهها إليكم حال الانتهاء من إعدادها لفائدة الدولة التونسية، تنازلاً صريحاً ناجزاً لا رجعة فيه، ابتداء من تاريخ اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2014.

عاشت تونس.. عاشت الجمهورية.

والسلام..

توقيع: رئيس الجمهورية محمد منصف المرزوقى

القضية ليست فى المبالغ أو الهدايا، ولكنها فى المنطق والتقليد اللذين يرسيهما الرئيس سواء بما يفعله أو بما يختار أن يمتنع عن فعله.

وعبارة «الجمهورية» لها تاريخ طويل فى الاستخدام باعتبارها الشكل الأمثل للحكم فى مواجهة الملكيات المستبدة، وظل الآباء المؤسسون للولايات المتحدة يستخدمونها كبديل عن كلمة «الديمقراطية» التى ظلت لفترة طويلة تعنى حكم الدهماء والجهال والفوضويين.

الدولة ليست كياناً مصمتاً، إما هى خير مطلق أو شر مطلق. الدولة ومؤسساتها نفسها ساحة للصراع بين من يريدون بالوطن خيراً وبين من يريدون بالوطن شراً كما ذهب ديفيد هيوم، الفيلسوف البريطانى الشهير.

وإن لم يجد أهل الخير من المجتمع أعواناً فسينتصر أهل الشر، وأهل الشر هم أهل الفساد وتغليب المصالح الشخصية والنظرة قصيرة الأجل.

الرئيس السيسى ليس مطالباً فقط بأن يصنع نظام حكم (regime) وإنما هو مضطر بعد أن انهارت معظم مؤسسات الحكم السابقة عليه أن يصنع، بمعاونة الفاعلين الآخرين من أحزاب وقوى مجتمع مدنى وقادة رأى عام، نظام عمل للدولة (system) يتصف أول ما يتصف بالنظام، أى بالانضباط (discipline). عليه أن يفكر ليس كلاعب شطرنج فى مواجهة خصوم وإنما كمن يسهم، مع آخرين، فى وضع قواعد اللعبة السياسية لمصر ما بعد ثورتين.

قلت من قبل حتى قبل أن يصبح الرئيس السيسى رئيساً: إن على الرئيس الجديد أن يعلم أننا لا نعلم معنى الديمقراطية والعمل المؤسسى. من يصنع المؤسسات هم أفراد لديهم بُعد نظر وقدرة على أن يروا الحاجة لإعلاء القيم والقواعد القانونية على المدى الطويل. قبل اتخاذ واشنطن عاصمة للولايات المتحدة، قرر جورج واشنطن أن ينتقل إلى السكن بجوار مقر اجتماع الكونجرس من مزرعته فى غرب فيرجينيا بعد أن ثار جدل بين فريق عمله وأعضاء الكونجرس بشأن أين ينبغى أن يقيم رئيس الدولة؛ فكان قرار جورج واشنطن بأن رئيس الولايات المتحدة سيقيم حيث يقرر ممثلو شعب الولايات المتحدة. هذه كانت لحظة فارقة فى أهمية ألا يكون جورج واشنطن، الذى انتُخب بالإجماع من ممثلى الولايات، ديكتاتوراً، وإنما أن يكون حاكماً ديمقراطياً يبغى التعاون وليس السيطرة على مؤسسات الدولة الأخرى.

أتمنى أن نستلهم جميعاً روح هذه العبارة.. عاشت مصر، عاشت الجمهورية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاشت تونس عاشت الجمهورية عاشت تونس عاشت الجمهورية



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon