توقيت القاهرة المحلي 08:43:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قالوا: أبوتريكة «خط أحمر»

  مصر اليوم -

قالوا أبوتريكة «خط أحمر»

معتز بالله عبدالفتاح

نشرت جريدة «الوطن» أمس أن المستشار عزت خميس -مساعد أول وزير العدل ورئيس لجنة حصر وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين فى مصر- أعلن أن اللجنة تحفظت الأسبوع الماضى على شركة سياحية مملوكة للاعب منتخب مصر والنادى الأهلى السابق محمد أبوتريكة، بعد أن تبين من تحريات الأجهزة الرقابية وجود صلة بين عمل الشركة وجماعة الإخوان.

وأضاف مساعد وزير العدل أن اللجنة شكلت لجان فحص لجرد وتفتيش الشركة، وبيان رأسمالها والأرباح الخاصة بها، مشيراً إلى أن عمليات الجرد ستبين إذا كانت الشركة بها مخالفات مالية أو إدارية من عدمه بجانب أنها شركة إخوانية، وأشار خميس إلى أن اللجنة أرسلت قرارها بالتحفظ على الشركة إلى البنك المركزى والبورصة والشركات للتحفظ على حساباتها السرية ومنع التصرف فيها، موضحاً أن اللجنة لم تتحفظ على أموال أبوتريكة، وإنما على الأسهم التى يمتلكها بالشركة.

وكشف مصدر قضائى مصرى عن أن تحريات الأجهزة الرقابية كشفت أن محمد أبوتريكة شريك فى هذه الشركة منذ عام 2012، بجانب قيادات إخوانية، والتى تم تأسيسها فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية تؤكد أن شركة أبوتريكة تم اتخاذها كواجهة لتمويل أنشطة الجماعة.

وقال نجم الأهلى السابق، عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل «فيس بوك»، عبارة ملحمية: «نحن من نأتى بالأموال لتبقى فى أيدينا وليست فى قلوبنا، تتحفظ على الأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها».

من منظور السياسة:

فى أعقاب الأحداث السياسية الكبرى مثل الهزائم فى الحروب أو الثورات، وأغلب المصريين يتعاملون مع ما حدث ضد الإخوان فى 30 يونيو على أنها ثورة ساندها الجيش، تحدث عملية «تطهير» من المنتسبين للنظام الذى قامت الثورة ضده إلا لمن تاب وحسنت توبته والأهم قبلت توبته. وبعد هزيمة الألمان فى الحرب العالمية الثانية، قامت قوات التحالف المنتصر بقيادة الولايات المتحدة بالإشراف على عملية «نزع النازية» (de-nazification) من كل مناحى الحياة الثقافية والسياسية والقانونية والاقتصادية بما فى ذلك عمل استطلاعات رأى عن توجهات الألمان عن هتلر وفترة حكمه وصولاً إلى كتابة تعهدات على كل موظف، حكومى أو قطاع خاص، بأنه لن يدعم أى فكرة نازية وسيبلغ عن أى شخص أو نشاط يدعم النازية، وتضمن هذا يقيناً التحفظ على أموال كل من تورطوا فى دعم النازية.

وقد عرفت الصين الفكرة المضادة تماماً بشأن مقاومة الأفكار الرأسمالية.

وهذا ما حذر منه كثيراً القائمون على شئون البلاد فى أعقاب 30 يونيو، والكلام كان لقيادات جماعة الإخوان بأن يسيطروا على خسائرهم وحتى لا تتحول المسألة إلى حرب على الجماعة كاملة وليس فقط على رئيس وقيادات جمعت بين الغباء والغطرسة فضيعت نفسها وشبابها وكادت تضيع البلد كاملاً.

لكن السؤال: كيف لإخوانى، سواء كان أبوتريكة أو غيره أن يتوب عن خطئه وأن يتبرأ من جماعته إن أراد؟ ما الآلية السياسية والقانونية التى تسمح بمن اكتشف خطأه أن يصححه؟

فى التجارب السابقة، كانت هناك طريقة ما يعلن بها الإنسان أنه أخطأ أو أنه خدع؟ ما هذه الآلية فى حالتنا؟

من منظور القانون:

نشرت الجريدة الرسمية قرار رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، رقم 2145 لسنة 2014، الخاص بتنفيذ حكم التحفظ على أموال جماعة الإخوان المسلمين، الصادر من محكمة جنايات شبرا الخيمة فى قضية النيابة العامة رقم 7294 لسنة 2013 جنايات قسم قليوب، فيما تضمنه من التحفظ على أموال وأملاك المحكوم عليهم الخاصة، وحرمانهم من إدارتها والتصرف فيها، منها السائلة والعقارية أو المنقولة والسندات والأسهم الموجودة بحزب الحرية والعدالة ومكتب الإرشاد وجمعيات الإخوان والمنشآت والمشروعات التابعة لهم وكافة الأنشطة التجارية، وتضمن الحكم أن تمارس اللجنة المشار إليها كافة أعمال القوامة المتعلقة بأموال من شملهم حكم محكمة الجنايات سالفة الذكر، ووفقاً لما ورد بمنطوقه وأسبابه الجوهرية المرتبطة بالمنطوق ارتباطاً لا يقبل التجزئة.

وكانت محكمة القضاء الإدارى قد قضت قبلها بعدم قبول دعوى تطالب بإصدار قرار بالتحفظ على مبلغ خمسة مليارات جنيه من أموال جماعة الإخوان، لانتفاء القرار الإدارى، وطالبت وزير التضامن الاجتماعى، والنائب العام ومساعد أول وزير العدل بصفته رئيساً للجنة إدارة أصول وأملاك جماعة الإخوان المتحفظ عليها، بإصدار قرار بالتحفظ على مبلغ خمسة مليارات جنيه من هذه الأموال تعويضاً للدولة عن أعمال التخريب التى وقعت خلال الفترة الماضية، ومنذ تشكيل لجنة حصر أموال الإخوان تحفظت اللجنة على العديد من الشركات والمتاجر والمدارس المملوكة لقيادات وأعضاء الإخوان.

القاعدة القانونية: عامة مجردة عاقلة عادلة

يعلمنا أساتذة القانون أن القاعدة القانونية «عامة ومجردة» لا تعرف الأسماء ولا الخواطر، لكن يعلمنا واقع الناس المعيش فى مصر وكثير من دول العالم المشابهة فى الظروف أن القاضى أهم من القانون وأن القانون حمال أوجه.

ويعلمنا أساتذة فلسفة القانون أن القاعدة القانونية لا بد أن تكون «عادلة وعاقلة» فلا تطالب الناس بما لا يطيقون ولا تطبق عليهم القرارات والقوانين بأثر رجعى ولا تعطيهم فرصة كاملة لتصحيح الأخطاء التى وقعوا فيها، ما لم يكونوا قد أصابوا دماً حراماً قطعاً، ولا تحول سيادة الدولة إلى مقصلة تضر الدولة وتفقد ثقة الناس فيها.

لا أعرف اللاعب محمد أبوتريكة شخصياً، ولكن أعرف عن الحالة التى يمثلها من دأب وأدب، يجوز أن يكون قد صادف من الإخوان من كان متديناً زاهداً ورعاً فتأثر به وأحبه واقتدى بمنهجه، ويجوز أنه كان محتاجاً لعون مادى أو معنوى فى مرحلة ما من حياته، فعجزت مؤسسات الدولة عن تقديم ما احتاجه ووجد ضالته عند فرد أو أكثر من أفراد الجماعة، فظن فيهم خيراً ما كانوا أهلاً له.

يجوز أن يكون أبوتريكة أراد الحق فأخطأه ولكن الجماعة أرادت الباطل فأصابته، وليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه، لا يستويان.

أتمنى أن نغلق هذه الصفحة من تاريخنا بسرعة وأن نشرع جادين فى بناء وطن يليق بنا، أتمنى أن تعلن قيادات الجماعة من سجنها عن مراجعتها لأخطائها وأن تطلب العفو من الله والمجتمع ومن شبابها، أتمنى أن نعلم أننا فى خناقة على قيادة مركب بتغرق، أنقذوها وبعدين اتخانقوا عليها.

القواعد القانونية ينبغى أن تكون «عامة مجردة»، هذا صحيح، ولكن ينبغى أن تكون «عادلة وعاقلة» كذلك، «إذا أردت أن تطاع فمُر بما يعقل ويستطاع»، أو هذا ما أتمنى.

تحيا مصر، تحيا الجمهورية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قالوا أبوتريكة «خط أحمر» قالوا أبوتريكة «خط أحمر»



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon