توقيت القاهرة المحلي 05:04:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تنسحب روسيا عسكريا من سوريا؟

  مصر اليوم -

لماذا تنسحب روسيا عسكريا من سوريا

معتز بالله عبد الفتاح

يتساءل كثيرون عن سبب إعلان بوتين المفاجئ عن سحب القوات الروسية من سوريا. وقد أحسن سامى كليب فى جريدة السفير اللبنانية تحليل المشهد من حيث خلفيات القرار ومن حيث نتائجه. يقول سامى كليب:

حين قررت موسكو الانخراط عسكرياً على نحو مباشر فى سوريا، كان القرار ثمرة قمة بين فلاديمير بوتين وباراك أوباما. الشىء الوحيد الذى فاجأ الرئيس الأمريكى آنذاك كان توقيت إرسال الطائرات الروسية والذى أبقاه نظيره الروسى سراً. الآن يأتى القرار الروسى بسحب القوات من سوريا ابتداء من أمس (الثلاثاء) نتيجة اتفاق بين موسكو وواشنطن أولاً، ثم تم إبلاغ الآخرين به وفق معلومات دقيقة وموثوقة.

ماذا فى خلفيات القرار؟

■ يأتى القرار فى السياق الطبيعى لاتفاق بوتين وأوباما على رفع مستوى ضغط كل طرف على حلفائه لإنجاح مفاوضات جنيف. الرئيس الأمريكى بحاجة لتحقيق إنجاز سياسى فى سوريا قبل مغادرة البيت الأبيض، والرئيس الروسى يريد تخفيف الأعباء العسكرية ورفع العقوبات الأوروبية عنه والإفادة إلى أقصى حد من فترة السماح الأمريكى.

■ سحب بوتين بقراره هذا ورقة كان معارضوه الغربيون والخليجيون والمعارضة السورية يشددون عليها. كانوا يقولون إن دخول قواته هو الذى عرقل الحل وغيّر المعادلات. هو إذاً يريد تسهيل الحل السياسى وإحراج الخصوم.

■ سحب أيضاً ورقة من أيدى حلفائه السوريين والإيرانيين، فهو يرى أن تشددهم فى التفاوض ناجم عن تغيير المعادلة العسكرية. يبدو أن التقييم العسكرى الروسى مختلف عن تقييم طهران. الأولى، ترى ضرورة استكمال الحسم، والثانية، تفضل الحصول على ثمار بالسياسة والمصالحات.

■ يدرك بوتين أن رغبته بتسهيل الحل السياسى ستجذب إلى موسكو دول الخليج والمعارضة السورية وتسمح لأوباما بالاستمرار فى تسليم مفاتيح الحل له. لكنه لا يريد خسارة الثقل الأكبر لموقعه فى المنطقة عبر تحالفه مع الرئيس بشار الأسد وإيران.

ماذا بعد خطوة بوتين؟

■ ليس صحيحاً ما ورد فى البيان الروسى من أنه «تم تنفيذ أغلب مهمات وزارة الدفاع والقوات المسلحة»، فالحرب لا تزال ضروساً والتهديد لا يزال كبيراً. بدا الأمر وكأنه «جزرة» من بوتين للمعارضة وداعميها، بأن القتال ضدها انتهى وأن ما بقى هو محاربة «داعش». هذا يعنى رسم خطوط تماس سياسية بدلاً من خطوط التماس العسكرية. يرغب بوتين من خلال ذلك بفرض حضور المعارضة الأخرى والأكراد فى مفاوضات جنيف لاحقاً، ولعله يقبل لاحقاً بمشاركة بعض المقربين من جبهة «النصرة».

■ ليس معروفاً حجم ما سيتم سحبه عسكرياً من قبَل الروس، فالقاعدتان العسكريتان فى طرطوس وحميميم باقيتان. والدفاع الجوى سيستمر فى التحرك ضد «داعش». لكن هل سيندرج ذلك لاحقاً فى إطار تحالف أوسع يضم روسيا وأمريكا وأطرافاً إقليمية عدة بينها إيران والسعودية وتركيا وغيرها؟ هذا ممكن إذا ما حصل بوتين على ضمانات أمريكية.

■ ماذا لو دخلت إسرائيل على الخط؟ هى الآن تشعر براحة أكبر. الدول العربية وضعت عدوها اللدود «حزب الله» على لائحة الإرهاب. علاقتها مع بوتين ممتازة. وهى قلقة من نقل أسلحة استراتيجية إلى الحزب. فهل تستغل القرار الروسى بالانسحاب من سوريا للمضىّ فى قرار الحرب؟ هذا ممكن حتى لو أحرج أوباما.

■ هل إيران مرتاحة للقرار الروسى؟ الأكيد لا. فهى أولاً ستواجه ضغوطاً كبيرة للانسحاب من سوريا، وثانياً ستجد نفسها أمام احتمالين، إما الاستمرار فى الحرب ما يعنى وضعها مجدداً أمام مواجهة محتملة مع تركيا (برغم اتفاقهما مؤخراً) والسعودية (التى مهدت للأمر بمناورات حفر الباطن)، وإما الانكفاء والقبول بخطوط التماس السياسية التى تشى بالفيدرالية وربما أكثر. فالقرار الروسى يفسح فى المجال واسعاً أمام احتمال إقامة دولة كردية بموافقة أمريكية. قد يكون هذا الأمر من بين أسباب الانسحاب الروسى.

لا شك أن بوتين فاجأ الجميع بقراره الذى يريد من خلاله تسهيل المفاوضات وكسب الخصوم، لكن لا شك أيضاً أن قراره يعيد فتح الملف السورى على الاحتمالات كافة. يبدو أنه فى الوقت الراهن يعطى الأولوية للاتفاق مع أوباما حتى ولو غضب الحلفاء. لاحقاً قد يغيّر رأيه، خصوصاً إذا ما شعر بأن كل ما قام به لم يغير رأى خصومه وخصوم حلفائه، حين يصبح الحسم العسكرى مبرراً حتى ولو أنه صار مستبعداً الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تنسحب روسيا عسكريا من سوريا لماذا تنسحب روسيا عسكريا من سوريا



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon