توقيت القاهرة المحلي 15:33:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا قال «السيسى»؟

  مصر اليوم -

ماذا قال «السيسى»

معتز بالله عبد الفتاح

حوار المشير عبدالفتاح السيسى مع الإعلاميين حمل عشر رسائل أساسية:
أولاً، الأزمة فى مصر، فى جزء كبير منها «أزمة وعى» والقائمون على الإعلام فى مصر عليهم مسئولية كبيرة فى إنتاج وعى سليم بحقائق الأوضاع فى مصر. بعبارة أخرى: «الإعلام أخطر من أن يُترك للرؤى الفردية لكل إعلامى أو لكل قناة أو لشركة الإعلانات».
ثانياً، الوعى المطلوب يتحرك فى أربعة اتجاهات: وعى بالمشاكل والتحديات، وعى بالأهداف والطموحات، وعى بالسياسات والتضحيات، ووعى بأهمية الحفاظ على المعنويات والأخلاقيات. ورغماً عن أن الإعلام له دور كبير، فإنه لا يمكن أن يقوم بدوره إلا إذا تناغم مع الخطاب الدينى والمقررات الدراسية لأنها فى مجموعها تخلق البيئة الثقافية التى إما أن تنجح فى تحقيق تماسك الجبهة الداخلية وإعادة بناء النسيج الاجتماعى أو البديل انتحار جماعى لا يريده وطنى لمصر.
ثالثاً، جزء من الوعى المطلوب هو حسن قراءة ما حدث فى السنوات الثلاث الماضية. ثورتان أو موجتان ثوريتان أطاحتا بنمطين من الاستبداد السياسى اللذين ينبغى ألا نسمح لهما بأن يتكررا فى بلدنا. لذا كان تأكيده أن «أى نظام حكم لا يستجيب للناس سيرحل» و«الشعب هو من أزاح حكم الإخوان، وليس السيسى» و«الإخوان كان بإمكانهم البقاء فى السلطة عبر الاستفتاء الشعبى».
رابعاً، المصريون إن اجتمعوا على هدف فسينجحون. العصا السحرية الحقيقية لعلاج مشاكل مصر هى «إرادة المصريين». صناعة هذه الإرادة تقتضى بالضرورة أن يثق الناس بالله وبما أودعه فيهم من إرادة، وبالقيادة التى يختارونها. هذه الثقة فى جزء منها مسألة برهان وأدلة يراها الناس من خلال قرارات ومواقف مباشرة، ومن خلال مشاعر يتم ترجمتها إلى سلوك وتضحيات.
خامساً، لن يتم «خصخصة السيسى»، أى أن يتحول إلى ملكية خاصة لشلة أو مجموعة منتفعين. هو يؤكد أنه ليس مديناً لشخص أو عدة أشخاص بذواتهم، سواء فى الداخل أو فى الخارج بأى فضل، لذا هو ليس عليه فواتير مطلوبة السداد لجمايل قام بها أحد فى حقه، ولذا هو يرى أن أصحاب المصالح المحيطين به هم فى النهاية «مجموعة مصريين» وبدل ما نستدعى قوى الشر فيهم علينا أن نستدعى قوى الخير.
سادساً، مشاكل مصر لها حلول إذا اعتبرناها مشاكل المصريين جميعاً، والكل عليه أن يقوم بدور فى علاجها، بدءاً من القيادة والحكومة، انتهاءً بالمواطنين، كلٌ فى مجاله وفى موقعه. وضرب مثلاً بكيفية التعامل مع مشكلة توفير الطاقة بخفض الاستهلاك غير الضرورى وباستخدام لمبات موفرة. وهنا أهمية «الوعى» بالمشكلة، وأهمية «الوعى» بالحل، وأهمية «وعى» القائمين على أجهزة الإعلام بدورهم فى أن يكونوا جزءاً من حل مشاكل مصر، وليس فى استحداث مشاكل جديدة أو تعميق المشاكل القائمة بخفض الروح المعنوية وتدمير الأخلاقيات واستنزاف الطاقات.
سابعاً، علاقات مصر الخارجية لا بد أن تكون متوازنة بالقدر الذى يحقق لمصر مصالحها. وكأن الرسالة هى أن مقولة إن 99 بالمائة من أوراق اللعبة فى الشرق الأوسط فى يد الولايات المتحدة الأمريكية ليست حاكمة. والتوازن مطلوب، لأنه يعطى مساحة أكبر لحرية المناورة فى العلاقات الخارجية.
ثامناً، هناك تحديات أمنية ضخمة تواجهنا، وستظل تواجهنا طالما أن هناك من يريد أن يعاقب المصريين على قرارهم فى 30 يونيو. والمقارنة بين ما كان سائداً فى أعقاب 30 يونيو مباشرة وما يحدث الآن تقول إن هناك تحسناً نسبياً.
تاسعاً، تمكين الشباب مسألة مهمة ولكن خوفاً على البلد وعلى الشباب أنفسهم لا بد من إعدادهم أولاً لتحمّل المسئوليات الكبيرة التى سيواجهونها.
عاشراً، الرأى العام فى أغلب منطقتنا، وليس الأنظمة الحاكمة، هو الذى يرفض الإسلام السياسى، بما يشير إلى أهمية ما صنعه المصريون فى 30 يونيو، وسيكون له تأثير واسع المدى، ليس على المنطقة فقط، ولكن على العالم كله.
هذا ما قاله المشير السيسى، فى أول حوار مطول له. وهو أقرب إلى «خطاب نوايا»، ونحن بانتظار التفاصيل فى برنامجه الانتخابى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا قال «السيسى» ماذا قال «السيسى»



GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 08:05 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترمب وماسك... مشعلا الحرائق

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon