توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى»

  مصر اليوم -

عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى»

معتز بالله عبد الفتاح

سألنى صديقى «محمد» الميكانيكى: «طيب إش ضمنك يا فالح إن السيسى ما يطلعش زى مبارك أو مرسى أو أى واحد من دول؟».
طبعا الدنيا حر، والبطيخة اللى فى إيدى لا تسمح لى بأن أسهب فى النقاش مع شخص أصابته جرثومة التشكك فى كل شىء، مثل صديقى محمد الميكانيكى، فبصراحة طنشته.
«هات البطيخة اللى فى إيدك دى وامشى من هنا. يا إما ترد علىّ». قال لى وهو منفعل بشدة.
«يا محمد يا صديقى، هنخسر بعض، وهتاخد منى البطيخة علشان السياسة؟ دى عشرة عمر من زمان». قلت له متطلعاً لأن يسمح لى العشم الذى بيننا بأن أكمل البطيخة.
«طيب خلص البطيخة، وأنا مستنيك ترد». قال متحفزاً.
والحقيقة أننى أطلت فى أكل البطيخة وتباطأت فى التفاعل معها، لأننى زهقت من الكلام فى السياسة، لكنه بدا وكأنه وصل إلى نقطة لا يمكن معها إلا أن أجيب عليه. وقد كان.
«بص يا سيدى. السيسى كما كل الحكام لديهم قابلية للاستبداد إذا ما وجدوا البيئة التى تدفعهم نحو الاستبداد. هذه البيئة التى تدفع للاستبداد هى بيئة غير متزنة وغير موضوعية وغير حكيمة، بيئة قائمة على المبالغة وسوء التقدير والانفعال العاطفى دون الحسابات العقلية.
نحن نظن أحياناً أن الطريق الوحيد لصناعة الديكتاتور هو المبالغة فى مدح شخصه، ونسبه، وشكله، وكلماته، وأفعاله، وإشاراته فننتهى إلى ما قاله العامة فى نهاية مسرحية «الزعيم» للحاكم الجديد: «أنت الفارس، وأنت الحارس، أنت مفجر ثورة مارس، ابنِ لنا مستشفيات ومدارس، وقل للعفاريت حابس حابس». (شعر بهاء جاهين).
ولكن هناك طريقاً آخر نغفله أحياناً رغماً عن أنه يمكن أن يفضى إلى نتيجة أشرس وديكتاتورية أعنف وهو طريق «إشاعة الفوضى» سواء كانت فوضى الشائعات أو فوضى المبالغات أو فوضى القلاقل والاضطرابات.
علينا أن ندرك أننا نخلق المستبدين حين نبالغ فى مدحهم، وكذلك حين نبالغ فى ذمهم. أو كما قال المرحوم الشيخ الشعراوى:
لا توطن نفسك على المعارضة بلا إنصاف، فدوام الخلاف من الاعتساف.
ولا توطن نفسك على الموالاة بلا استحقاق، فدوام الوفاق من النفاق.
وهذه تحمل نفس معنى العبارة اليونانية القديمة التى يقول فيها الفيلسوف للأمير: «أنا ناصحك إن سألت، وأنا نصيرك إن عدلت، وأنا خصيمك إن ظلمت».
إنما أنا خصيمك دائماً، سواء أحسنت أو أسأت، أو أنا نصيرك دائماً سواء أحسنت أو أسأت، أنا سأعارضك دائماً بلا أى إنصاف وبكل اعتساف، أو أنا نصيرك دائماً بلا أى استحقاق وبكل نفاق. هذا هو الطريق الذى أشار إليه «الكواكبى» بقوله: «المستبد لا يحكم إلا مستبدين».
«طيب والحل» سألنى صديقى محمد الميكانيكى.
أولاً: الوازع الأخلاقى والدينى عند الحاكم متغير مهم؛ فسلوك الناس يتفاوت عند تعرضهم لنفس الظروف.
ثانياً: فريق عمله، أو ما يقال عنه «الحاشية» أو «البطانة» فهى إما تعينه على الحق، أو تزين له الباطل.
ثالثاً: البرلمان المتوازن الذى لا يجامل ولا يعاند بدون وجه حق.
رابعاً: قادة الرأى والفكر فى الإعلام والصحافة مطالبون بأن يرتقوا أخلاقياً ومهنياً للمرحلة المقبلة.
«طيب ما تقول الكلام ده للرئيس السيسى». هذا ما طلبه منى صديقى محمد الميكانيكى، فكتبت هذا المقال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى» عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى»



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon