توقيت القاهرة المحلي 03:48:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من وحيد حامد إلى السيسى

  مصر اليوم -

من وحيد حامد إلى السيسى

معتز بالله عبد الفتاح

لا أعتقد أن الأستاذ وحيد حامد أراد بالفعل أن يترك الرئيس السيسى السلطة. هو أراد أن ينقل له وللقائمين على السلطة شعوراً موجوداً بأن الناس الذين أرادوا السيسى رئيساً لمصر كانوا يتوقعون ما هو أكثر. كانوا يتوقعون إزاحة تامة لكل أسباب التخلف والتباطؤ والإهمال والفساد.

كانوا يتوقعون أن يأتى الرجل الذى سيجعل لتضحيات المصريين فى السنوات الأربع السابقة معنى. رسالة الأستاذ وحيد واضحة عندى لأنها واضحة عند أغلب الذين يتمنون للسيسى النجاح لأن فى نجاحه نجاحاً لمصر كلها.

ولكن المعضلة ليست فى «السيسى» كشخص فى تقديرى. ولكنها فى مدى استعداده لأن يقدم رؤية مركبة ومبتكرة وسريعة لعلاج مشاكل متراكمة ومتداخلة ومعقدة.

ودعونى أرجع إلى بعض الدروس التى تعلمتها خلال الفترة الماضية، وألخصها فى عبارة مجملة ثم يأتى تفصيلها.

«أزعم أن مصر لم تكن مصر بسبب مبارك. لكن مبارك كان مبارك بسبب مصر».

ضع اسم أى رئيس آخر غير مبارك وغالباً ستنتهى لعبارة لها معنى مقبول.

التاريخ لدراسى السياسة هو المعمل لدارسى الكيمياء.

التاريخ يقول إن مصر شهدت تقريباً كل أنظمة الحكم فى العالم بدرجات متفاوتة، وكان الفشل حليفنا فى معظم الأحيان ما عدا بعض الاستثناءات.

التاريخ لدارسى مصر تغيرت فى آخر مائة عام من ولاية عثمانية إلى ملكية إلى جمهورية، من احتلال إلى استقلال، من نظام شبه ليبرالى إلى حكم عسكرتارى إلى ديمقراطية شكلية إلى ديمقراطية مجتزأة، من نظام الاقتصاد الحر قبل 1952 إلى نظام التخطيط المركزى بعد 1952، من حرية الصحافة النسبية إلى غياب حرية الصحافة التام إلى الإعلام الموجّه إلى فوضى الصحافة والإعلام.

التاريخ يقول إن مصر عرفت فؤاد وفاروق وناصر والسادات ومبارك ومرسى والسيسى، وظل المصريون كما هم يعانون الفقر والجهل والمرض على تنويعات مختلفة.

التاريخ يقول إن المصريين زادوا عدداً من 25 مليوناً فى العشرينات إلى 30 مليوناً فى الستينيات إلى 90 مليوناً الآن، ويزيدون كل سنة 2.6 مليون نسمة. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

طيب.. ما هو دور القيادة؟

القيادة غرقانة وغرقت وهتغرق فى كم رهيب من المشكلات اليومية، والشعب المصرى الشقيق غرقان وغرق وهيغرق فى كم رهيب من المشكلات هو الآخر.

شعب هذه حكومته، وحكومة هذا شعبها.. أين الخلاص؟

مصر تواجه مأزقاً حاداً لا بد فيه من ناس غير الناس، وطريقة تفكير غير طريقة التفكير التقليدية. القضية أكبر من السيسى ومن معه. القضية كما قالت لى بنتى مرة عن زميلاتها فى المدرسة اللائى يُخطئن ولا يعرفن حتى أنهن أخطأن: «يا بابا.. مفيش حد علم الأطفال دول أى حاجة. همّ حتى مبيعرفوش إنهم غلطوا لأن محدّش قال لهم الصح من الخطأ».

وهذا حال الكثيرين منا.

الحقيقة أننى كنت كذلك آمل خيراً فى الكثير مما هو آتٍ بعد 30 يونيو.

لكن حتى لو كان السائق ماهراً، الأوتوبيس متهالك.

حتى لو كان الترزى شاطر، القماش دايب.

حتى لو كان الفرّان رائعاً، الدقيق عفن.

حتى لو كان المدرب خبيراً، اللعيبة محششة.

حتى لو كان «السيسى» نبياً، فقد جاء فى وصف من هو أعظم منه، سيدنا نوح عليه السلام، «وما آمن معه إلا قليل». ليس لعيب فى نوح، ولكن لعيب فى قومه.

السيسى قطعاً ليس نبياً، ولكنه لن ينجح إلا إذا وضع المراية فى وشنا وواجهنا بعيوبنا قبل أن يواجهنا بمشاكلنا لأن عيوبنا هى التى أدت إلى مشاكلنا. ومع كل ده يكون عنده تصور نعالج العيوب إزاى علشان نعرف نحل المشاكل إزاى.

المسألة بحاجة لجرأة المستغنى وقوة العالم بصعوبة الأوضاع ورؤية العارف بالمرض والتشخيص والعلاج.

كشخص مهتم بالاقتصاد السياسى للتنمية أقول: لست قلقاً من عِظَم التحديات، لكننى قلق جداً من ضعف القدرات.

كلام أستاذ وحيد حامد كما فهتمه ينتهى بسؤال: هل هتقدر يا سيادة الرئيس على ما لم يستطعه السابقون عليك؟

نتمنى جميعاً هذا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من وحيد حامد إلى السيسى من وحيد حامد إلى السيسى



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon