توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نرسل قوات لحرب «داعش»؟

  مصر اليوم -

هل نرسل قوات لحرب «داعش»

معتز بالله عبد الفتاح


قال وزير الدفاع الأمريكى السابق روبرت جيتس إن «عدداً صغيراً» من القوات الأمريكية مطلوب للقضاء على «داعش»، لأن المتوقع، من وجهة نظره، أن العديد من دول المنطقة سترسل قوات برية لمواجهة هذه الموجة الجديدة من الحرب على «الإرهاب»، وهو الإرهاب الذى تصنعه أمريكا، بسوء نية وحسن تخطيط أحياناً وبغباء شديد وسوء تخطيط فى أحيان أخرى.

السؤال: هل سترسل مصر قوات كى تحارب فى العراق وسوريا؟

يقيناً فإن الولايات المتحدة ستطلب ذلك من مصر والسعودية والإمارات والكويت والأردن وربما من المغرب والجزائر.

وأعتقد أن الرئيس السيسى أحسن إلقاء الكرة فى ملعب الأمريكان حين سأله تشارلى روز: هل مصر ستشارك بضربات جوية ضد «داعش»؟

فرد الرئيسى السيسى متسائلاً: وهل أنتم بحاجة إلينا؟

فقال تشارلى روز: نعم، حتى لا تبدو الحرب وكأنها أمريكا ضد مقاتلين إسلاميين، لذا نحن نريد أكبر عدد من الدول العربية معنا.

فرد الرئيس السيسى مطالباً الولايات المتحدة بتسليم مصر طائرات «إف 16» و«الأباتشى» التى أوقفت الولايات المتحدة تسليمها لمصر منذ عام ونصف.

أهمية هذا الحوار فى تقديرى أنه يعبر عن الطريقة التى تفكر بها أمريكا، وهى نفس الطريقة التى ينبغى أن تفكر بها مصر.

هناك احتياج مشترك من الطرفين لمعرفة توازنات القوى وتوازنات الضعف فى المنطقة. الولايات المتحدة عليها مسئولية سياسية وتاريخية تجاه العراق الذى دمرته فى عام 2003، وكما يقولون فى الغرب: «You break it, you fix it»، بعبارة أخرى: «كما خربتها، عليك مسئولية إصلاحها».

وإن لم تسعَ لإصلاحها فاعلم أنك ستنكوى بنارها كمن يربى ويطعم ويوفر البيئة الملائمة لثعابين صغيرة ثم تكبر لتلتهم صغاره وأقاربه. وأتذكر أن الرئيس مبارك حذر جورج دبليو بوش أثناء محاولة مماثلة لدعم الغزو الأمريكى للعراق، فكان تعليق الرئيس مبارك: «عايزين تحاربوا بن لادن؟ بغزو العراق هتصنعوا ألف بن لادن» وقد كان.

لمصر مطالبها وشروطها قبل التفكير فى إرسال قوات لمحاربة «داعش» وأخواتها.

أولاً: الطائفية الدينية - السياسية ليست مقتصرة على «داعش» و«جبهة النصرة» و«أنصار بيت المقدس»، وإنما هى تشمل كل تنظيم يسعى للوصول إلى السلطة متاجراً بشعارات دينية مدعياً التشريع والحكم باسم الخالق سبحانه وتعالى. وبالتالى، لن نساعد الأمريكان فى ما يحقق مصالحهم، ويظلون هم يوفرون بيئة ملائمة لثعابين تنهش فينا ولكنها لا تناصبهم العداء. إذا كانت النية منعقدة على مواجهة «الطائفية الدينية - السياسية»، فلتكن مواجهة شاملة على كل هذه التنظيمات والحركات. وإن أراد هؤلاء أن يشاركوا فى الحياة السياسية على أسس المواطنة الكاملة التى لا تتاجر بالدين، فالساحة متسعة لكل من يؤمن بالمواطنة.

ثانياً: لو حدث وأرسلت مصر قوات لمحاربة «داعش»، فلا بد أن يكون مفهوماً يقيناً أن هذا جزء من واجب قومى عربى لحماية ما بقى من عروبة وللذود عن حرمة وسمعة الإسلام، دين الله العظيم، ضد من يتاجرون به ويسيئون إليه.

ثالثاً: لو حدث وأرسلت مصر قوات لمحاربة «داعش»، فلا بد أن تكون القيادة المصرية جزءاً من عملية التخطيط الاستراتيجى، وليس فقط إدارة العمليات على الأرض، بمعنى أن نعرف ما هو المنتج النهائى الذى نسعى إليه ومتى تنتهى العمليات العسكرية. لا نريد تكرار تجارب الخديعة الكبرى التى وقع فيها العرب إبان الحرب العالمية الأولى.

رابعاً: الأفضل ألا ترسل مصر قوات برية لمحاربة «داعش»، ولكن إن كنا لا محالة فاعلين، فالأفضل أن تكون جزءاً من قوات عربية فى مجموعها تشكل نواة لقوات عربية مشتركة للتدخل السريع، وفى كل الأحوال لا تتعدى القوات البرية المصرية عدة آلاف. والإشارة هنا إلى عدم تكرار تجربة إرسال قوات بعشرات الآلاف إلى خارج الحدود كما حدث فى حرب اليمن.

خامساً: طيب ماذا لو امتنعنا عن إرسال قوات بالمرة؟ فكرة أميل إليها إنسانياً، ولكن التكلفة أننا سياسياً لن يكون لنا أى دور فى أى ترتيبات تتعلق بمستقبل المنطقة، لأننا ببساطة «ما روحناش». وسيعنى أننا فى أول تهديد لاستقرار المنطقة، تخاذلنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نرسل قوات لحرب «داعش» هل نرسل قوات لحرب «داعش»



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon