توقيت القاهرة المحلي 08:22:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وقعت تركيا فى الفخ

  مصر اليوم -

وقعت تركيا فى الفخ

معتز بالله عبد الفتاح

جاء فى جريدة الشرق الأوسط تقرير مهم عن المأزق الذى وضعت فيه تركيا نفسها حين تسامحت مع «داعش»، والآن هى تكتوى بناره.

ندّد رئيس الوزراء التركى، أحمد داود أوغلو، بالهجوم الانتحارى الذى تعرّضت له مدينة سروج التركية، ذات الأكثرية الكردية قرب الحدود مع سوريا، معتبراً أنه حين يتعلق الأمر بتحديد المسئولين عن العملية الإرهابية، تشير جميع الأدلة إلى تنظيم داعش.

مع ذلك، أصدر صلاح الدين دميرتاش، وفيقن يوكسكداغ، زعيما حزب «الشعوب الديمقراطى»، وهو الحزب الكردى الرئيسى فى تركيا، بياناً اعتبرا فيه أن «المسئولين فى أنقرة الذين يشجعون أعمال (داعش) يتحملون مسئولية هذه الهمجية»، واعتبرا فى بيانهما أنه لا يمكن لأى قوة مهما كانت أن تتحرك فى تركيا دون علم الاستخبارات التركية (إم آى تى) ووحدات الاستخبارات الدولية الأخرى فى منطقة شانلى أورفا وسَروج، وأضافا فى اتهامهما المباشر للسلطات التركية: «لا تبحثوا بعيداً عن الجناة فى هذه المذبحة، فهؤلاء الذين يتحكّمون اليوم بالسياسة هم المسئولون الأساسيون».

وفى السياق نفسه، اتهم الجناح العسكرى لحركة الاستقلال الكردية، حزب العمال الكردستانى الـ«بى كى كى» الحكومة التركية «بدعم ومساندة (داعش)»، وهذه اتهامات تردّد صداها بين الأكراد الذين نظموا احتجاجات فى أنحاء مختلفة من تركيا، معبرين عن غضبهم، لأن السلطات المركزية لم تتمكن من صد الهجوم الإرهابى.

بناءً عليه، طرحت العلاقة المزعومة بين الحكومة التركية وجهاز الاستخبارات التركية «إم آى تى» من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى نقاشاً حاداً داخل تركيا وخارجها، إذ تزعم جهات معادية لسلطات أنقرة أن الحكومة التركية دعمت الجماعات المتطرفة مثل «داعش» و«جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة سعياً إلى زعزعة استقرار نظام الرئيس السورى بشار الأسد، الذى يواجه ثورة شعبية منذ عام 2011، ولكن الواضح أن حرية التنقل بين تركيا وسوريا على امتداد حدود طويلة يبلغ طولها نحو 800 كلم ساهمت بشكل رئيسى فى نمو الحركات المسلحة المتطرفة فى سوريا منذ عام 2011، ذلك أن آلاف المتطوعين الأجانب الذين تدفقوا إلى سوريا والعراق اتخذوا من تركيا معبراً لهم. كذلك عُرفت تركيا، منذ نشوء تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة فى سوريا والعراق، فى بعض وسائل الإعلام ولا سيما فى الغرب بأنها «الطريق الجهادى السريع» التى استخدمت من قبل المجاهدين المخضرمين فى القتال، كذلك من الشباب الذين تمكن «داعش» من استقطابهم من خلال «بروباجندا» العنف التى استعملها.

المحلل تيمور غوكسيل يرى من جهته أن هجوم سَروج «يهدف أساساً إلى وضع الأكراد فى مواجهة مع تركيا، فليس (داعش) وحده الذى يرى فى الأكراد عدواً لدوداً له، بل تنظر إليهم تركيا أيضاً بكثير من الحذر، لا سيما إلى حزب العمال الكردستانى الذى تعتبره منظمة إرهابية». ويشرح أنه بعد سقوط تل أبيض بيد الأكراد جرت محادثات فى أنقرة بشأن تدخل محتمل فى الحرب السورية المستمرة وإمكانية احتلال منطقة طولها نحو 70 ميلاً وبعمق 20 ميلاً لجعلها «منطقة عازلة» فى سوريا. وعلى الرغم من أن المسئولين فى الحكومة

التركية أكدوا أن مثل هذا التدخل يهدف إلى منع مقاتلى «داعش» من دخول أراضى تركيا، اعتبر محللون أن هدف العملية الحقيقى هو دحر المقاتلين الأكراد وطردهم بعيداً عن الحدود.

تجد الحكومة التركية نفسها الآن مضطرة إلى التأقلم والموازنة ما بين أمرين، أولهما تضييق الخناق على الجماعات المتطرفة التى تعتبرها أساسية فى محاربة عدوها فى سوريا الرئيس بشار الأسد، وثانيهما الحفاظ على السلام والاستقرار ضمن أراضيها. فبعد وقوع التفجير فى مدينة سروج، تحدث الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إلى الرئيس رجب طيب أردوغان حول تعزيز التعاون لمكافحة «داعش»، كما وافق على زيادة الجهود الرامية إلى «وقف تدفق المقاتلين الأجانب وتأمين الحدود التركية مع سوريا»، وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت صحيفة «حريات نيوز» التركية عن خطط جديدة لتعزيز المراقبة على الحدود من خلال الاستعانة بأساليب مراقبة ورصد متطورة واعتماد سياج مزدوج على الحدود.

تركيا تجنى ما زرعت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقعت تركيا فى الفخ وقعت تركيا فى الفخ



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon