معتز بالله عبد الفتاح
كتبت من قبل أن الرئيس السيسى يتبنى منطق العلاقات العامة وإشهاد الناس على أنه قد أبلغهم ضيقه ببعض الممارسات ولا يتخذ قرارات مباشرة، بل أحياناً فى أمور معينة يقول: «ومش عايز أتدخل» فى الأمور التى تمس إعادة بناء الشخصية المصرية.
أما فى أمور بناء المشاريع الوطنية مثل حفر القناة الجديدة وغيرها، الرئيس السيسى يتبنى منطق السياسات العامة، يجتمع ويناقش ويعدّل القوانين ويُصدر الأوامر المحددة بالزمان والموازنة ويتابع شخصياً التنفيذ. وهو قطعاً ويقيناً أمر محمود ومقدر.
لو عدنا لتجارب الدول الآسيوية، لوجدنا أنها اهتمت كثيراً ببناء الشخصية الوطنية من حيث القيم والمهارات. لو حدث زلزال مدمر فى كوريا الجنوبية الآن وجاء عاليها واطيها (لا قدّر الله)، لن تكون أكثر من سنوات قليلة لتعود إلى ما كانت عليه؛ لأن الإنسان الكورى قوى، عفى، جاهز، قادر، مستعد. لو حدث زلزال فى مصر جاب عاليها واطيها (لا قدّر الله)، سيضيع كل ما نبنيه يا ريس فى عهدك، نحن نُصلح الموتور ولكننا لا نُبلغ سائق السيارة بأخطائه التى أدت إلى تدمير الموتور السابق. رئيس وزراء سنغافورة الراحل، لى كوان يو، قال: «لم يكن دورى أن أغير سنغافورة، كان دورى أن أغير الإنسان السنغافورى، وهو يغير سنغافورة». وهذا هو ما فعله المصلحون فى كل مجتمعات الدنيا، بدءاً من الأنبياء وصولاً إلى من قادوا الأمم وساسوا الشعوب.
هل نحن نعرف خصائص الإنسان المصرى الذى نريده بعد 10 سنوات من اليوم؟ لأ.. لكننا نعرف خصائص قناة السويس الجديدة طولاً وعرضاً وعمقاً. هل عملنا مؤتمراً اقتصادياً يحضر كل جلساته رئيس الجمهورية حول «بناء الشخصية المصرية» مثلما فعلنا مع المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ؟ لأ.. لماذا؟ لأننا نهتم بالحجر أكثر من اهتمامنا بالبشر. لأن الدولة لا تقوم بوظيفتها التربوية بنفس اهتمامها بوظيفتيها الأمنية والتنموية، وهى لن تنجح فى وظيفتيها الأمنية والتنموية إلا إذا قامت بوظيفتها التربوية.
أخيراً، فعلها الرئيس بمكالمة مفاجئة للأستاذ أسامة كمال، ولكننا كنا بحاجة إليها لإعادة الاعتبار لقيمة إعادة بناء الإنسان المصرى.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه كانت هناك محاولات خلال الأشهر الماضية من أجل دعم الأطفال، حتى يشعروا أنهم ليسوا بمفردهم، متابعاً: «وقلنا نعمل مجلات للولاد علشان يعرفوا إنهم مش لوحدهم وإنهم يعيشوا مع غيرهم، ونشكل ثقافة حقيقية فى التنوع والتعدد والفهم الحقيقى لسماحة الدين بتاعنا». ووجه «السيسى» حديثه إلى فواز محمد، الفنان المتخصص فى الرسوم المتحركة، ونهى عباس، رئيس تحرير مجلة نور، قائلاً: «اللى انتو عاوزينه كله هيتم توفيره علشان نوصل لولادنا ونكلمهم». وأضاف الرئيس السيسى: «إننا نريد توفير الأكل والشرب للأطفال بجانب تعليمهم جيداً، ونفهمهم كويس ونجهزهم لبكرة كويس، وتحيا مصر». وأكد الرئيس السيسى: أموال «تحيا مصر» لتحقيق التعمير وبناء شخصية معتدلة للأطفال، وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه بجانب مجلة نور التى يصدرها الأزهر الشريف للأطفال، فإن مصر تستهدف التقدم، متابعاً: «وهنوفر ده على آى باد، والدعم مش فقط للمجلة فقط ولكن الدعم للفكرة بأرقام تحقق النجاح اللى إحنا عاوزين نعمله». وأضاف الرئيس: «فلوس تحيا مصر نستهدف بها البناء والتنمية والتعمير، وكذلك بناء شخصية معتدلة ومتوازنة وتخاف على نفسها وتخاف على غيرها، تحب نفسها وتحب غيرها، تحترم نفسها وتحترم غيرها، ودا مش هنقدر نعمله غير ببداية حقيقية من السن المبكر ده».
هذه خطوة موفقة بإذن الله.