توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عدادان وبينهما شعب

  مصر اليوم -

عدادان وبينهما شعب

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

أهدى هذا المقال للرئيس عبدالفتاح السيسى. والمقال ليس لى، ولكن كتبه الأستاذ سليمان جودة رداً على تعليق من السيد معتز الألفى حول فكرة الأستاذ سليمان بوضع عداد للديون فى ميدان التحرير.

يقول الأستاذ سليمان:

يملك الأستاذ معتز الألفى رأياً ثلاثى الأبعاد فى عداد الديون الذى اقترحته وما زلت أقترح وضعه فوق أطول عمارة فى ميدان التحرير!

إن وجود العداد فى المكان المقترح، لن يكون فى تقديرى للفرجة، ولا لنلتقط صوراً هناك، ليبدو هو فى خلفيتها، وإنما ليعرف العابرون فى الميدان من خلال شاشته المضيئة ليلاً مجمل ديون البلد، ثم نصيب كل واحد منه فيها!

غير أن البعد الأول فى رسالة الأستاذ الألفى، يقول إن تثبيت عداد للديون فى التحرير، لن يكون مجدياً ما لم نجد حلاً عملياً فى المقابل لعداد صلاح سالم، الذى يحصى عدد السكان على مدار اليوم، ولا نفعل شيئاً إزاءه، وهو يحصى، سوى أننا كحكومة نتفرج!

لو افترضنا أن عداد صلاح سالم قال مثلاً إن عدد سكان البلد مليون بنى آدم، وقال عداد التحرير فى اللحظة نفسها إن نصيب كل واحد منهم فى الديون ألف دولار على سبيل المثال، فسوف يكون هذا جيداً فى حد ذاته، ليبقى كل ما بعده سيئاً للغاية.

كيف؟!

سوف نفترض من جديد أن عاماً قد مر، وأن المليون بنى آدم صاروا مليوناً ومائة ألف، فالمتوقع عندئذ أن يقل نصيب كل واحد منهم، من إجمالى الديون فى عداد التحرير، بافتراض ثبات هذا الإجمالى طبعاً! وعندها سوف نكون أمام خدعة كبيرة، وهى انخفاض نصيب كل مواطن من الديون فى مجملها، بما يوحى ظاهرياً أن ديوننا تراجعت ولن يكون ذلك صحيحاً بأى حال، لأن الصحيح سيكون أن عداد السكان هو الذى زاد، وأن حاصل قسمة الديون على عددنا، قد أدى بالتالى إلى رقم أقل.. وسوف يحدث هذا، عند ثبات الرقم الإجمالى للديون، فما بالك حين تزيد، ولكن بمعدل أقل من معدل زيادة السكان؟!

البعد الثانى فى رسالة الرجل أن فريقاً من الباحثين كان قد أجرى دراسة عام ٢٠٠٨، تبين منها أن كل مولود جديد يكلف الدولة ٤٠٠٠ جنيه، تمثل نصيبه من الاستثمارات العامة، فى الصحة، والتعليم، والمساكن وغيرها.. فإذا كنا نجد أنفسنا أمام الزيادة التى يكاد عداد صلاح سالم يعجز عن ملاحقتها فى عدد السكان، فمعنى هذا أن مستوى الجودة فى الخدمات العامة سوف يتراجع بالضرورة، ولا سبيل أمامنا لمواجهة تراجع جودتها، فضلاً عن الارتفاع بمستواها، سوى ارتفاع الناتج الإجمالى المحلى ١٠٪، وبالعربى الفصيح زيادة الإنتاج، وهذا هو التحدى الكبير الذى لا تحدٍّ عندنا سواه تقريباً!

البعد الأخير أن الرئيس إذا كان يسابق الزمن من أجل إنجاز مشروعات قومية كبيرة يجنى ثمارها المواطنون، فمشروعات كهذه لن تكون كافية بكل أسف لتحقيق التوازن المطلوب بين الإنتاج والاستهلاك، ما لم تتمكن الدولة من التحكم فى المنبع الذى يقذف إليها بمواطنين جدد فى كل ثانية!

أما الدرس من كل ما سبق، فهو أننا إذا لم نفعل شيئاً فى مواجهة عداد صلاح سالم، فلا بد أن إزاحته من مكانه أفضل بكثير، لأن وجوده بهذه الصورة لا يؤدى إلى شىء سوى أنه يكشف عجزنا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عدادان وبينهما شعب عدادان وبينهما شعب



GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon