توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البيض فى الأرجنتين

  مصر اليوم -

البيض فى الأرجنتين

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

فى أغلب مجتمعات العالم هناك قانون اقتصادى يقول إن ارتفاع سعر سلعة يجعل المواطنين يحجمون عن شرائها حتى ينخفض سعرها. أما فى مصر فالعكس هو الصحيح. وهناك قصة متداولة من الأرجنتين عن أطباق (البيض).

فى يوم من الأيام استيقظ مواطن أرجنتينى قبل سويعات من عمله، واتجه كعادته إلى السوبر ماركت ليشترى بعض احتياجاته، لتناول وجبة الإفطار.

اتجه إلى رف (البيض) وأخذ طبق البيض للبائع. وعندما سأل البائع عن السعر وجد أن هناك زيادة فى سعر البيض. فسأل البائع لماذا هذه الزيادة؟

فأجاب البائع بأن شركة (الدواجن) قد رفعت سعر البيض (1 بيزو)!

وبهدوء تام أخذ المواطن الأرجنتينى طبق البيض وأعاده إلى مكانه، وقال هناك أمور تعوضنى عن شراء البيض، فلا داعى للبيض!!

الغريب أن كل المواطنين قد قاموا بنفس الشىء، دون حملات ورسائل!!

ولكنها ثقافة شعب!!

شعب لا يرضى بأن تبتزه الشركات!!

فماذا كانت النتائج؟

فى اليوم الثانى: أتى عمال الشركات لإنزال إنتاج اليوم فى محلات السوبر ماركت، فرفض بعض الباعة أن ينزلوا أى حمولة جديدة لأن إنتاج الأمس لم يُبَع ولم يتزحزح من مكانه،

فلم يشترِ أحد فى ذلك اليوم، والبعض الآخر من أصحاب المحلات طالب بتبديل إنتاج الأمس من البيض بإنتاج اليوم!!

وماذا بعد ذلك؟

قال مديرو الشركات إن المقاطعة ستنتهى فى غضون أسبوع واحد، وبعدها سيعود الناس للشراء من جديد بالسعر الجديد.

ولكن الأمر لم يختلف، فما زال الشعب الأرجنتينى مقاطعاً للشراء، وبعد أسبوعين كاملين، لم يشترِ أى (مواطن) أو (مواطنة)، وشركات البيض تنتج وتخسر!!

الشركات تخسر كثيراً لإطعام دجاجها وكذلك الإنتاج لا يتوقف، فالدجاج ما زال ينتج بغزارة!!

فتراكمت الخسائر على تلك الشركات وتضاعفت، وبعد هذا كله.. اجتمع مديرو الشركات وأقروا (بالهزيمة) النكراء، وقرروا إعادة سعر بيع البيض للسابق!!

فماذا كانت النتائج!!

تواصلت المقاطعة!! أيضاً، فلا يزال الشعب الأرجنتينى مقاطعاً للبيض والشركات تكاد تفلس والمسئولون عنها جن جنونهم لما يحدث!!

حتى اجتمع أصحاب الشركات الكبار والتجار مع مديرى البيع مرة أخرى، و(هنا) قرروا القرارات التالية:

١- تقديم اعتذار رسمى للشعب الأرجنتينى عن طريق جميع وسائل الإعلام!!

٢- تخفيض سعر بيع البيض عن سعره السابق، إلى ربع القيمة السابقة!!

٣- إعطاء أصحاب البقالات مدة طويلة للسداد.

٤- تقديم بعض الدعم المجانى لدور الأيتام ودار المسنين والعجزة لمدة عام كامل.

هذه قصة حقيقية وواقعية، وليست من نسج الخيال!!

الخلاصة:

باستطاعتنا (كشعب) أن نرفع أو نخفض أسعار أى سلعة!! وذلك بإرادتنا بدون حملات أو دعايات!! فقط نحتاج إلى قليل من الثقافة!! ثقافة عدم أعطاء الفرصة (لاستغلالنا).

لكن للأسف نحن الذين نشجع التجار على رفع اﻷسعار!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيض فى الأرجنتين البيض فى الأرجنتين



GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon