فى أغلب مجتمعات العالم هناك قانون اقتصادى يقول إن ارتفاع سعر سلعة يجعل المواطنين يحجمون عن شرائها حتى ينخفض سعرها. أما فى مصر فالعكس هو الصحيح. وهناك قصة متداولة من الأرجنتين عن أطباق (البيض).
فى يوم من الأيام استيقظ مواطن أرجنتينى قبل سويعات من عمله، واتجه كعادته إلى السوبر ماركت ليشترى بعض احتياجاته، لتناول وجبة الإفطار.
اتجه إلى رف (البيض) وأخذ طبق البيض للبائع. وعندما سأل البائع عن السعر وجد أن هناك زيادة فى سعر البيض. فسأل البائع لماذا هذه الزيادة؟
فأجاب البائع بأن شركة (الدواجن) قد رفعت سعر البيض (1 بيزو)!
وبهدوء تام أخذ المواطن الأرجنتينى طبق البيض وأعاده إلى مكانه، وقال هناك أمور تعوضنى عن شراء البيض، فلا داعى للبيض!!
الغريب أن كل المواطنين قد قاموا بنفس الشىء، دون حملات ورسائل!!
ولكنها ثقافة شعب!!
شعب لا يرضى بأن تبتزه الشركات!!
فماذا كانت النتائج؟
فى اليوم الثانى: أتى عمال الشركات لإنزال إنتاج اليوم فى محلات السوبر ماركت، فرفض بعض الباعة أن ينزلوا أى حمولة جديدة لأن إنتاج الأمس لم يُبَع ولم يتزحزح من مكانه،
فلم يشترِ أحد فى ذلك اليوم، والبعض الآخر من أصحاب المحلات طالب بتبديل إنتاج الأمس من البيض بإنتاج اليوم!!
وماذا بعد ذلك؟
قال مديرو الشركات إن المقاطعة ستنتهى فى غضون أسبوع واحد، وبعدها سيعود الناس للشراء من جديد بالسعر الجديد.
ولكن الأمر لم يختلف، فما زال الشعب الأرجنتينى مقاطعاً للشراء، وبعد أسبوعين كاملين، لم يشترِ أى (مواطن) أو (مواطنة)، وشركات البيض تنتج وتخسر!!
الشركات تخسر كثيراً لإطعام دجاجها وكذلك الإنتاج لا يتوقف، فالدجاج ما زال ينتج بغزارة!!
فتراكمت الخسائر على تلك الشركات وتضاعفت، وبعد هذا كله.. اجتمع مديرو الشركات وأقروا (بالهزيمة) النكراء، وقرروا إعادة سعر بيع البيض للسابق!!
فماذا كانت النتائج!!
تواصلت المقاطعة!! أيضاً، فلا يزال الشعب الأرجنتينى مقاطعاً للبيض والشركات تكاد تفلس والمسئولون عنها جن جنونهم لما يحدث!!
حتى اجتمع أصحاب الشركات الكبار والتجار مع مديرى البيع مرة أخرى، و(هنا) قرروا القرارات التالية:
١- تقديم اعتذار رسمى للشعب الأرجنتينى عن طريق جميع وسائل الإعلام!!
٢- تخفيض سعر بيع البيض عن سعره السابق، إلى ربع القيمة السابقة!!
٣- إعطاء أصحاب البقالات مدة طويلة للسداد.
٤- تقديم بعض الدعم المجانى لدور الأيتام ودار المسنين والعجزة لمدة عام كامل.
هذه قصة حقيقية وواقعية، وليست من نسج الخيال!!
الخلاصة:
باستطاعتنا (كشعب) أن نرفع أو نخفض أسعار أى سلعة!! وذلك بإرادتنا بدون حملات أو دعايات!! فقط نحتاج إلى قليل من الثقافة!! ثقافة عدم أعطاء الفرصة (لاستغلالنا).
لكن للأسف نحن الذين نشجع التجار على رفع اﻷسعار!!