توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جوف ابن آدم

  مصر اليوم -

جوف ابن آدم

معتز بالله عبد الفتاح

جاء فى الأثر أن النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، سأل جبرائيل: هل أنت تضحك؟ قال له: نعم، قال له النبى: متى؟ قال عندما يخلق الإنسان، ومن أول ما يولد إلى أن يموت، وهو يبحث عن شىء لم يخلق فى الدنيا!!

تعجب النبى، وقال: ما الشىء الذى يبحث عنه الإنسان ولم يخلق فى الدنيا؟ قال جبرائيل: الراحة فى الدنيا. إن الله لم يخلق الراحة فى الدنيا، بل خلقها فى الآخرة، فالإنسان يبحث دائماً عن الراحة، فالطفل يقول متى أكبر، والشاب يقول ليتنى أعود طفلاً، والشیخ يقول ليت الشباب يعود يوماً والمتزوجة تقول ليتنی أعود عزباء، والعزباء تقول ليتنى أتزوج، والذى لم ينجب أطفالاً يقول ليتنى عندى طفل واحد، والذى أنجب أطفالاً يتضجر، ويقول ليتنى لم أنجب أطفالاً والذى تزوج امرأة واحدة يريد أن يتزوج الأخرى بحثاً عن الراحة، وكلاهما يبحث عن الراحة، ولكن لا وجود للراحة فى هذه الدنيا.

قالت مريم: يا ليتنى مت قبل هذا ولم تعلم أن فى بطنها نبياً فلا تيأسوا إنَ طال البلاء

((لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على مَن تاب))؛ متفق عليه.

ومن حكمته -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ- أﻧﻪ ﻳﻌﻄى ﻣَﻦ ﻳﺸﺎء، ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻣﻦ أﻣﻮال اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻗﺎل - ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

[الزخرف: 32].

لذا نقول:

لا تحمدن أحداً على فضل الله

ولا تذمن أحداً على ما لم يعطك الله

فرزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص

ولا ترده عنك كراهية كاره

وإن الله بفضله وعدله قد جعل الروح والفرج فى الرضا واليقين

وجعل الهم والحزن فى السخط والشك

سبحانه

يعطى من يشاء بفضله

ويمنع من يشاء بعدله

ولا يسأله مخلوق عن علة فعله

ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله

سبحانه

قد يعطى وهو يمنع

وقد يمنع وهو يعطى

وقد تأتى العطايا على ظهور البلايا

وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم

وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم

والله يعلم ما لا تعلمون

موسى عليه السلام لما دفن أخاه هارون، عليه السلام، ذكر مفارقته له وظلمة القبر.. فأدركته الشفقة، فبكى فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى لو أذنت لأهل القبور أن يخبروك بلطفى بهم لأخبروك! يا موسى لم أنسهم على ظاهر الأرض أحياء مرزوقين، أفأنساهم فى باطن الأرض مقبورين! يا موسى إذا مات العبد لم أنظر إلى كثرة معاصيه، ولكن أنظر إلى قلة حيلته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جوف ابن آدم جوف ابن آدم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon