توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جوف ابن آدم

  مصر اليوم -

جوف ابن آدم

معتز بالله عبد الفتاح

جاء فى الأثر أن النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، سأل جبرائيل: هل أنت تضحك؟ قال له: نعم، قال له النبى: متى؟ قال عندما يخلق الإنسان، ومن أول ما يولد إلى أن يموت، وهو يبحث عن شىء لم يخلق فى الدنيا!!

تعجب النبى، وقال: ما الشىء الذى يبحث عنه الإنسان ولم يخلق فى الدنيا؟ قال جبرائيل: الراحة فى الدنيا. إن الله لم يخلق الراحة فى الدنيا، بل خلقها فى الآخرة، فالإنسان يبحث دائماً عن الراحة، فالطفل يقول متى أكبر، والشاب يقول ليتنى أعود طفلاً، والشیخ يقول ليت الشباب يعود يوماً والمتزوجة تقول ليتنی أعود عزباء، والعزباء تقول ليتنى أتزوج، والذى لم ينجب أطفالاً يقول ليتنى عندى طفل واحد، والذى أنجب أطفالاً يتضجر، ويقول ليتنى لم أنجب أطفالاً والذى تزوج امرأة واحدة يريد أن يتزوج الأخرى بحثاً عن الراحة، وكلاهما يبحث عن الراحة، ولكن لا وجود للراحة فى هذه الدنيا.

قالت مريم: يا ليتنى مت قبل هذا ولم تعلم أن فى بطنها نبياً فلا تيأسوا إنَ طال البلاء

((لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على مَن تاب))؛ متفق عليه.

ومن حكمته -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ- أﻧﻪ ﻳﻌﻄى ﻣَﻦ ﻳﺸﺎء، ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻣﻦ أﻣﻮال اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻗﺎل - ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

[الزخرف: 32].

لذا نقول:

لا تحمدن أحداً على فضل الله

ولا تذمن أحداً على ما لم يعطك الله

فرزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص

ولا ترده عنك كراهية كاره

وإن الله بفضله وعدله قد جعل الروح والفرج فى الرضا واليقين

وجعل الهم والحزن فى السخط والشك

سبحانه

يعطى من يشاء بفضله

ويمنع من يشاء بعدله

ولا يسأله مخلوق عن علة فعله

ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله

سبحانه

قد يعطى وهو يمنع

وقد يمنع وهو يعطى

وقد تأتى العطايا على ظهور البلايا

وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم

وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم

والله يعلم ما لا تعلمون

موسى عليه السلام لما دفن أخاه هارون، عليه السلام، ذكر مفارقته له وظلمة القبر.. فأدركته الشفقة، فبكى فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى لو أذنت لأهل القبور أن يخبروك بلطفى بهم لأخبروك! يا موسى لم أنسهم على ظاهر الأرض أحياء مرزوقين، أفأنساهم فى باطن الأرض مقبورين! يا موسى إذا مات العبد لم أنظر إلى كثرة معاصيه، ولكن أنظر إلى قلة حيلته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جوف ابن آدم جوف ابن آدم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 08:31 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نتنياهو يغير «حزب الله»

GMT 08:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

بعد تحوّل حرب غزّة.. إلى حرب "بيبي"

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon