مع كل عيد أحب أكرر التهنئة، وأكرر الحاجة لأن نكون إكسلانسات.
كل سنة وحضراتكم بخير، العيد فرصة لأن نكتسب مهارات إنسانية واجتماعية جديدة، وأهمها أن تكون «إكسلانس». كتبت من قبل فى الموضوع، وها أنا أعيد توضيح معنى أن تعيش «إكسلانس».
المواطن الإكسلانس مواطن له خصائص معينة.. المواطن الإكسلانس لما بيدخل فى نقاش مع حد بيقول رأيه بوضوح وبثبات، ولكنه ما بيحاولش يثبت للى بيناقشه إن فكرته غلط، هو ببساطة مش مهتم بما يفكر فيه الآخرون.
المواطن الإكسلانس لو حد كذب عليه هيسيبه يكذب ويفشر ويبالغ ويتجمل، عادى، وبدل ما يحاول يوريه إنه كشف كذبه هيستمتع بشكله وهو بيكدب وهيسيبه يكمل ويكمل والإكسلانس مستمتع بمحاولاته الفاشلة لخداعه.
المواطن الإكسلانس بيعرف حجمه ووزنه، وإنه فقط مجرد مخلوق ضعيف فى كون تحدد مصيره من زمان، مش هتقدر تغير الكون ولا تغير القدر، وإن العبيط هيفضل عبيط والحمار هيفضل حمار، مهما حاولت.. عادى يعنى.
المواطن الإكسلانس بيرمى كل اللى زعله وبيزعله ورا ضهره وبيكمل حياته عادى ولا يهمه، صحيح ممكن يفتكر حاجات ضايقته من وقت للتانى بس هيرجع إكسلانس بسرعة شديدة.
المواطن الإكسلانس بيعمل «رى ست» للذاكرة بتاعته مرة كل شهر أو شهرين أو على الأكثر 3 شهور، بينسى وبيسامح بسرعة عشان الدنيا ما تستاهلش، المواطن الإكسلانس بيمر على النكد بسرعة، ما عندوش وقت يقعد مع ناس نكدية بلا طائل، لو النكد هيطلع منه عائد مفيد على أهل بلده وحبايبه والمجتمع والناس، يستحمله، لكن النكد بلا طائل هو عبط بلا عائد، والنكد من غير سبب قلة أدب.
المواطن الإكسلانس بيمشى فى الشارع مبتسم ابتسامة ساخرة وهو بيتفرج على الناس بتتصارع وبتتخانق وبتتلون وبتكذب وبتتجمل عشان حاجات ما لهاش أى قيمة.
المواطن الإكسلانس متابع ذكى لأحوال المجتمع، «أوبزيرفر» يسمع وما يعلقش، يشوف وما يقلقش، يتفاعل لما يكون للتفاعل قيمة وجدوى، يتجاهل لما يلاقى العملية بقت سَلطة ويختلط الحابل بالنابل والعالم بالجاهل.
المواطن الإكسلانس عارف إن اللى فرحان النهارده هيبقى زعلان بكره، واللى زعلان النهارده هيبقى فرحان بكرة، وإن مفيش حاجة بتفضل على حالها.
المواطن الإكسلانس يعلم أن البشر مجبولون على ربط السعادة بما لا يملكون، يتجاهل اللى معاه على حلاوته ومتعته، ويدور على اللى مش معاه على قرفه وتعبه.
المواطن الإكسلانس لسان حاله: يا ربنا ليس لنا من أمرنا إلا السكوت.. يا ليتنا نرضى بما يعطى لنا حتى نموت.. والمبتلى يا ذا العلى لا يبتغى إلا النجاة.. فى يسرها وعسرها ملعونة تلك الحياة..
المواطن الإكسلانس نادر الوجود، وهو عارف كده، فبيحافظ على نفسه من بلاوى الغير، بيحاول ما يغلطش عشان ما يكونش لحد عليه حجة أو ذلة أو إهانة.
المواطن الإكسلانس بيحاول ما يتخطاش حدوده مع حد، وما يتدخلش فى شئون حد، شايف عيوبه وعارفها، وعارف إنها أكتر كتير من عيوب الناس التانية، فانشغل بعيوبه عن عيوب الآخرين.
المواطن الإكسلانس لسان حاله:
وعينك إذا ما أبدت إليك معايباً ** فصنها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ** وفارق ولكن بالتى هى أحسن
لو وصلت للمرحلة دى، ما تحاولش تغير من نفسك، انت كده وصلت إلى قمة السلام الداخلى والاتساق مع النفس وتفهم ظروف المجتمع.
عِش «إكسلانس»؛ تحىَ سعيداً، وتمُت مستوراً.
دمتم إكسلانسات.