أرسل لى صديق ما يلى مطالباً وزارة التعليم بأن تعلمه لأبنائنا بدلاً من الحشو غير المفيد.
ليست صدفة أن تكون أول دولة على كوكب الأرض منذ آلاف السنين.
ليست صدفة أن تأخذ اسمها مصر من اسم ابن سيدنا نوح عليه السلام.
ليست صدفة أن يولد فيها نبى الله إدريس، ويكون أول من كتب الأحرف بيده، وأول من فصّل الملابس ليلبسها البشر.
ليست صدفة أن يطلق الناس منذ فجر التاريخ على النقود والأموال «مصارى» المشتقة من مصر.
ليست صدفة أن يشترى أحد المصريين نبى الله يوسف ويعيش ويموت فى مصر.
ليست صدفة أن تكون فيها خزائن الأرض ويكون نبى الله بمثابة رئيس الوزراء فيها.
ليست صدفة أن يأتى إليها كل بنى إسرائيل وعلى رأسهم نبى الله يعقوب وزوجته وأولاده.
ليست صدفة أن يولد فيها ويكبر فيها نبى الله موسى ويكلمه الله فى الوادى المقدس طوى، وتكون المرة الأولى والأخيرة التى يصل فيها صوت الله إلى الأرض ويسمعه بشر فى مصر.
ليست صدفة أن يشق الله فيها لنبى الله موسى طريقاً فى البحر لينقذه ومن معه، وفى نفس الوقت يهلك فرعون ومن معه على نفس الطريق.
ليست صدفة أن يضرب فيها نبى الله موسى الحجر فيخرج منه اثنتا عشرة عيناً من الماء ليشرب كل فريق من بنى إسرائيل.
ليست صدفة أن يُنزل الله على بنى إسرائيل فيها المن والسلوى.
ليست صدفة أن تنزل التوراة على سيدنا موسى فيها.
ليست صدفة أن يبين الله فيها ضلال بنى إسرائيل وبينهم رسول (موسى) ونبى (أخوه هارون) ويتركون عبادة الله ويعبدون العجل.
ليست صدفة أن تختارها السيدة مريم ومعها طفلها الرضيع نبى الله ورسوله عيسى بن مريم. مريم التى أحصنت فرجها، مريم التى ذكرها القرآن ومعها امرأة فرعون مثلاً للذين آمنوا.
ليست صدفة أن تظل فيها مريم ورسول الله عيسى بن مريم سبع سنوات.
ليست صدفة أن يستعين نصارى مصر بالمسلمين لكى يخلصوهم من احتلال الرومان النصارى مثلهم. ليست صدفة أن تُذكر مصر فى القرآن خمس مرات صراحة والعديد من المرات تكون إشارة إلى مصر. ليست صدفة أن تكون مصرية أمنا هاجر زوجة نبى الله وخليله سيدنا إبراهيم.
ليست صدفة أن يقول رسول الله عن مصر: استوصوا بأهلها خيراً. ليست صدفة أن يقول عمرو بن العاص إن إمارة مصر تعدل كل باقى دولة الخلافة. ليست صدفة أن تحدث المجاعة فى شبة الجزيرة العربية ويموت الناس جوعاً. ويرسل الفاروق عمر بن الخطاب بطلب الغوث من مصر ويكتب ثلاث كلمات فقط: «واغوثاه، واغوثاه، واغوثاه» والسلام. فيجتمع المصريون ويقررون إنقاذ إخوانهم فى شبه الجزيرة العربية ويرسلون قافلة أولها فى المدينة المنورة وآخرها فى القاهرة. ويدعو الفاروق سيدنا عمر لمصر وأهلها بالخير والنماء والرخاء.
ليست صدفة أن تكون البلد الوحيد الذى ذُكر فى كل الكتب السماوية، التوراة والإنجيل والقرآن الكريم. وأخيراً، ليست صدفة أن يختص الله فى القرآن الكريم مكانين بالأمن والأمان، الأول بيت الله الحرام وأول بيت وُضع للناس فى مكة، والمكان الثانى هو مصر بطولها وعرضها.
بسم الله الرحمن الرحيم:
«وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللهَ آمِنِينَ».
صدق الله العظيم.
حفظ الله مصر.. حفظ الله الشعب.. حفظ الله جيشنا العظيم
انتهت رسالة الصديق
ولكن ما المطلوب منا؟
أطالب السيد الرئيس أن يطلب من فريق مستشاريه أن يضعوا برنامجاً يسمونه «برنامج إنقاد وطن»، يستهدف مباشرة مصارحة الناس، حكومة وشعباً، بالمشكلات وبأسبابها وبالخطوات المقترحة لعلاجها.
المصريون أذكياء وراغبون فى أن يكون مستقبل أولادهم أفضل من ماضيهم، ولكنهم كالمبصر الذى يبحث عن ضوء. على الدولة أن تقدم الضوء فى برنامج «إنقاذ وطن» بما يتضمنه من إجراءات لـ:
1- وقف الزيادة السكانية الرهيبة التى نعيشها عبر برنامج تنظيم للأسرة يستهدف ألا يزيد عدد أبناء الأسر الجديدة عن 3 أطفال، وأن يتوقف من لديه أولاد أكثر من 3 عن إنجاب أطفال جدد لمدة 5 سنوات. هى فترة نستهدف من خلالها الوقوف على أقدامنا اقتصادياً. الصين أعلنت بالأمس وقف برنامجها لتنظيم الأسرة الذى اعتمد سياسة الطفل الواحد بعد 40 سنين من تطبيقه. اضبطوا الإنجاب لله وللوطن، لا سيما أن الأكثر إنجاباً هم، مع الأسف، الأقل قدرة على التربية والتعليم. وعلى الدولة أن تستخدم كافة أدواتها التشريعية والتعليمية والإعلامية والدينية والثقافية لإقناع المواطنين بأهمية هذا الملف. الله سبحانه وتعالى لن يسأل أحدنا عن عدد من أنجب ولكنه سيسألنا عن كيفية تربيتنا لهم.
2- ملف الإعلام لا بد أن يُفتح. لا بد أن نفعل ما فعل مهاتير محمد فى ماليزيا من تحويل الإعلام الترفيهى إلى إعلام إصلاحى يعلم الشباب المهارات والقدرات التى يحتاجونها كى يبنوا أنفسهم وبلدهم. كفى إعلام الفضائح والشتائم وهتك الأعراض وتشويه صورة البلد وصورة الناس الذين يعيشون فيه. هذا أمر يتطلب أن يُصدر رئيس الجمهورية فى أسرع وقت قانون تنظيم الإعلام وفى القلب منه «المجلس الوطنى للإعلام» على نحو ما يوجد فى دول كثيرة سبقتنا فى النهضة وفى الديمقراطية وليس أقلها كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا. وفى مكان ما فى الرئاسة، توجد دراسات عن هذا الملف.
3- ملف التعليم أخطر من أن نتركه بلا متابعة جادة. التعليم يبنى الأمة أو يدمرها. صورة المدرس الذى يعلم طلابه فى كوريا الجنوبية فى الشارع وأمامهم سبورة يكتب عليها هى مدخل مهم لإنقاذ تعليمنا. لا يمكن أن ننتظر بناء 50 ألف مدرسة لاستيعاب كل الطلاب فى سن التعليم. علينا أن نبسط مناهجنا بالقدر الذى يجعل الأساسيات (من قيم ومعلومات ومهارات) هى مركز العملية التعليمية ونجتهد فى التعليم وليس فى بناء المدارس.
4- تنظيف وحسن إدارة 100 شارع رئيسى فى كل مصر سيعيد ثقافة النظافة والنظام فى مصر. نحن بحاجة لهذا بشدة.
5- زراعة الأمل مهمة. مشروع الطرق الجديدة لا بد أن يأخذ حيزاً أكبر فى الإعلام لأن الطريق الجديد يفتح آفاقاً أكبر للتنمية.
6- الحلول التكنولوجية لمشاكلنا الإدارية مسألة فى غاية الأهمية. لا نريد الاعتماد على الوسائل البيروقراطية العتيقة التى تفتح أبواب الفساد والإهمال. ولقد سبقتنا دول كثيرة فى هذا المجال وهناك مصريون لديهم خبرات كبيرة فى هذا المجال.
7- أتمنى على الرئيس أن يعطى ملف الاستثمار المحلى والأجنبى جزءاً أكبر من وقته لأن المعوقات البيروقراطية والفساد الحكومى لم تزل متفشية لدرجة يهرب معها الكثير من الاستثمار المحلى والعربى والأجنبى.
هذه هى المشاكل.. وهذه هى الحلول المقترحة. ومن جاء بخير منها قبلناه ودعمناه.
ولا أنسى أن أذكّر بأنه لن تكون هناك مصر جديدة إلا بإنسان مصرى جديد، نصنعه كى يكون الغد أفضل.
والله المستعان